مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مبدأ التوحيد لله "سبحانه وتعالى": هو أول وأكبر وأعظم المبادئ الإيمانية، والالتزامات الإيمانية، ويترتب عليه في الواقع العملي مستلزماته العملية، وهذا من أكثر ما يغيب عن ذهنية الكثير من أبناء الأمة (من المسلمين)، يغيب عن بالهم، وعن ذهنيتهم، ويغيب حتى في التثقيف الديني، والتعليم الديني، إلى حدٍ كبير، ثمرة التوحيد، الحديث عن ثمرة التوحيد، عن نتيجة التوحيد، عن نتيجة هذا المبدأ العظيم، عمَّا ينبغي أن يبنى عليه.

 

 

 

ولأهمية هذا المبدأ العظيم، فهو من المبادئ الأساسية التي يجب الترسيخ لها، والتركيز عليها بشكلٍ مستمر، أن ترسخ هذا المبدأ بشكلٍ مستمر، طول مسيرة حياتك، كلما ترسخ أكثر؛ كلما كانت نتيجته في الواقع العملي أكبر وأهم.

 

 

 

ولهذا يأتي الخطاب للنبي "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، وهو من هو في كمال إيمانه ويقينه، وهو من هو في توحيده لله "سبحانه وتعالى"، وإيمانه بالله "جلَّ شأنه"، فيقول له الله "سبحانه وتعالى": {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}[محمد: من الآية19]، {فَاعْلَمْ}، هكذا يخاطب نبيه، ولم يقل: [قد أنا عالمٌ بذلك، وقد عرفت بهذا، ما هي الفائدة أن تقول لي ذلك]، {فَاعْلَمْ}؛ لأنه مهما بلغ إيمانك، مهما بلغ يقينك، مهما كنت في توحيدك لله "سبحانه وتعالى"، وفي بصيرتك تجاه هذا المبدأ العظيم، يجب أن ترسِّخ ذلك في قرارة نفسك أكثر فأكثر، وتجاه كل المستجدات في حياتك، تحتاج إلى هذا المبدأ العظيم، تحتاج إليه في مسيرة حياتك؛ لكي تتحرك بشكلٍ صحيح، لكي تستقيم، لكي تواجه به كل التحديات، التي قد تصرفك عن طاعة الله، وعن العبادة لله، وعن الاستجابة لله "سبحانه وتعالى" فيما هو من الأمور المهمة.

 

 

 

ولذلك نجد في القرآن الكريم التأكيد على مسألة الثمرة المهمة لهذا المبدأ العظيم، يقول الله "جلَّ شأنه": {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء: الآية25]، لاحظوا، هذه ثمرة التوحيد: {أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا}، يعني: إلَّا الله "جلَّ شأنه"، {فَاعْبُدُونِ}، النتيجة هي أن نعبده وحده، العبادة في كل معانيها، العبادة في كل ما يجسِّدها، من طاعةٍ كاملةٍ لله "سبحانه وتعالى"، من توجهٍ كاملٍ إليه بالرهبة، والرغبة، والرجاء، والمحبة، والطاعة المطلقة.

 

 

 

يقول "جلَّ شأنه" مخاطباً لنبيه محمد "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله": {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[الأنبياء: الآية108]، هذه ثمرة التوحيد أن نسلم لله، وأن نستجيب له الاستجابة الكاملة، وأن نذعن له في كل أوامره وتوجيهاته، ألَّا يصرفنا عن ذلك هوى نفس، ألَّا يصرفنا عن ذلك مخاوف من الآخرين، ألَّا يصرفنا عن ذلك أطماع ورغبات فيما لدى آخرين، ألَّا يصرفنا عن ذلك توجس، فالإيمان بالله والتوحيد له يجعلك تحب الله فوق كل شيء، ترغب فيما وعدك به فوق كل شيء، تخشى من عقابه فوق كل شيء، فتتحرر من كل ما يمكن أن يصرفك، أو يعيقك، أو يؤثِّر عليك في مقام الاستجابة لله "سبحانه وتعالى" سلباً.

 

 

 

يقول "جلَّ شأنه": {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}[النحل: الآية51]، الجدير بأن نرهب من عقابه فوق كل شيء هو الله "سبحانه وتعالى"؛ وبالتالي لا ينبغي أن يخيفك الآخرون، مهما كانت إمكاناتهم، مهما كان جبروتهم؛ لأنه لا شيء في مقابل جبروت الله "سبحانه وتعالى"، فلا يخيفوك، ولا يعيقوك عن الاستجابة لله، في أي أمرٍ من أوامره وتوجيهاته.

 

 

 

يقول "سبحانه وتعالى": {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ}[النحل: الآية2]، (فَاتَّقُونِ) هي ثمرة من ثمار ترسيخ مبدأ التوحيد، والإيمان بأنه (لا إله إلا الله وحده)، فهو الذي يجب أن تتقيه، فلا يصرفك الآخرون عن الاستجابة له في أي أمر، في أي توجيهٍ يأمرك به "سبحانه وتعالى"، عليك أن تطيعه الطاعة الكاملة، وأن تخشى من عقابه، أن تخشى من التفريط فيما أمرك به.

 

 

 

يقول الله "سبحانه وتعالى" مخاطباً لنبيه "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله": {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ}[فصلت: من الآية6]، هذه هي ثمرة، ثمرة لهذا المبدأ العظيم، ليست المسألة أن تقول: (أشهد أن لا إله إلا الله) وانتهى الموضوع، لا تفصل هذا المبدأ عن العمل، عن مسيرة حياتك، عن أن تكون مسيرة حياتك بكلها طاعةً لله، وعبادةً لله، والتزاماً بمنهج الله "سبحانه وتعالى"، واستقامةً على أساس ما وجهك إليه، وسيراً إليه في طريقه وصراطه المستقيم، وأن تستغفره، وأن تستشعر تقصيرك نحوه، وأن تبادر بالتوبة عند الزلل، وعند التقصير، وعند التفريط، تبادر بالاستغفار إليه.

 

 

 

يقول الله "سبحانه تعالى": {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ} ، هو وحده ربكم، المالك لكم، الخالق لكم، الرازق لكم، المربي لكم، المنعم عليكم، الذي حياتكم بيده، رزقكم بيده، موتكم بيده، مصيركم إليه، لذلك هو وحده الجدير بأن تحبوه فوق كل شيء، فوق كل محبة، أن تخافوا من عقابه فوق كل شيء، فوق كل عقابٍ وخوف، أن ترجوه وأن ترغبوا فيما وعد به فوق كل رغبةٍ ورجاء، وبالتالي أن تطيعوه الطاعة الكاملة، وأن تستجيبوا له الاستجابة الكاملة، وألَّا يصرفكم أحد، أو يعيقكم أحد، عن هذه الاستجابة الكاملة.

 

 

 

يقول الله "سبحانه وتعالى" مذكراً لنا بكماله العظيم، وأنه وحده الإله الحق، هو الجدير منا بالعبادة: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}[البقرة: الآية163]، هو وحده إلهنا الحق، وهو أرحم الراحمين، هو الرحمن الرحيم، من وسعت رحمته كل شيء، ليس إلهاً يتجبر، ويتكبر، ويظلم، ويبطش، ولا يرحم عباده، هو أرحم الراحمين، وكل توجيهاته لنا، وكل أوامره لنا، وفي كل ما نهانا عنه، إنما ذلك من منطلق رحمته بنا، ولذلك لا مبرر لنا أن ننصرف عن توجيهاته، أو أوامره، بحجة الرحمة بأنفسنا، ونتصور أننا أعرف، وأننا أرحم بأنفسنا، وأعرف بما فيه الخير لنا، عندما نتنكر لبعضٍ من توجيهاته وتعليماته بهذا الدافع، بدافع الرحمة والشفقة على أنفسنا، فنحن نخطئ بحق أنفسنا؛ لأنه أرحم الراحمين، وكل توجيهاته من منطلق رحمته بنا، مع علمه ما هو الخير لنا.

 

 

 

يقول "جلَّ شأنه": {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، فهو "جلَّ شأنه" الإله الحق لا إله إلا هو العزيز الذي لا يقهر، أنت عندما تتولاه، أنت تتولى من لا يقهر، هو الجدير بأن تثق به، بأن تتوكل عليه، هو الجدير بأن تعتمد عليه، وأن تلتجئ إليه، وأن تعتصم به، الحكيم، كل توجيهاته وأوامره وتشريعاته حكيمةٌ لا عبث فيها، لا حماقة فيها، لا جهالة فيها؛ إنما هي بمقتضى الحكمة؛ فلذلك هو الجدير بأن تثق به، أن تعتمد عليه، أن تتوكل عليه.

 

 

 

يقول "سبحانه وتعالى": {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[الكهف: من الآية110]، الحالة التي ينصرف الإنسان فيها عن التوحيد لله في ثمرته العملية: هي اتخاذ الأنداد، أنداد من دون الله "سبحانه وتعالى"، عندما تعطي ما هو حقٌ خالصٌ لله، فتتوجه به إلى غيره، من الطاعة فيما هو معصيةٌ لله، من المخالفة لتوجيهات الله وأوامره، من خشيةٍ، أو رهبةٍ، أو رغبةٍ، أكبر مما هو لله، أو مساوي لما هو لله، وهذه الحالة أنت تجعل فيها نداً لله "سبحانه وتعالى"، وتعبِّد نفسك له، هذه حالة خطيرة جداً، ولهذا يقول الله "جلَّ شأنه في القرآن الكريم، بعد أن ذكر بنعمه السابغة والعظيمة علينا: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة: من الآية22]، يبين حال الكثير من الناس الذين يتورطون في ذلك، فيقول: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}[البقرة: من الآية165]، الذين آمنوا أشد حبهم، وأقوى حبهم، وأعلى مرتبات محبتهم، هي لله "سبحانه وتعالى"، لا يعني هذا أنك لا تحب الله، أنت تحب أشياء كثيرة غير الله "سبحانه وتعالى"، ولكن يجب أن يكون حبك أكبر من كل حبٍ لأي شيءٍ آخر، حبك لله "سبحانه وتعالى"، أن يكون أكثر من محبتك لأي شيءٍ آخر؛ حتى لا يؤثر عليك أي شيءٍ آخر، فيصرفك عن الطاعة لله، وعن العبادة لله، وعن الاستجابة لله.

 

 

 

{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}[البقرة: من الآية165]، سيتجلى ومن أكبر ما يتجلى فيه ذلك في الآخرة، في يوم القيامة، عندما تأتي جهنم، عندما تتجلى سيطرة الله وقهره فوق عباده في يوم القيامة، عندما يأتي الكل في مقام العبودية والخضوع التام لله "سبحانه وتعالى"، يتجلى كم أن الله هو القوي، وأن القوة كلها لله، أن القوة لله جميعاً، تجلى لكل الذين اتخذوا أنداداً من دون الله، أن من اتخذوهم أنداداً من دون الله، هم عبادٌ في غاية الضعف والعجز والاستسلام أمام الله "سبحانه وتعالى"، وجبروته، وقوته، فمن كانوا ينبهرون بآخرين، سواءً أشخاصاً، أو قوى معينة، أو دول، أو جيوش، أو كيانات معينة، أنها ذات قوة متكبرة، ذات قوة كبيرة متجبرة، واندفعوا بهذا الدافع: بدافع الخوف منهم، فأطاعوهم في معصية الله، فلم يستجيبوا لله فيما أمر به من أجلهم؛ خوفاً منهم، يتجلى لهم يوم القيامة مدى خسارتهم، ومدى ما وصلوا إليه من الخسران والهوان، والعياذ بالله، {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا}[البقرة: من الآية166]؛ لأنهم اتخذوهم أنداداً لله في هذا السياق: في سياق اتباع، يعني: على المستوى العملي، وليس فقط على المستوى العقائدي، هذا هو الشرك العملي، على المستوى العملي: اتبعوهم بدلاً عن منهج الله، بدلاً عن كتاب الله، بدلاً عن توجيهات الله وأوامر الله "سبحانه وتعالى".

 

 

 

{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ}، رأوا العذاب، وهو مشهد رهيب جداً، ومخيف، ورأوا عجز أولئك الذين اتخذوهم أنداداً عن أن يعملوا لهم أي شيءٍ أمام ذلك العذاب، {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ}[البقرة: من الآية166]، لم يبق لهم أي وسيلة، ولا أي طريقة للخلاص من العذاب، أو لدفع العذاب عن أنفسهم، {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}[البقرة: الآية167].

 

 

 

فنجد أن الثمرة الصحيحة لمبدأ التوحيد: هي الاستجابة العملية لله "سبحانه وتعالى"، العبادة بمفهومها الشامل، الذي فيه التسليم التام لأمر الله وتوجيهاته، وطاعةٌ كاملة، والتوجه بالرجاء، والرهبة، والمحبة، والخوف، إلى الله "سبحانه وتعالى"، فوق كل شيء، وهذا ما نحتاج إلى ترسيخه في واقعنا، وفي مسيرة حياتنا وبشكلٍ مستمر؛ لأنه من سيفيدك، وسيكون هذا المبدأ العظيم، هو الذي تواجه به كل من يبرز ليكون آلهةً لك، حتى هوى نفسك، حتى المطامع، حتى الرغبات، حتى الآخرين بكل جبروتهم وطغيانهم، هذا المبدأ العظيم سيحررك من أن تعبِّد نفسك لغير الله "سبحانه وتعالى" بكل أشكال التعبيد للنفس، في مقام الطاعة والعمل، أو في مقام الاعتقاد، أو في مقام الخوف والرجاء، فهو مبدأٌ مهمٌ جداً.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الحادية عشرة 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر