مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

حينما قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران: الآية102]، كيف أن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أمرنا بالتقوى في هذه الآية المباركة بشكلٍ مميز، عن أمره بالتقوى في أي سياقٍ آخر في بقية الآيات المباركة.

 

عادةً ما يأتي في سياق كثيرٍ مما يأمرنا الله به؛ للتأكيد على أهميته، والتحذير من المعصية فيه، يأتي الأمر بتقوى الله، {اتَّقُوا اللَّهَ}، وكذلك التعقيب- أحيانًا- على بعض الأوامر، أو النواهي، يأتي التعقيب بقوله: {اتَّقُوا اللَّهَ}؛ للتحذير من المخالفة في ذلك، وما يترتب عليه من العواقب السيئة والعقوبات الإلهية.

 

إلَّا أنه في هذه الآية المباركة بالتحديد، وبشكلٍ حصري، أمر بتقوى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” (حَقَّ تُقَاتِهِ)، يعني: أبلغ درجات التقوى، ومعناه: الحذر الشديد، والانتباه من المخالفة، والمعصية فيما أمر به في سياق هذه الآية المباركة، وهي أتت في سياق التحذير من الطاعة لأهل الكتاب، في سياق قول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران: الآية100]، فهي تحذر بشدة من الطاعة لهم، وتكشف- في نفس الوقت- أنهم يسعون إلى تطويع الأمة، لتكون مطيعةً لهم.

 

ثم يبيّن أن ذلك نتيجته الحتمية: هي الكفر، {يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}، فهم يسعون إلى أن يرتدوا بكم عن مبادئ هذا الدين، عن قيمه، عن أخلاقه، عن شرعه، عن نهجه، عمَّا هداكم الله فيه إليه.

 

وتحدثنا عن أن هذا يأتي في سياق عدائهم الشديد جدًا لهذه الأمة، ولذلك يتجهون كما اتجه الشيطان؛ لأنهم أعوان الشيطان، وهم شبكته التي تنشط في الواقع البشري، إلى الاستهداف لنا في ديننا، هذا هو أبرز مظاهر عدائهم الشديد لنا؛ لأنهم يعرفون ما يمثله لنا ديننا كعامل قوةٍ أساسي، هو صلةٌ يصلنا بالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”؛ لنحظى برعايته، وتأييده، ومعونته، ونصره، إذا خسرنا هذه الصلة، كيف نحظى بنصر الله، وتأييده، ومعونته؟ يعرفون أهمية هذا الدين كعاملٍ مهمٍ وأساسي في بناء الأمة، لتكون أمةً قوية، تحظى بالمنعة، بالعزة، تمتلك كل وسائل القوة، إن هي التزمت به، واهتدت بهديه، والتزمت بمبادئه وقيمه وأخلاقه، فهم يتجهون إلى تجريدنا من كل عناصر القوة، وهم يدركون الأهمية المعنوية لهذا الدين، ويدركون أنهم إذا نجحوا في تفريغنا من مبادئنا، وقيمنا، وأخلاقنا، وثقافتنا، وجردونا من كل عقائدنا، وأصبحنا أمةً مفرغة، لا تمتلك لا مبادئ، ولا قيم، ولا أخلاق، ولا تتمسك بثقافة صحيحة، ولا فكر صحيح، ولا معتقدات صحيحة؛ فإنها ستصبح أمة مفرغة، جاهزة لتقبُّل ما يأتي من جانبهم هم، وتصبح أمة غير محصَّنة، لا بالوعي، ولا بزكاء النفوس، ولا بالفهم، ولا تتحرك ضمن مشروعٍ ذاتيٍ لها هي، فاضية، فارغة؛ وبالتالي تكون متقبلة لما يأتي من جانبهم، ومتأثرةً بهم، ولذلك ركزوا على هذا الجانب.

 

وفي هذا السياق، هم يعملون على مسح حالة العداء، وتغيير النظرة إليهم كأعداء، الحقيقة التي أكد عليها القرآن الكريم، ويشهد لها الواقع بكل وضوح: أنهم أعداء، هم يحاولون أن ننظر إليهم كأصدقاء، وأن نتقبل ما يأتي من جانبهم، وهذا بهدف تسهيل مهمتهم في السيطرة علينا، من دون أن يكون هناك عوائق أمامهم، يريدون أن يتحركوا في الاستهداف للأمة دون ردة فعل من جانب الأمة؛ لتفادي كلفة ردة الفعل (ماديًا، وبشريًا)، وغير ذلك، ولتسهيل العمل في الاستهداف للأمة، وهي في حالة انبطاح، جمود، ليس من جانبها ردة فعل، لا تمتلك منعة أمام كل مؤامراتهم، أمة منبطحة، وساحة مفتوحة، وحالة انبطاح وفتور، وفقدان لليقظة والوعي، في مثل هذه الحالة تنجح مؤامراتهم، مخططاتهم، ويعملون بنشاط في واقع الأمة، ويتفادون الكُلفة

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم-

من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة يوم القدس العالمي 1444هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر