مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مع ذلك أيضاً جريمة أخرى من أبشع أنواع الجرائم- ولو قد طال بنا الوقت- جريمة الحصار: من أفظع وأبشع ما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم في استهدافه لشعبنا اليمني هو جريمة الحصار، الحصار الشامل.

 

العدو من خلال حصاره يعمل على منع وإعاقة وصول المواد الغذائية، إلا بصعوبة بالغة، وبكلفة كبيرة، لا يصل القمح، ولا تصل مختلف المواد الغذائية إلى بلدنا إلا بعد إعاقة، وتأخير، ومنع، وتحمل غرامات وتكاليف، وبشكل معقد، فتصل في نهاية المطاف، وبعناء كبير، وبكلفة كبيرة، وبأسعار باهظة، والذي يعاني نتيجةً لذلك هو المواطن اليمني، هم أبناء هذا الشعب، الشريحة الأوسع في هذا البلد، وهم الفقراء، هم الأكثر معاناة نتيجةً لذلك، معاناة في التأخير، في إشكالية الأسعار الباهظة التي تأتي نتيجةً لذلك.

 

تحالف العدوان عمل على منع وصول المواد الطبية والأدوية إلى هذا البلد، إلا بصعوبة كبيرة، ومعاناة كبيرة، وبعد تأخير كبير، وبالتالي بتكاليف مادية كبيرة، وبأسعار باهظة، من الذي يعاني؟ أليس هم أبناء هذا البلد؟

 

منع المرضى من السفر للعلاج في الخارج، لا يسافر إلا القليل جدًّا، بعناء كبير، وفي حالات نادرة، والأكثر منعوا من السفر، وحضر عليهم تحالف العدوان ذلك، حتى إلى دول هي جزء من هذا التحالف، هي الأردن، حالات نادرة جدًّا، وبصعوبة كبيرة.

 

معظم المواد والاحتياجات الأساسية للناس، لا تصل إلا بصعوبة كبيرة جدًّا، وأكثرها بالتهريب، وبعناء شديد، وبالتالي بأسعار باهظة، هذا سبب معاناة كبيرة لأبناء الشعب، أكثرهم لا يحصل على أي شيء يحتاج إليه، أو يريده، أو من متطلبات حياته، أو يمثل ضرورةً له، إلا بعناء شديد، وبتكاليف باهظة، وأسعار باهظة.

 

لماذا يفعل تحالف العدوان ذلك؟ لأنه أراد أن يعاني جميع أبناء هذا الشعب، هو يرتاح بقدر ما يعاني أبناء هذا الشعب، بمختلف مناطقهم، بمختلف مذاهبهم، بمختلف اتجاهاتهم، أو أن المعاناة هذه خاصة بآل فلان، أو زعطان، أو فلتان، أو بمذهب كذا، أو بقوم كذا، أو بفئة كذا؟ لا، معاناة شاملة في مختلف المحافظات.

 

يمنع ويعيق وصول المشتقات النفطية والغاز، إلا بعد تأخير كبير، وعناء شديد، وأسعار كبيرة جدًّا، وظروف تسبب معاناة في مختلف المجالات؛ لأن الوقود يحتاج إليه هذا الشعب في مختلف شؤون حياته، المستشفيات بحاجة إلى الوقود، محطات المياه بحاجة إلى الوقود، محطات الكهرباء بحاجة إلى الوقود، أشياء كثيرة جدًّا، وسائل النقل تعتمد على الوقود، هذا يسبب معاناة كبيرة للشعب، والعدو يدرك ذلك، وهو يركز على هذا الجانب؛ لإلحاق أكبر قدر من المعاناة بالناس في ذلك، يرتاح، النظام السعودي، المسؤول السعودي، الضابط السعودي، الضابط الإماراتي، من معهم من الخونة، يبتهج ويرتاح عندما يلحظ معاناة الشعب اليمني وهم طوابير كبيرة؛ كي يحصلوا على قليل من البنزين بسعر مرتفع، يرتاح ويبتهج، يشعر بالسرور والغبطة، وعنده أنه انتصر، أصبحت راحتهم بمعاناة شعبنا، بعذاباته، بأوجاعه بآلآمه، هل يمكن أن يقال عنهم أنهم يريدون خيراً لهذا البلد، أو أنهم يقدمون شيئاً لصالحه؟ أليست هذه حالة عدائية للجميع، في كل هذه الحالات التي شرحناها؟

 

كل من يعاني في أي شيءٍ مما قد ذكرناه، ليتذكر أن وراء هذه المعاناة هو السعودي، ليلعن من وراء هذه المعاناة، من ضابط سعودي، أو مسؤول سعودي، أو مسؤول إماراتي، ومن فوقه، ومن معه من الأيادي المرتزقة الخائنة لوطنه، ليدرك من يفعل به ذلك، من يجب أن تكون ردة الفعل تجاهه، من يجب أن نغضب عليه، من يجب أن ندرك أنه الذي نعاني بسببه، بسبب عدوانه، بإجرامه، بفعله، بجريمته، لنعرف إلى من نوجه السخط، وإلى من يتوجه الموقف الصحيح للرد على كل هذه الجرائم بكل أشكالها.

 

والمعاناة كبيرة وملموسة؛ إنما نتحدث عن هذه الأمور، كونها أموراً نعيشها في واقعنا كشعب، ونشعر بها في واقعنا كشعبٍ يمني مظلوم، يستهدف بكل هذه الأشكال من الاستهداف.

 

الغاز، القصة كبيرة، تصل إلى كل منزل، معاناة، وظروف صعبة، وفي بعض المراحل تزداد هذه المعاناة.

 

لماذا تفعلون هكذا بهذا الشعب؟ لماذا تعادونه إلى هذا المستوى؟ لماذا تعذبونه إلى هذه الدرجة؟ أي وحشيةٍ تتصفون بها؟! أي إجرامٍ تفعلونه؟! لقد تجردتم عن كل المشاعر الإنسانية، أنتم أعداء لكل هذا الشعب؛ ولهذا تشمله جميعاً هذه المعاناة بفعلكم أنتم، بجريمتكم أنتم، بمؤامراتكم أنتم، بإعاقاتكم أنتم، بمنعكم أنتم.

 

في السياق الاقتصادي، أتت المؤامرة على البنك المركزي، والموارد التي كانت تأتي إليه، وعطلوا دوره في صنعاء تماماً، واستنسخوا نسخةً أخرى في عدن، وكان الدور الرئيسي للنسخة الأخرى المستنسخة هو الحرب على هذا الشعب، الحرب عليه، اتخاذ كل التدابير التي تضر بالتجار، والعملية التجارية، والنشاط التجاري، وبالعملة، إلى حد كبير.

في هذا السياق طبعوا أعداداً كبيرة جدًّا، وأنزلوها بالشكل الذي يكسر العملة، في هذا السياق عطلوا الإيرادات إلى البنك المركزي في صنعاء وإدارته لها؛ نتج عن هذا ظروف اقتصادية صعبة، وانقطاع المرتبات، عندما انقطعت المرتبات؛ لأن الإيرادات لم تعد توردإلى البنك المركزي في صنعاء، وتم تعطيل دوره ومحاربته، وتم سَرِقة تلك الموارد التي كانت تأتي إليه من المحافظات الأخرى، ومنعها من الوصول، نتج عن ذلك انقطاع المرتبات، كم عانى الكثير من أبناء هذا البلد لانقطاع المرتبات! كانت مأساة كبيرة.

 

لماذا تفعلون ذلك؟ لأنكم أردتم ألَّا تصل المرتبات إلى تلك الأسر التي تقتات عليها، لأنكم أردتم أن تلحق المعاناة بكل هذه الآلاف المؤلفة من الموظفين، وغيرهم ممن كان لهم مرتبات، لأنكم أردتم أن تسقط العملة، وأن تفقد قيمتها في مقابل الدولار، وأن ترتفع الأسعار، لأنكم أردتم أن يعاني هذا الشعب كل أشكال المعاناة، وفي مقدمتها المعاناة في معيشته وفي قوته؛ لأنكم أعداء لهذا الشعب، لأن حربكم عدوانية على هذا البلد، لأن أهدافكم شيطانية، كلها شر، كلها إجرام، كلها خطر، كلها عداء لهذا الشعب.

 

الحالة والتوصيف الشامل لكل ما تفعلونه بهذا الشعب، كل ما يفعلونه بهذا البلد، تلخصها الآية القرآنية المباركة: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}[البقرة: الآية205]، هذا هو ما فعلوه، ويفعلونه إلى اليوم، هذه هي يوميات عدوانهم على بلدنا: إفسادٌ في الأرض، وإهلاكٌ للحرث والنسل.

 

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

كلمة السيد بمناسبة اليوم الوطني للصمود 26/ 3 / 2021م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر