وأهمية وقيمة هذا الشعار وهذه الصرخة بكل ما يترافق معها، وبكل ما يأتي معها أيضاً في مسارٍ عمليٍ مهمٍ وواسع: أنه موقف في مقابل خطورة من يتجه الموقف الآخر، موقف الانحراف، موقف العمالة والخيانة؛ لأن البعض من أبناء الأمة لم يكتفوا بالسكوت، ولم يكتفوا بالقعود، لم يكتفوا بالتنصل عن المسؤولية، وفي الابتعاد عن الموقف الصحيح؛ إنما اتجهوا اتجاهاً منحرفاً وخاطئاً: اتجاه الخيانة والعمالة، والوقوف في صف أمريكا وإسرائيل، وموالاة أمريكا، والتحرك مع أمريكا، فكانوا واضحين، وكانوا مكشوفين في تحالفهم مع أمريكا، وفي تعاونهم مع أمريكا، وفي تجنّدهم مع أمريكا، وفي تحركهم العملي بكل ما يمتلكون من قوة وإمكانات ووسائل لصالح الأجندة الأمريكية، ولخدمة الأمريكي في كل ما يريده منهم، وإن كانوا تحركوا في داخل الأمة وفي واقع الأمة- في بعضٍ من الأحيان- تحت عناوين أخرى، لكن طبيعة تحركهم وحقيقة تحركهم: أنه تحركٌ في الاتجاه الأمريكي، بما يخدم الأمريكي والإسرائيلي، بما يتناغم وينسجم مع التوجهات الأمريكية والإسرائيلية، ومع السياسات الأمريكية والإسرائيلية، فهم تحرَّكوا في داخل الأمة وخسروا وبذلوا الجهود الكبيرة.
فأن يأتي البعض ليتجه هذا التوجه من أبناء الأمة على مستوى أنظمة وحكومات، وعلى مستوى حركات وتيارات وشخصيات، وأن يكون للبعض الآخر اتجاهٌ آخر يتمثل بالسكوت، والقعود، والجمود، والتنصل عن المسؤولية، والتخاذل، والتفريط، وإفساح المجال للعدو ليدخل ويعمل ما يشاء ويريد، نرى قيمة هذا الموقف الذي يتمثل بهذه الصرخة، بهذا الشعار، بهذا التوجه الإيجابي والصحيح، الذي ينسجم مع القرآن الكريم، الذي يتجه اتجاه التحمل للمسؤولية التي يفرضها علينا ديننا وانتماؤنا للإسلام، ومسؤوليتنا أيضاً تجاه أنفسنا، تجاه أمتنا، تجاه شعوبنا، والتي هي تمثِّل الموقف الحق الذي لا مرية فيه ولا شك فيه، والموقف الصحيح والطبيعي المنسجم مع مقتضى الفطرة الإنسانية في كيف تواجه عدوك الحقيقي، عدوك الفعلي، عدوك الواضح، عدوك المكشوف، عدوك الذي يعاديك ويحاربك بكل الوسائل.
ندرك أيضاً أهمية وقيمة هذا الموقف وهذه الصرخة، وما يترافق أيضاً معها من مشروعٍ عملي: بحساب طبيعة هذا الصراع، وطبيعة مؤامرات العدو، هذا العدو الأمريكي والإسرائيلي الذي يستهدفنا كأمةٍ مسلمة بكل الأساليب، ويستهدفنا في كل المجالات، ويتجه بشكلٍ كبير إلى اختراقنا من الداخل، إلى أن يحوِّل هذه المعركة معركةً واسعةً وشاملة بعناوين متعددة، وأن يستفيد من اختراقه لهذه الأمة إلى عمقها وإلى داخلها؛ ليحرِّك أدواته من هذه الأمة، من المنافقين والذين في قلوبهم مرض، في داخل الأمة لدورٍ يخدمه، لما يحقق أهدافه في إضعاف هذه الأمة، في تدمير كيان هذه الأمة، في تمزيق نسيجها الاجتماعي، في إضعاف هذه الأمة، في العمل على وأد كل تحركٍ حرٍ من داخل هذه الأمة، في العمل على إخضاع أبناء هذه الأمة لهذا العدو الأمريكي، ولهذا العدو الإسرائيلي.
طبيعة هذا الصراع الشامل والواسع الذي يتحرك فيه العدو على المستوى السياسي، وعلى المستوى الاقتصادي، وعلى المستوى الإعلامي، وعلى المستوى الفكري والثقافي والتعليمي… وعلى كل المستويات وفي كل المجالات، تستدعي أن يقابل هذا التحرك تحركٌ واعٍ، شامل وواسع، ويتجه إلى ما يسد هذه الثغرة على العدو، إلى ما يحصن هذه الأمة من الداخل، ويحميها من الاختراق.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة24 شوال1440هـ