البعض يناقش ويجادل ويقول: [كل أبناء الأمة يكرهون إسرائيل، وكل أبناء الأمة لهم موقف من إسرائيل]، مع أن المسألة كانت حتى آنذاك واضحة، لكن يوماً بعد يوم اتضح الواقع، وتجلى كيف أن البعض من أبناء الأمة يسعون إلى فرض حالة الولاء والتبعية لأمريكا، وحالة الولاء والتطبيع مع إسرائيل، حتى على أبناء الأمة بشكلٍ عام، اليوم لا يكتفي النظام السعودي، ولا النظام الإماراتي، ولا أتباعهم: آل خليفة في البحرين… أو غيرهم هنا أو هناك في هذا القطر العربي أو ذاك، لا يكتفون بأنهم هم في موقع الخيانة وفي مسار الولاء والتبعية لأمريكا وإسرائيل، وفي هذا التوجه المنحرف والخاطئ، لا يكتفون بذلك، إنما يحاولون أن يفرضوا هذه الحالة من التطبيع والولاء والتبعية لأعداء الأمة أن يفرضوه على بقية أبناء الأمة، ويسعون إلى أن يخضعوا كل الأمة لأعدائها معهم، هم أخضعوا أنفسهم، واتجهوا هذا التوجه الخاطئ والمنحرف، لكنهم لم يكتفوا بذلك، بل يحاولون أن يفرضوا ذلك بكل الوسائل والأساليب: بأساليب الترغيب لمن يتمكنون من شرائه بالثمن البخس والتافه، مقابل الخيانة، والبيع للمبادئ والقيم، والتنصل والتفريط في قضايا الأمة الكبرى. أو على مستوى الترهيب ومعاداة من يعادي إسرائيل، من يناهض أمريكا، معاداته بكل وضوح، وتكون هي المشكلة الرئيسية والجوهرية لهم مع غيرهم من أبناء الأمة، مثل ما هو الحال في عدوانهم على بلدنا، على شعبنا اليمني المسلم العزيز، والذي تعتبر المشكلة الرئيسية لهم مع هذا الشعب هو: أن هذا الشعب اختار الموقف المبدئي الذي يفرضه عليه إيمانه، هويته الدينية والإيمانية، انتماؤه للإسلام، فطرته، حريته، كرامته، فأراد أن يكون شعباً مستقلاً حراً متمسكاً بقضايا أمته الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومقدسات الأمة في فلسطين، ومناصرة الشعب الفلسطيني الذي هو جزءٌ من هذه الأمة، ورفض هذه التبعية وهذا الولاء لأعداء الأمة، هذا الولاء المحرم شرعاً، هذا الولاء الذي يقول الله عنه في القرآن الكريم: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: من الآية51]، وبالتالي أصحبت هذه مشكلة رئيسية لهم مع هذا الشعب؛ لأن المطلوب من الجميع هو ماذا؟ الخضوع والخنوع والتبعية والاستسلام والطاعة، الطاعة لأمريكا، الطاعة لإسرائيل، الطاعة لمن يطيع أمريكا ويطبع مع إسرائيل.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة24شوال1440هـ