هناك وعود إلهية صادقة إذا قمنا بواجبنا لن يُخلف الله وعده هو القائل: ( إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) هو القائل: ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ) يعتبرون هذه الوعود الإلهية لا معنى لها واعتبروا في غزو الأحزاب حتى وعود الله التي بلّغ بها رسوله في النصر والفتح المبين للأمة وللدين اعتبروها مجرد غرور والعياذ بالله تشكيك بها واتهام بالمخادعة يعني، أمر رهيب جداً، طبعاً في الظروف الحساسة والعصيبة وأمام الأحداث الضاغطة يتحرك المنافقون والذين في قلوبهم مرض ليشككوا ليثبطوا ليخذلوا ليرجفوا، يعني يتوقع الإنسان منهم في الظروف الحساسة أن يحاولوا أن ينشطوا أكثر وأن يتحركوا في الساحة أكثر، بهذه الطريقة السلبية، (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) يتوجهون إلى الذين يتحركون للقيام بواجبهم للجهاد في سبيل الله للمرابطة، يقولون لهم من أهل يثرب، يثرب نفس منطقة الأوس والخزرج نفس المدينة سموها يثرب يقولون لهم لا مُقَامَ لَكُمْ اترك لك لا عاد تسير لك هناك في المرابطة، ارجع، ارجع لا عاد تسير منطقة القتال، لا تسير الجبهة، لا تسير الموقع، ارجع، ارجع بيتك ومالك حاجة، اهتم بنفسك وأسرتك وحياتك اترك لك اترك لك هولا، لا مقام لكم فارجعوا (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَارًا) سعي للهروب والتنصل عن المسؤولية من البعض وتثبيط واضح وتخذيل بشكل كبير من البعض الآخر، إلى آخر الآيات التي يقول فيها أيضاً: ( قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا) البعض يشتغل بهذه الطريقة أمام الأحداث أمام التحديات والمخاطر التي يتوجب على الأمة أن تتحرك فيها بالموقف الصحيح الذي أمر به الله سبحانه وتعالى ويفرضه الانتماء الإيماني يأتي البعض ليثبط ليخذل ليضع العوائق أمام تحرك الآخرين بما يثبطهم به ويخذلهم به،
(وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا) اقبلوا إلينا ارجعوا إلينا اتركوا لكم تعالوا اجلسوا عندنا نتحدث إحنا وانتوا ونجلس سوا واتركوا لكم من هولاء، (وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلا قَلِيلا) إن اضطروا موقف واحد يبدل هذا الموقف بكثير وكثير من التثبيط والتخذيل، إلى أن يقول الله سبحانه وتعالى
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
المحاضرة السادسة للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى الهجرة النبوية 1440هـ.