الجمهورية اليمنية
الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------
خطبة الجمعة الأولى من شهر ربيع أول 1447هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(استقبال المولد النبوي الشريف)
التاريـخ: 6/ 3/ 1447ه
المـوافق: 29/ 8 / 2025م
الرقم: (10)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1- تحل علينا مناسبةالمولد والأمةتواجه الاستهداف اليهودي وغزة تعاني من عدوانه وحصاره وماأحوجنا إلى استلهام الدروس والعبر من هذه المناسبة
2- إحياؤنا للمولدهو مظهرمن مظاهر حكمةوإيمان الشعب اليمني ونحن نلاحظ الفرق بين واقع من يحيي هذه الذكرى وبين الآخرين الذين لا يهتمون بها، لم يهتموا بغزة وفلسطين
3- رسول الله هو نقطةالخلاف بيننا وبين اليهود فلا بد أن نوصل رسالة لهم أننا متمسكون بنبينا وسنظهر الفرح بهذه المناسبة كمانفرح في مناسباتنا الخاصة ولا بد أن نترفع عن الخلافات لأن رسول الله يجمعنا
4- لوعدناإلى رسول الله بالشكل المطلوب لعرفنا كيف نواجه اليهود كما واجههم وشعبناهو الوحيد الذي يناصر القضيةالفلسطينية ويخرج في المظاهرات أسبوعيا بعكس الشعوب الأخرى الغارقة في الفساد والأنظمة التي أصبحت متواطئة مع العدو
5- إحياء ذكرى المولد هومظهر من مظاهر التعظيم لرسول الله وسيخرج شعبنا في يوم الخميس القادم خروجا متميزا على كل شعوب العالم ليوصل رسالةللأمة بأن تعود إلى رسول الله، وإلى البشريةلتتعرف على رسول الله.
➖➖➖➖➖ ➖➖
🔹ثانياً: نص الخـطبة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، والقائل: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، والقائل: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا وأسوتنا وهادينا إلى الصراط المستقيم محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله، أدى ما حمله الله إلى العباد، وجاهد في الله عز وجل حق الجهاد، صلوات الله عليه وعلى وآله الطاهرين، ورضي الله عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله عز وجل القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
عباد الله:
تحلّ علينا وعلى الأمة الإسلامية ذكرى المولد النبوي الشريف للعام الثاني على التوالي والأمة الإسلامية تمرّ بظروف صعبة ومؤامرة خطيرة تستهدفها في مقدساتها وفي دينها وحاضرها ومستقبلها، وغزة تتعرض للعدوان والحصار الذي لا نظير له في كل العالم، وهو ما يزيد هذه المناسبة أهمية من أهمية الظروف المصاحبة التي تستوجب منا أن نعود عودة جادة إلى الرسول والرسالة، وأن نجعل من ذكرى المولد النبوي الشريف محطة هامة لاستلهام الدروس والعبر واستيحاء الموجهات التي يمكن أن تخرج الأمة من وضعها المزري وحالتها الراهنة الأليمة؛ فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، وقد أرسل الله سبحانه إلينا رسوله ليخرجنا من الظلمات إلى النور، فما بالنا نعيش في الظلمات والنور بين أيدينا، ورسول الله قدوتنا وأسوتنا وقائدنا، والقرآن الكريم منهجنا ودستورنا؟
ولو عدنا إلى الرسول والرسالة وتمسكنا بهما لانتصرنا على كل الأعداء، ولأفشلنا كل المؤامرات.
أيها المؤمنون:
إنّ إحياءنا لمناسبة المولد النبوي الشريف هو مظهر من مظاهر الإيمان والحكمة التي تحلى بها شعبنا وتميز بها من بين الشعوب، وقد لاحظنا عندما أحيا شعبنا هذه المناسبة كيف اقتدت به الكثير من الشعوب الإسلامية فعادت لإحيائه بعد أن كاد يغيب، ولكم أن تلاحظوا كم هو الفرق بين واقعنا أول ما أحيينا هذه المناسبة بشكل جماهيري وواقعنا اليوم، وكيف انتقل شعبنا اليمني المسلم نقلات كبيرة، ولكم أن تلحظوا الفرق في حال من حاربوا المولد النبوي الشريف من أول يوم إلى اليوم: كيف عصفت بهم الذنوب حتى أهلكتهم وأزالت عزهم وكشفت حقيقتهم حتى رأيناهم في أحضان الصهاينة.
أما شعبنا اليمني العظيم فهو في كل عام: إحياؤه للمولد أكبر، ومواقفه العظيمة أكبر، والانتصارات أكبر وأكثر بفضل الله سبحانه، ويمكن أن نعرف حجم الانتصارات منذ إحيائنا للمولد النبوي الشريف العام الماضي وهذا العام، وكيف أنعم الله علينا بالانتصارات الكبرى، فبعد المولد النبوي الشريف في العام الماضي خاض شعبنا اليمني وقواتنا المسلحة معركة حامية الوطيس مع أمريكا وبريطانيا التي أعلنت عن حملة حارس الازدهار، وأرسلت خمس حاملات
طائرات، وملأت قاعدة عسكرية في المحيط الهندي بالطائرات الشبحية إف خمسة وثلاثين، وبي تو، وبي اثنين وخمسين، وأعلن ترامب الكافر أنها اقتربت نهاية شعبنا، وبدأت المعركة وانضم إليها الاتحاد الأوروبي بحملته المسماة إسبيدس، والتي شاركت بحاملات طائرات و مدمرات وفرقاطات، وما هي إلا ايام معدودة حتى أعلن ترامب انسحابه وهروب حاملات الطائرات واحدة بعد الأخرى، وأسقطت قواتنا المسلحة أكثر من عشرين طائرة إم كيو تسعة، وسقطت ثلاث طائرات حديثة، وأُغرقت سفينتان في البحر وسفينة بريطانية ثالثة، وهذا أكبر انتصار على أمريكا وأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مع أنّ أمريكا كانت تخيف دولاً كبرى بحاملات الطائرات لكنها أمام قوة الله وثبات شعبنا أصبحت سلاحاً عفى عليه الزمن، وأصبحت عبئاً لا تستحق صناعتها تلك الكلفة، وقد جرّ الأعداء ذيول الهزيمة بعد أن أصيبت حاملات الطائرات، وأصبح ميناء أم الرشراش معطلاً وخاوياً على عروشه ومغلقاً إغلاقاً كاملاً، فضلاً عن الإغلاق الجزئي لمطار اللد الذي لا تزال معظم شركات الطيران معلقة رحلاتها إلى اليوم: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
أيها المؤمنون:
عندما أحيا شعبنا هذه المناسبة نظر الله إليه بعين رحمته وأنزل عليه الغيث الهنيء المدرار، وعندما يحيي شعبنا هذه المناسبة، ويجدد ارتباطه بالرسول والرسالة، ويؤكد عودته الصادقة إلى الله ورسوله وإلى القرآن الكريم فإنّ الله سبحانه سيمنحنا نصره وهو القائل: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
أيها الأكارم:
إنّ رسول الله محمداً صلوات الله عليه وآله هو نقطة الخلاف الكبرى بيننا وبين اليهود، ولذلك بدأت عداوتهم للعرب عندما بعث الله منهم نبيه محمدًا صلوات الله عليه وآله، واليهود لا زالوا يسعون جادين لفصلنا عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وإحياؤنا للمولد النبوي الشريف هو تأكيد على ارتباطنا به، وإفشالٌ لمحاولات فصلنا عنه، وإحياؤنا له هو إغاضة لليهود الذين يرون في هذا الإحياء صحوة إسلامية تحت راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولذلك فإنّ من المهم: الاهتمام بإحياء هذه المناسبة التي يمثل إحياؤها ردًا عمليًا على اليهود الذين يقولون: محمد مات وخلّف بنات، ويعتبر إحياؤها شكراً لله على نعمة الهداية والرسالة، ومحطة هامة يجددون فيها العهد والولاء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
والإحياء للمولد في الحارات والقرى والمدن والعزل والمؤسسات هو من التنافس على تعظيم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
أما الإحياء في يوم الثاني عشر من ربيع الأول فهو رسالة الشعب اليمني للمسلمين بأن يعودوا إلى الرسول والرسالة، وهو رسالة للبشرية قيامًا بحق الشهادة كما قال سبحانه: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، وإذا كان العرب قد استقبلوا ترامب وقدموا له التريليونات فإننا سنستقبل مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونقدم له الولاء والطاعة والمحبة، وإذا كان النظام السعودي يستعد من اليوم لاستقبال مباريات كأس العالم في عام 2034م ويبني الملاعب الضخمة وينفق على ذلك عشرات المليارات التي إن شاء الله لن يأتي ذلك العام إلا وقد أزاله الله؛ فإننا سنستقبل المولد النبوي الشريف يوم الخميس القادم الثاني عشر من ربيع الأول والذي سيكون الإحياء فيه هو الأكبر على مستوى العالم والأضخم في التاريخ.
وسنوصل رسالة للأعداء: أننا أمة محمد، وأنّ رسول الله خلّف رجالاً هم الشعب اليمني الكبير، والإحياء يوم الخميس القادم هو رسالة للبشرية لنلفت نظرها وندعوها إلى الاهتداء والإيمان برسول الله، ورسالة للعالم الذي أصبح منبهراً بموقف شعبنا المساند لغزة لنقول له: إنّ سر تميزنا في موقف الإسناد لغزة هو ببركة الرسول والرسالة الإلهية والقرآن الكريم، ورسالة للعالم الإسلامي بأنه إذا أراد أن يتميز كما تميز شعبنا فليعد إلى الرسول المجاهد وإلى القرآن الكريم الذى فيه البيان والتوضيح لطريق العزة والكرامة.
أيها المؤمنون:
*عندما يكون صاحب المناسبة* هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا صوت يعلو فوق صوت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لا حزب ولا مذهب ولا شخص ولا قبيلة ولا أي شيء آخر ولا أحد فوق رسول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}، وعندما يكون صاحب المناسبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينبغي أن نترفع فوق الخلافات وفوق كل الاعتبارات، وأن نطوي صفحة الماضي لأجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن نجتمع تحت راية رسول الله؛ فرسول الله يجمعنا، والخلاف على رسول الله هو بيننا وبين اليهود، أما المسلمون فكيف يختلفون على تعظيم رسولهم؟
فينبغي أن نحتشد في هذا اليوم العظيم تعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واقتداءً بأجدادنا الأنصار الذين استقبلوه عندما قَدِمَ إلى المدينة المنورة مرددين:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
وفي هذه المناسبة ينبغي أن نظهر بمظاهر الفرح التي أمرنا الله بها في كتابه كما قال سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، ولا شك أنّ للفرح مظاهره وللحزن آثاره، فكما أنّ أفراح آل فلان يجتمع فيها الناس وتوزع فيها الدعوات تحت عنوان شاركونا أفراحنا، ويكون فيها الزينة للسيارات وعلى أبواب المنازل والحارات، ويكون فيها الألعاب النارية ومكبرات الصوت والأناشيد والزوامل وهي فرحة بشخص سيتزوج؛ فكيف ينبغي أن يكون الفرح بميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال الله سبحانه فيه: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}، والذي قال الله فيه: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، وقال الله سبحانه فيه: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}، وقال الله فيه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
*ولذلك ينبغي علينا أن نُظهر فرحتنا بهذه المناسبة، ولو لم يكن إلا من أجل الجيل* الصاعد الذي من خلال إحياء المولد النبوي الشريف، ومن خلال مظاهر الفرح يرتبط أبناؤنا بالرسول، ويتربون على حب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن حاول الأعداء ربطهم بالمسلسلات والتلفونات وكرة القدم ورموز الضلال والباطل وصدق الله القائل: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
لو عادت الأمة إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإلى القرآن الكريم لعلمت كيف تفعل أمام ما يعمله الصهاينة في قطاع غزة، ولكنها انفصلت عن الرسول وارتبطت بزعمائها، وانفصلت عن القرآن الكريم وارتبطت بالقنوات ومواقع التواصل الاجتماعي حتى رأينا اليهود يسعون لتحقيق خرافاتهم المحرفة المذكورة في كتبهم المحرفة بكل جد واجتهاد، و يؤمنون بها وهي خرافة وعنوان لمشروع إفسادي لا يمكن أن يقبله إنسان عاقل، ولا يمكن أن يحظى بتأييد الله سبحانه.
وفي المقابل: المسلمون أمامهم كتاب الله سبحانه ووعود الله لهم بالتمكين ومع ذلك لا يسعون لتحقيقها وهي حق، وهي موعودة من الله بالنصر، فلا يؤمنون بها، ولا يثقون بوعود الله سبحانه كما يثق اليهود ويعملون مع خرافاتهم وأباطيلهم، ولذلك فإنّ الذين ما زالوا يواجهون اليهود بالدين وبالتمسك بالقرآن الكريم هم المجاهدون في قطاع غزة، وهذا الشعب اليمني العظيم المتمسك بالقرآن الكريم، شعب الواثقين بالله، والمتوكلين على الله، والمؤمنين الموقنين بوعوده الحتمية، التي منها الحتميات الثلاث التي هي سنن إلهية: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}، {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}.
*ولو كان النظام السعودي* ملتزماً بالإسلام لدعا حكام العرب والمسلمين إلى جوار قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة وإلى مكة المكرمة لمناقشة قضايا الأمة، ولكان أكبر إحياء لمولده يقام في المدينة المنورة ومكة المكرمة، ولدعا لأجل ذلك العلماء ورجال الدين وأهل الحل والعقد من كل بلاد المسلمين ليناقشوا قضايا الأمة وهمومها، وليوحدوا صفوفها، ولينموا فيها روح الجهاد، لكن النظام السعودي وفي هذه الظروف الصعبة التي يموت فيها أهل غزة جوعاً وعطشاً لايزال مشغولاً بالترفيه ومهرجانات الرقص والحرب على الدين، بل لا يزال مساهما في حرب الإبادة الصهيونية بحق الأطفال والنساء والرجال في قطاع غزة بإرسال السفن المحملة بالسلاح للصهاينة للاستمرار في جريمة القرن دون حياء من الله ومن المسلمين، حتى استنكره الكفار في ميناء جنوة بإيطاليا ليفضحه الله على أيدي الكفار الذين يستنكرون دعم السعودية لإسرائيل بالسلاح، وذلك ليس غريباً فقد قال ترامب: لولا السعودية لما كانت إسرائيل.
ولا تزال السعودية ترسل كل يوم ثلاث سفن إلى الصهاينة وكذلك مصر، أما تركيا التي كانت تمني نفسها وتمني عملاءها بالخلافة الإسلامية فهي ترسل كل أسبوع سبع سفن للصهاينة وليس مع فلسطين إلا التصريحات والكلام منها فقط.
ولم يبقَ لغزة إلا الله سبحانه نعم المولى ونعم النصير، ولم يبقَ إلا أنتم يا شعب الإيمان والحكمة فاخرجوا فإن يوم الجمعة من كل أسبوع هو يوم فلسطين، ويوم المواساة، ويوم النصرة، وساحات المظاهرات في السبعين وفي كل الساحات هي ساحات غزة وفلسطين، فلا تكلّوا ولا تملّوا فإنّ الصهاينة لم يشبعوا من دماء الأطفال والنساء، ونحن في يمن الإيمان لن نرضى بأن يكون أطفال غزة ونساؤها ومجاهدوها خصوماً لنا بين يدي الله يوم القيامة، ولا حجةً علينا، بل سنخرج لنبرئ ذمتنا ونبيض وجوهنا وسنكون مع أهل غزة حجة على المسلمين والبشرية جمعاء، وسنكون مع أهل غزة خصوماً للمتفرجين والمتخاذلين والمتواطئين ونحن واثقون بنصر الله القادم مهما كان حجم المتغيرات والتحديات: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
أيها المؤمنون:
سنحضر بإذن الله تعالى في يوم المولد النبوي في يوم الخميس القادم في الثاني عشر من ربيع أول إلى ساحات الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وسنحتشد كبارًا وصغارًا بكل شوقٍ ولهفةٍ ومحبةٍ، ولن يحول بيننا وبين الرسول عائق ولا شغل، وسنثبت من جديد أننا يمن الإيمان والحكمة وأحفاد الأنصار وشعب النصرة والوفاء، وسنحضر في يوم الفعالية بكل وقار، وسنعين اللجنة المنظمة بالالتزام والانضباط، وسنصبر أنفسنا إلى آخر الفعالية حتى تكتمل الصورة وتصل الرسالة ويكتمل الأجر بإذن الله.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم باسماعِنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا، اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــهيئة.
---------------