مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

(أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَإِيْثَارِ طَاعَتِهِ)، أن تعرف أنك في موقع المسؤولية مهما كان هذا الموقع عبد من عباد الله سبحانه وتعالى، وظيفتك وظيفة عبودية لله جلَّ شأنه، وخدمة لعباده، وإحسان إلى عباده، وعليك أن تكون مطيعاً لله، لا تتصور أنك باسم أنك أصبحت في منصب معين، أو سلطة معينة، أصبحت فقط مطاعاً، لا تفكر إلَّا في أن يطيعك الآخرون، وتنتظر من الآخرين فقط أن يطيعوك، عليك أن تكون أنت مطيعاً لله، أنت في موقع المسؤولية، أنت في منصب معين، لكي تطيع الله قبل كل شيء، قبل أن تطيع هوى نفسك، قبل أن تطيع أهواء الآخرين، قبل أن تنتظر من الآخرين فقط أن يطيعوك، وتتصور أنك في الموقع الذي لم تعد فيه مطيعاً لأحد، وإنما تنتظر من الآخرين فقط أن يطيعوك، وأن تُؤْثِر طاعة الله فوق كل شيء، (إِيْثَارِ طَاعَتِهِ): أن تجعل طاعة الله فوق طاعتك لهوى نفسك ولأهواء الآخرين.

 

(وَاتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ مِنْ فَرَائِضِهِ وَسُنَنِهِ الَّتِي لَا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا، وَلَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا وَإِضَاعَتِهَا)، أن تكون متَّبعاً لما أمرك الله به في كتابه، المنهجية التي تعتمد عليها في نظامك، في سياساتك، في قراراتك، في مواقفك، في منطلقاتك، أن تكون هي هدى الله سبحانه وتعالى، ما أمر به الله سبحانه وتعالى، ألَّا تخالف أوامر الله في شيء، ولهذا نحن في بلداننا في العالم الإسلامي يجب أن يكون ما يعتمد عليه الناس في نظامهم من قرارات، من أنظمة، من قوانين، تحت أي مسمى، أن تكون وفق أوامر الله سبحانه وتعالى، ألَّا يخالفوا أوامر الله في شيء؛ لأن هذا مقتضى انتمائنا للإسلام، انتمائنا للإيمان، إقرارنا بالقرآن، بالرسالة الإلهية، برسل الله وأنبيائه وكتبه، فكذلك البعض قد يتصور أنه في موقع المسؤولية عندما يصبح باسم وزير، أو محافظ، أو مسؤول، أو مدير، في أي موقع من مواقع المسؤولية أصبح فقط يصدر الأوامر وفق ما يريد، وفق مزاجه، وفق أهوائه؛ وبالتالي يرى أنه لا يجوز أن تُخَالَف، أنَّ على الناس أن ينفِّذوها فوراً، ألَّا يخالفوا شيئاً منها، ليس هناك في الإسلام شيءٌ بهذا الشكل، الكل عبيدٌ لله سبحانه وتعالى، وفي موقع المسؤولية أن تكون أنت في أي موقع من مواقع المسؤولية متَّبعاً لأوامر الله سبحانه وتعالى، تسعى أن تنفذها، وأن ينفذها معك الآخرون؛ باعتبار الجميع عبيداً لله سبحانه وتعالى.

 

ثم مع إيمان بأن منهج الله، وما أمر الله به هو الذي فيه الخير للناس، هو الذي يسعد به الناس في حياتهم، هو الذي تتحقق به مصالحهم، نحن نؤمن بأن هدي الله، وأن منهج الله، وأن شرع الله، وأن توجيهات الله، وأن تعليمات الله، هي التي تصلح بها حياة الناس، ولا تستقيم إلَّا بها، أي شيءٍ يخالفها، يعارضها، يُقَدَّم ليكون بديلاً عنها، ليس فيه إلَّا الشقاء، ليس فيه إلَّا إفساد حياة الناس، السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية… وغيرها؛ لأنه {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[المائدة: من الآية50]، من هو الأرحم بنا من الله؟ من هو الأحكم حتى يقدِّم نفسه أنه أحكم حتى من الله، والأعلم بمصالح الناس حتى من الله؟ لا أحد، لا أحد؛ ولذلك فأوامر الله، وتوجيهاته، وفرائضه، وشرائعه، وسننه، هي التي تحقق الخير لنا في حياتنا، وتستقيم بها حياتنا، ونؤدِّي فيها دورنا في بناء حضارةٍ إسلاميةٍ راقيةٍ ومتميزة في الواقع البشري.

(لَا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا، وَلَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا وَإِضَاعَتِهَا)، الشقاء يكون إمَّا بجحودها، عندما يأتي من يجحدها بالكامل، لا يؤمن بها، لا يقبل بها، يرفضها رفضاً تاماً، ويعتبرها غير صالحة كنظام للحياة، تدار به شؤون الناس، أو الإضاعة، يكون مقراً ومعترفاً بها، ولكن يغيَِّ سل الله وأنبيائه  ُودِهَا وَ بها من واقع الحياة، وهذا يحصل في كثيرٍ من البلدان الإسلامية، ترى في الدستور مادة أساسية: أنَّ الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي، أو الرئيسي- أو بحسب مختلف التعبيرات- للتشريع، ولكن يأتون فيما بعد ليعتمدوا الكثير من القوانين والسياسات والنظم التي تخالف الإسلام، ولا تنسجم بأي حالٍ من الأحوال مع الإسلام، أو يغيِّبون الكثير من المعايير والضوابط التي لابدَّ منها حتى فيمن يتقلَّدون المسؤولية، فيمن يتحمَّلون المسؤولية، تغيب تلك المواصفات القيمية والأخلاقية، والمؤهلات الدينية والأخلاقية والمعرفية وغيرها، ذات الصلة بإدارة شؤون الناس، فينتج عن هذا الضياع شقاء في واقع الناس، خلل في واقع الحياة، لا تستقيم حياة الناس، تظهر مشاكل كبيرة في واقعهم السياسي، في واقعهم الاقتصادي، في شؤونهم الأمنية والاجتماعية، فالثمرة الحقيقية تتحقق للجهود العملية في إدارة شؤون الناس عندما تنطلق على هذا الأساس لتنفيذ أوامر الله وتوجيهاته.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

الدرس الأول من دروس عهد الإمام علي مالك الأشتر

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر