الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
{خطبة الجمعة الثانية من شهر محرم 1447ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان:* *(عاشوراء بين كربلاء وغزة)*
التاريخ: 9/ 1/ 1447ه
المـوافــق: 4/ 7 / 2025م
الرقم: (2)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1- *للحسين عليه السلام ارتباط* قوي برسول الله فهو وارثه وقرين للقرآن ورمزعظيم من رموزالإسلام
2- *مناسبةذكرى استشهادالإمام الحسين ليست* طائفيةلأن الحسين يمثل النبي والقرآن في مواجهةالطغاة ولا يمثل طائفةبعينها
3- *من أسوأ ماضرب* الأمةهوالتفريط الذي يجعل الإنسان مشاركا للطغاةفي إجرامهم والأمةصنعت لنفسها المآسي بتفريطها في الماضي والحاضر فالحسين قتله الظالمون والمفرطون وغزةقتل أهلها إسرائيل وأمريكا والعرب المفرطون
4- *التفريط يبدأيوم يسمع* الإنسان الهدى والبينات فلا يبالي ووقعةالحرة وضرب الكعبةكانت نتيجةللتفريط وذلة الأمةاليوم نتيجةلتفريطها وهي بحاجةإلى موقف الحسين
5- *يجب أن نأخذالدروس والعبر* من ذكرى عاشوراء ونحن متجردون من النظرةالمذهبية ونحييها في مواجهةالأعداء في كل الميادين
6- *لكي نتخلى عن واجبنا* في نصرةغزة ركز لنا الأعداءبين السلةوالذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك.
7- *الشعب اليمني يتمتع بحس* أمني عالي، وندعو كل مواطن إلى التعاون مع الجهات الأمنية، والإبلاغ عن أي أعمال مشبوهةعلى الأرقام المعممة.
في مرحلة يسعى العدو الأمريكي والإسرائيلي وحلفاؤه لزعزعة الأمن والاستقرار في بلدنا اليمن عبر أدواته من المرتزقة والعملاء
*ولتفويت الفرصة* عليه وحماية البلاد والشعب من الإختراق، يجب التذكير بأهمية رفع الحس الأمني لدى الجميع حكومة وشعبا لمواجهة الأخطار والجهوزية العالية لمواجهته ومعاونة رجال الأمن بالإبلاغ عن المشبوهين والأعمال المشبوهة
*وعبر الأرقام المجانية التالية*
*الأمن والمخابرات* 100
*وزارة الداخلية* 199
*التعبئة العامة* 139
*إن حماية الدين والوطن* والأخلاق والقيم والاستمرار في نصرة غزة مسؤولية دينية.
وكتب الله أجركم وبيض وجوهكم
🔹 *ثانياً: نـص الخطبة.*
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
*الْحَمْدُ لِلَّهِ وَإِنْ أَتَى الدَّهْرُ بِالْخَطْبِ الْفَادِحِ وَالْحَدَثِ الْجَلِيلِ،* الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ، مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَغَالِبُ مَنْ عَادَاهُ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ وَسَوَابِغِ نِعَمِهِ، وَنُؤمِنُ بِهِ أَوَّلًا بَادِياً، وَنَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً، وَنَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً، وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً، *ونَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له،* مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَمَنْ سَأَلَهُ أَعْطَاهُ، وَمَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاهُ، وَمَنْ شَكَرَهُ جَزَاهُ، *وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً* عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ، وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ، وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين، وعن سائر عباك الصالحين والمجاهدين.
*أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:*
أوصيكم ونفسي بتقوى الله الذي قال في كتابه الكريم: { *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}،* والقائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
*عباد الله:*
لا يمكن أن ينسجم الحق مع الباطل، ولا يسمح الحق لأهله أن يسكتوا، ولم يأت الإسلام ليُعلّم الناس الخضوع للظلم والظالمين، ولم يسكت النبي محمد صلى الله عليه وآله، ولم يسكت الأنبياء من قبله، بل جاء الدين ومن أهم مبادئه: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجاء رسول الله فخطّ للمؤمنين ثورة، ورسم طريق الحرية كجزء مهم من الدين، وورث ذلك الخطّ كل حرّ عَرَفَ جوهر الإسلام، وكان من أعظم وارثي ذلك من رسول الله: الحسين بن علي (عليهما السلام)، الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وآله ليؤكد ذلك: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا).
الحسين الذي رأى تحريف الدين، واستعباد المستضعفين، ورأى ما حذَّر منه رسول الله كيف أنّ بني أمية: (اتخذوا دين الله دغلا، وعباد الله خولا، وماله دُوَلا)؛ فقام يصرخ في الأمة وهم يحجون في بيت الله الحرام: (أيها الناس، إنّ رسول الله قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله،
يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يُدخله مُدخله).
*أيها المؤمنون:*
إنّ من أسوأ ما ضرب الأمة هي: المذهبية التي جعلت الإنسان ينفصل عن الحق وأهله دون أن يشعر؛ فالحسين ما كانت ولم تكن ذكرى استشهاده مناسبة مذهبية ولا حزبية ولا جغرافية، بل كانت فاجعة حلّت بالإسلام، ومصيبة أصابت الأمة، وطعنة في خاصرة الدين، والحسين (عليه السلام) لم يفعل إلا ما فعل النبي صلوات الله عليه وآله، ولم يكن سوى قرين للقرآن يسير في ركاب القرآن ويعمل بتعاليمه، وتفريط الأمة في الحسين في ذلك الزمان هو شبيه بتفريطها اليوم في غزة، وما أشبه الليلة بالبارحة، وها نحن نجد الحسين يصف حال الأمة اليوم وهي تتفرج على غزة فيقول: (الناس عبيد الدنيا، والدين لَعَقٌ في ألسنتهم، فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون) وفعلا قلّ الديانون الذين يتمسكون بالدين ويطبقون تعاليمه، وقلّ الديانون يوم وجب عليهم الجهاد نصرة للدين والمستضعفين، والكثير يريدون من الدين: الصلاة والصوم والأشياء التي لا تجعلهم يصطدمون بالظالمين، وقلّ المجاهدون في سبيل الله، وقلّ الناهون عن المنكر، وقلّ المواجهون لإسرائيل وأمريكا يزيد العصر الذين هم أسوأ من ألف يزيد، ولأن الباطل عبارة عن خط وليس أشخاصا؛ فإننا نجد الحسين (عليه السلام) يقدم وصفا للظالمين في زمنه يشبه حال الطغاة اليوم وأذنابهم المطبعين فيقول: (وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وعطَّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وحرّموا حلال الله، وأحلوا حرامه، وأنا أحق من غيَّر).
*أيها المؤمنون:*
ما أسوأ التفريط وما أقسى عواقب التفريط عندما يسمع الإنسان ويرى الظلم والإجرام ثم يغطي على سمعه وبصره ولا يقوم بمسؤوليته في نصرة الحق وأهله ومواجهة الباطل وحزبه؛ فإنّ الله يطبع على قلبه، ويصبح شريكا للظالمين في ظلمهم، وبالتفريط صنعت الأمة المآسي في ماضيها، ولا زالت تصنعها في حاضرها؛ فالحسين (عليه السلام) قتله طرفان: قتله الطغاة بسيوفهم، والمفرطون بتفريطهم وصمتهم، كما نجد اليوم غزة: يقتلها الإسرائيليون والأمريكيون بقنابلهم وصواريخهم وحصارهم، ويقتلها العرب والمسلمون بتفريطهم وسكوتهم وتخاذلهم وتطبيعهم مع قاتلها، وسيُكتب كل العرب المفرطين أنهم مشاركين في دماء أهل غزة التي نجد التشابه الكبير بينها وبين كربلاء؛ ففي كربلاء قتل الحسين وأصحابه عطاشا والفرات جوارهم، وغزة اليوم يموت أطفالها جياعا وعطاشا وجوارهم أمة فيها من يعاني التخمة، وعلى بعد أمتار منهم تتكدس الأطعمة والمؤن والأدوية في المعابر، وجوارهم ملوك النفط الذين لم يفرطوا ويبيعوا غزة فحسب، بل يبذلون المليارات لأعدائهم، وفي كربلاء داست الخيل على صدر الحسين وأصحابه، وفي غزة تدوس دبابات الصهاينة على أجساد أهلها من الأطفال والنساء والمعاقين، وفي كربلاء ذُبِح الأطفال من نحورهم بعد أن جفّ الحليب في صدور أمهاتهم، وفي غزة يُقتل الأطفال بالجوع والعطش والجراح والخوف والبرد والحر وبكل وسيلة، وفي كربلاء أُحرقت الخيام بعد قتل أصحابها، وفي غزة تُهدم البيوت على ساكنيها، وتُحرق الخيام بساكنيها، وتتقطع الأجساد وتتفحم.
*الإخوة المؤمنون:*
اليوم هي فرصة عظيمة للمسلمين ليتخلصوا من إسرائيل، ويهزموا أمريكا ويخرجوها من أرضهم، فقد قيّض الله مشروعًا وقيادةً وأمةً ثابتةً في غزة وفي محور الجهاد، ولكنهم فرطوا منذ عام1948م وما قبل ذلك وما بعد ذلك، ولا زالوا يفرطون ويخونون، وحينما تمرّ الأيام يتراكم التفريط، وتزداد المأساة، وتزداد الصعوبات، ويحمل المفرطون أوزار الأجيال المتعاقبة، والتفريط في زماننا هذا بالتحديد مسألة خطيرة؛ لأنّ معركتنا اليوم مع اليهود والنصارى (أمريكا وإسرائيل)، وتراجع الإنسان في هذه المرحلة هو تراجع أمام من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، وعونٌ لهم، ومساهمة معهم، والتفريط في هذه المرحلة خطير جداً؛ لأن أمامنا رصيد هائل من الأحداث في الماضي والحاضر، وشواهد من الواقع المعاصر، ومن أكبر الشواهد التي تدل على سوء التفريط هو ما حصل بعد أحداث عاشوراء لمجتمع المدينة المنورة في وقعة الحرّة، حيث استبيحت المدينة لثلاثة أيام، وحملت ألف امرأة من الاغتصاب، وقُتل عشرة آلاف بما فيهم من هربوا إلى قبر رسول الله، وبعد ذلك ما حصل لمجتمع مكة حيث أحرقت الكعبة، ورميت بالمنجنيق، وكذلك ما حصل لمجتمع العراق، واليوم فإنّ للتفريط عواقب خطيرة ظهر بعضها في واقع الذلة والإهانة والجباية والتطبيع الذي تساق به أمتنا على يد أمريكا، وقد خُتم على أعناق الناس في المدينة في واقعة الحرة بخاتم العبودية، واليوم خُتم على أعناق زعماء الأمة بخواتم العبودية لأمريكا، ولا يتجرأ أي منهم أن يرفع رأسه أمام ترامب إلا من سلك درب الحسين، بل ويتحركون من أجل إرضاء أمريكا ليتلقفوا صواريخ المقاومة فتصاب شعوبهم ويسلم اليهود، والمستقبل حافل بأضعاف وقعة الحرّة سيصلاها المفرطون، ويعانون دوسًا ونهبًا واستعبادًا.
*المؤمنون الأكارم:*
التفريط يبدأ حينما يسمع الإنسان التوجيهات الإلهية فلا يبالي بها، ويسمع تحذيرات القيادة القرآنية فلا يهتم ولا يتفاعل، أو حينما يكون توجهه وهمه فقط هو الأطماع المادية والمعنوية والسلطة والمنصب، وما كانت فاجعة كربلاء سوى نتيجة لانحراف عن نهج الحق، وتخاذل وسطحية، وقلة وعي وضعف إيمان وانعدام بصيرة لدى الناس، وحينما يتوجه أرباب السلطة إلى ارتكاب الجرائم والمفاسد تجد الناس يسكتون ويخنعون، وهذا ما نشاهد عليه حال الأمة اليوم؛ فالشعوب صامتة متخاذلة، وزعماء الجور قد اتخذوا دين الله دغلا، ولبَّسوا على الناس دينهم، وحرفوا مفاهيم الدين حتى أصبحت الشعوب تطيعهم وهم يطيعون أمريكا، واتخذوا مال الله دولا فحرموا الأمة منه، ومنحوه لليهود والنصارى بالترليونات، واتخذوا عباد الله خولا فاستعبدوا الأمة وأذلوا شعوبهم، وركعوها للأعداء، وبالتالي خانوا الأمة، وخانوا قبلة المسلمين الأولى، ودُنس القرآن الكريم ومُزق وأُحرق من قِبل اليهود، وزعماء الأمة يتفرجون ولا يحركون ساكنا، ودُنس الأقصى ومزقت أجساد الفلسطينيين وأحرقت، وزعماء الأمة ساكتون، وتحقق فيهم قول الإمام الحسين: (ألا ترون إلى الحق لا يُعملُ به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المرء في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما)، والأمة اليوم تحتاج إلى موقف الحسين، وشجاعة الحسين؛ لأنها يوم فقدت ذلك الموقف ضاعت وهانت وذلت، وكل شعوب أمتنا تحتاج إلى ذلك، لكي تخرج من أزمتها وذلتها وتفرقها وضعفها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
لقد كانت كربلاء مدرسة متكاملة، وفيها العديد من المواقف المشرقة للحسين ولأهل الحسين ولأصحاب الحسين؛ فلا تجعلوا من الخلاف المذهبي عائقاً أمامكم عن استلهام الدروس والعبر وفهم أهداف أمريكا وإسرائيل، ومؤامراتهم على الأمة، ويجب أن نحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في أنفسنا وفي الميادين وفي الجبهات ضد الظالمين والغزاة: نحييها بالجهاد والمقاومة، نحييها بالصمود والصبر أمام أئمة الكفر، نحييها بالفعاليات الإيجابية والندوات العلمية والأدبية وبالخروج الجماهيري ضد أمريكا وإسرائيل فهذه هي الطريقة المثلى لإحياء كربلاء، ولنستمع إلى ما حدث في عاشوراء ونحن متجردون من النظرة المذهبية المقيتة، ومن النظرة الحزبية الضيقة، ونحن متذكرون أننا أمام خاتمة استشهادية لسيد شباب أهل الجنة حيث قال عنه وعن أخيه جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).
*الإخوة الأكارم* :
الشعب اليمني اليوم يواصل ثورة الحسين ضد أمريكا وإسرائيل الذين هم أسوأ من يزيد، ويقف موقف الحسين الذي خُيّر بين السلة والذلة، واليمن يراد له أن يتخلى عن غزة، ولكن لن نقول لهم إلا ما قاله الحسين: (ألا وإنّ الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت، وأرحام طهرت ونفوس أبية وأنوف حميَّة من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)، وكيف يذل من أجدادهم الأنصار مع رسول الله، وكيف يتراجع من أجدادهم أكثر الناس ثباتا مع الحسين أمثال: برير بن خضير الهمداني، وعبدالرحمن بن عبدالله الأرحبي، وعمرو بن الأحدوث الحضرمي، وجندب بن حجير الخولاني، وحنظلة بن أسعد الشبامي، وزهير بن القين البجلي، وغيرهم الكثير، وسنقول كما قال الحسين (عليه السلام) عندما هُدد بالقتل:
سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى إذا ما نوى حقاً وجاهدَ مسلما
وواسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق مثبوراً وخالف مجرما
فإن عشتُ لم أندم وإن متُ لم أُلم كفى بك عارًا أن تُذل وتُرغما
وها نحن اليوم نواسي الصالحين في غزة، ونجاهد معهم، ونقف موقف الحسين في وجه الطغاة، ومهما كانت المؤامرات فلن نخضع ولن نركع إلا لله، ولن نمضي إلا في طريق الأنبياء والأولياء، وطريق العزة والكرامة والجهاد والتضحية، وكفى بالمرء عارًا أن يُذل ويرغم كما أرغمت أمريكا العرب الأعراب على التخلي عن فلسطين وغزة، أما نحن فعندما يُصر الأعداء علينا أن نتخلى عما أمرنا الله من الجهاد ونصرة الدين والمستضعفين نقول لهم كما قال الحسين: (لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد)؛ لأننا في اليمن حالنا كحال الحسين: لم نخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالمين ولا مفسدين بل خرجنا على أمريكا، نريد أن نصلح واقعنا وواقع الأمة، ونأمر بالمعروف
وننهى عن المنكر.
*عباد الله:*
نحن في بداية العام الدراسي، وعلينا جميعاً على المستوى الرسمي والشعبي مسؤولية كبيرة في التعاون لإنجاح العام الدراسي؛ فأبناؤنا أمانة في أعناقنا، وعلينا الدعم والمساندة لإدارة المدارس وللأساتذة الأجلاء الذين علّموا الأجيال وتعلمنا كلنا منهم؛ فعلينا جميعا التعاون معهم وهم أكثر الناس دراية ومعرفة بأنهم في جبهة هامة، وقد صبروا فيها كثيراً، وقد اقترب الفرج لهم ولشعبنا اليمني بإذن الله.
*وختاما: ندعوكم بدعوة الله* ودعوة كتابة ودعوة المستضعفين للخروج في كل جمعة جهاداً في سبيل الله القائل: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
فالله الله في مواصلة النفير والخروج كباراً وصغاراً، والحذر الحذر من التفريط وصدق الله القائل: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ}، فأنتم الأنصار لله ورسوله وللمؤمنين المستضعفين وللمقدسات، وأنتم حزب الله الغالبون ولو كره الكافرون.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن وانصر مجاهدينا في البر والبحر، وفي كل الجبهات والثغور والميادين، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
---------------