مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين للصرخة، نتحدث عن الانطلاقة العملية للمشروع القرآني، والموقف التاريخي العظيم، الذي أعلنه شهيد القرآن السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي "رِضْوَانُ اللهِ عَلِيْهِ"، في تاريخ الثالث من شهر ذي القعدة لعام 1422 للهجرة النبوية، الموافق للسابع عشر/ شهر واحد/ 2002 ميلادية، والذي أطلقه بالاستناد إلى رؤيةٍ قرآنية، وضرورةٍ واقعية، للتصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على المسلمين، بعد أن وصلت إلى مرحلةٍ بالغة الخطورة على الأمة الإسلامية، بمؤامراتها تحت عنوان مكافحة الإرهاب، حيث أرادت أن تجعل من هذا العنوان ذريعةً لاحتلال البلدان الإسلامية، والسيطرة المباشرة على الشعوب والثروات والجغرافيا، والاستهداف للمسلمين في هويتهم الإسلامية، وتجريدهم من كل عناصر القوة المعنوية، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[الأنفال: من الآية30].

وفي المقدمة للموضوع، نتحدث بإيجاز عن القيمة الإيمانية للتحرك في الظروف الصعبة، والمراحل الخطيرة، وفي مواجهة التحديات الكبرى، عندما يكون ذلك التحرك بدافعٍ إيماني، في إطار المبادئ والقيم الإلهية، واستجابةً لتعليمات الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

قدَّم الله في القرآن الكريم نماذج لعباده المؤمنين، الذين كان لتحركهم هذه الميزة، ممن كانوا مؤمنين بأنبياء الله، ورسله، ونهجه المبارك، ومنهم: أصحاب الكهف، الذين قال عنهم في القرآن الكريم: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}[الكهف: 13-14]... إلى آخر ما ذكره الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" من قصتهم، في سورةٍ باسمهم في القرآن الكريم، هي: (سورة الكهف).

كان من المميز الواضح لموقفهم: أنهم انطلقوا في مراحل صعبة، وظروفٍ خطيرة، يتحاشى أكثر الناس عن أن يعلن موقفه الحق، ذلك الموقف الإيماني، الموحد لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، الذي يصرخ بوجه الطاغوت المستكبر الظالم، الذي يستعبد عباد الله، ويظلمهم، ويطغى عليهم، فكان تحركهم بدافعٍ إيماني، في ظروفٍ صعبة، يستند فيها من يتحرك فيها استناداً تاماً إلى ثقته بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وتوكله على الله، واستجابته لله، مع استعدادٍ تامٍ للتضحية، عندما يكون مثل هذا الموقف في مثل تلك الظروف، فهو لا يكون إلا بالاستناد إلى تلك الحالة الإيمانية الراقية، التي تدل على علاقةٍ عظيمةٍ بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في الإيمان به، بما في ذلك: من المحبة لله "جلَّ شأنه"، من الخوف من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، من الرجاء لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، من التعظيم لله "جلَّ شأنه".

وقد تجلَّت هذه الثقة، هذا التوكل، هذا الإيمان، فيما قصه الله من قصتهم، فيما فيها من التفاصيل، من ضمن ذلك: {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا}[الكهف: من الآية16]، فكان قيامهم في مقام الخطر، والتحدي، والظرف الصعب جداً، في مواجهة طغاة عصرهم، الذي عبَّر عنه في هذه الآية المباركة، بقوله: {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، كان من منطلق إيمانهم، وربط الله على قلوبهم، كان هذا من ضمن رعاية الله لهم: أن الله ربط على قلوبهم، ثم بقي لموقفهم ذلك امتداده في نتائجه العظيمة في الناس، في القضية التي انطلقوا من أجلها، في دفع الناس واستنقاذهم، دفعهم إلى عبادة الله وحده، واستنقاذهم من العبودية للطاغوت، من هيمنة المجرمين، والظالمين، والمستكبرين، امتد هذا الأثر، وتعاظمت نتائجه عاماً بعد آخر، حتى وصل إلى تغييرٍ كبير لواقعٍ كبير.

أيضاً بيّن الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" وقدّم نموذجاً آخر في سورةٍ أخرى، هي: (سورة يس)، ذلك النموذج هو: مؤمن أهل القرية، الذين ذكر الله قصتهم في (سورة يس): {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[يس: 20-21]... إلى آخر القصة التي ذكر الله فيها شهادة ذلك الرجل المؤمن، {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ}، عندما استشهد، {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}[يس: 26-27].

وفي القرآن الكريم نماذج أيضاً أخرى؛ إنما هذا على سبيل المثال، يبيّن الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قيمة الموقف الإيماني، الذي يأتي في ظل ظروف خطرة، يتخوف الآخرون من أن يتجهوا ذلك الاتجاه، من أن يعلنوا ذلك الموقف، من أن يتحركوا ذلك التحرك، الذي هو مطلوبٌ إيمانياً، ويجلّي الحالة الإيمانية، ويعبِّر عن مصداقية الانتماء الإيماني، ويبرز قيم الإيمان، وعظمة المبادئ الإلهية، التي تتجلى في أثرها في الإنسان، وتتجلى أيضاً في نتيجتها في الواقع.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

الذكرى السنوية للصرخة  1445هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر