وهنا يوضّح السّيد كيف أن من يتعصّبون لموضوع زواج المتعة، ويعتبرونه أصلاً من أصول الدّين والتّشريع، دائماً ما يستشهدون بالمقولة التي رويت عن عمر بن الخطاب وتقول: (متعتان كانتا على عهد رسول الله, متعة النّكاح, ومتعة الحجّ, وأنا أحرّمهما, وأعاقب عليهما) مؤكداً أنّ هذا القول لو كان صحيحاً لكانت القضيّة ثابتة ومعروفة لدى عموم المسلمين, وسائدة في مجتمع الرّسول صلوات الله عليه وعلى آله, فيقول:
(والقضية هذه يتعصبون لها بشكل كبير، أصبحت عندهم وكأنها أصل من أصول الدين، المتعة، لكن لو فرضنا بأن القضية على ما قالوا: أن عمر قال: [متعتان كانتا على عهد رسول الله أنا أحرمهما وأعاقب عليهما: متعة النكاح ومتعة الحج] من يثبت لنا أنها كانت على عهد رسول الله؟ أليست ستكون سائدة وهناك أرامل، وهناك مهاجرون، لكانت سائدة على الأقل، لو لم تكن مشتهرة اشتهار النكاح الثابت، لكانت معروفة وليس فقط من لديه هذه لو هي قضية معروفة، أليس الزيدية نفوسهم هم من الشيعة، أليسوا من الشيعة؟ هل نقول: إنهم مشوا بعد عمر، أنهم حرموا المتعة لأجل عمر، إذا فرضنا أن الآخرين فقط من أجل عمر؟ لما كان الاثنا عشرية فقط هم المنفردون بالقول بإباحة المتعة وتشريعها كنكاح، لاحظ [حي على خير العمل] ألم يحذفها عمر؟ هل تركها الزيدية لأن عمر تركها؟ هل الزيدية مركزين على عمر، وعلى أن يسيروا بعد عمر؟ لا) سورة النساء الدرس السابع عشر.
وعند قول الله سبحانه وتعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً﴾[النساء:27] يبيّن السّيد أنّ من يسعون لمنع تعدّد الزّوجات, ويفتحون أبواباً أخرى لغير الزّواج الشّرعي الثّابت هم ممّن يسعون لإمالة النّاس عن سنن الله وشرائعه, ويفتحون أبواباً أخرى للفساد واتّباع الشّهوات, فيقول: (فهذا هو ميدان لمن يتبعون الشهوات لإمالة الناس عن سنن الله عما سنه الله لعباده سواء من يحاول أن يمنع تعدد الزوجات، أليس هذا يؤدي إلى انتشار ظاهرة الخليلات والعشيقات والعشيقين وأشياء من هذه؟ مثلما هي موجودة لديهم، إضافة إلى أشياء أخرى ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً﴾ [النساء:28] هو يعلم بالإنسان يعلم بغرائزه) الدرس السابع عشر من دروس رمضان سورة النساء.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.