في بداية هذه السورة يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} (المائدة من الآية: 1) التزامات على المؤمنين، وتراها التزامات سواء فيما يتعلق بتعاملهم العام، أو التزامات حتى مع العدو، فيما يحصل مثلا من مواثيق أو عقود يجب أن يكون هناك وفاء بها، لكن ويجب من البداية أن تقوم العقود على أسس صحيحة، وإذا كانت عقوداً بمعنى مواثيق فيما بين مؤمنين وأعداء من أهل الكتاب، أو ممن كانوا أعداء، فهنا يجب أن ينظر أولاً إلى الطرف الذي يمثل المؤمنين، وأن يكون على مستوى عالي من المعرفة، هل هو مناسب أن يكون هناك ميثاق معين، وأن يكون هذا الميثاق مثلا مؤقتا، ثم متى ما حصل مواثيق فيجب الوفاء بها.
العهود فيما بين الناس، أيُّ التزامات تلتزم بها أنت يجب أن تفي بها، إذا رأيت بأنك محرج مثلا، حصل حرج معين فحاول أن تستقيل من الطرف الآخر، لا تحاول أن تخلف العهود، أو تنقض العقد من عندك أنت، حاول أنت من جانبك أن تقول: [يا خبير الالتزام الفلاني أصبح كذا وكذا ما رأيك لو...؟ يأتي تعديل فيه ممكن] فيما لو تلمس من طرف آخر في مواثيق مثلا فيما بين المسلمين وأعدائهم، تلمس من جانبهم أنهم ربما يفكرون في نقضه، أنت لا تقول: إذًا هم يفكرون في النقض أنا سأنقض، أنبذ إليهم على سواء، أعلن بأنه أنتم يبدو أنكم متجهين لنقض المواثيق إذًا انتهى، إذا لم تعودوا تريدون التزاما، إذاً [فالوجه أبيض] كما يقول الناس، انبذ إليهم على سواء، تريد قضية فيما بينك وبينهم تكون معروفة وتكون معلنة . الوفاء قضية هامة جدًا فيما بين المؤمنين مع بعضهم بعض، ووفق التزامات صحيحة يدخلون فيها . [ الدرس الحادي والعشرين من صفحة [3] ]
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.