مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بمثل ما وصف التاريخ من مختلف كتب الأمة، باختلاف أطيافها، وليس من وجهة نظرٍ أو روايةٍ تخص طيفاً من أطياف الأمة، أو جهةً من أبناء الأمة، بل بمصادرها بشكلٍ عام، بمختلف أبنائها، واتجاهاتهم، وأطيافهم، ما وصفوه من طغيان بني أمية، من طغيان طغاة بني أمية، وظلمهم، وإفسادهم، واضطهادهم للأمة، وإذلالهم للأمة، ووحشيتهم في ارتكاب أبشع الجرائم بحق الأمة، وقتلهم لمئات الآلاف من أبناء الأمة، ولاستباحتهم مقدسات هذه الأمة، واستخفافهم برسالتها، ودينها، وقرآنها، ونبيها، وصف الإمام زيدٌ "عليه السلام" كل ذلك الواقع في رسائله للأمة، وهو يذكِّرها بما هي فيه من واقع، ويذكِّرها بمسؤوليتها تجاه ذلك الواقع، وهذا فيه دروسٌ مهمٌ جداً لنا في هذا الزمن.

من أبرز كتبه (كتب الإمام الشهيد "عليه السلام") إلى أبناء الأمة، يصف فيه الواقع، ويستنهض الأمة، قال فيه: ((وقد عرفتم حالكم التي أنتم عليها))، وهذه مسألة مهمة؛ لأن على الأمة أن تستوعب الواقع الذي هي فيه، وأن تمتلك المعايير الصحيحة في تقييم ذلك الواقع، وأن تحدد مسؤوليتها بشكلٍ صحيح تجاه ذلك، وتتحرك بناءً على ذلك، ((وقد عرفتم حالكم التي أنتم عليها، من الفتنة في دينكم))، فبنو أمية طغاتهم عملوا على أن يتخذوا دين الله دَغَلا، أن يفسدوا على الأمة علاقتها بدين الله "سبحانه وتعالى"، من خلال تحريف المفاهيم الدينية، واختلاق مفاهيم زائفة، تقدَّم على أنها تمثل مفاهيم الإسلام ومعارف الإسلام، وهي تدجِّن الأمة لهم، وتخضع الأمة لهم، وتفقد الأمة قيمة دينها في واقع حياتها، وهذه مسألة خطيرة جداً، يعتبر هذا أكبر وأخطر وأسوأ أشكال الاستهداف للأمة؛ لأن الأمة إذا ابتعدت وفصلت عن دينها في شكله الصحيح، في حقيقته وحقائقه، في مبادئه الأصيلة؛ فهذه الحالة من الانحراف تمكِّن الطغاة من أن تستحكم سيطرتهم على الأمة، وقد سيطروا هم على مفاهيمها، مبادئها، ثقافتها، تصوراتها، ووفق ما يريدونه هم، ووفق ما يخدمهم.

((من الفتنة في دينكم، والبلاء في عيشكم))، كان لذلك التحريف في مفاهيم الدين تأثير سلبي في واقع الحياة، وهذا من أهم ما يجب أن تستوعبه الأمة، لا يمكن أبداً أن تُضرَب هذه الأمة وتفصل عن دينها في حقيقته، في مفاهيمه الصحيحة، ويبقى واقعها مع ذلك صالحاً، وحياتها مستقرةً ومستقيمةً، خسارة هذه الأمة لدينها ومبادئها الصحيحة والأصيلة، يبنى عليه واقع الحياة، يبنى عليه تغيير المفاهيم وبناء الواقع على أساسها، وهي مفاهيم تخدم الطغاة والمجرمين، ولهذا يقول: ((والبلاء في عيشكم، من سفك دمائكم، والاستئثار بفيئكم عليكم))، فالأمة كانت مستباحة حتى في الدماء، يرتكب بحقها كل أنواع الجرائم، ولا يتحرج طغاة بني أمية من قتل مئات الآلاف من المسلمين، فعلوا هذا، ولا من قتل أحدٍ من أبناء الأمة بكل بساطة، حتى على الشك، والتهمة، والظنِّة، ولأبسط وأتفه الأسباب، يحكي التاريخ وقائع كثيرة، وقصصاً كثيرة، وأحداثاً كثيرة فيما يتعلق بهذا الجانب.

وكذلك: ((والاستئثار بفيئكم عليكم)): الإفقار للأمة ونهب ثرواتها ومقدراتها وإمكاناتها، ((فهذا ما أنتم عليه مقيمون في زمانكم، وبهذا العمل اليوم ولاتكم فيكم))، السياسة المعتمدة في السيرة في الأمة على هذا النحو.

((وبهذا اليوم ولاتكم فيكم وبعد اليوم يعملون، ثم الذي إليه مفزعكم زعمتم وولي عهدكم))، يعني: الملك الأموي الذي قد يرجعون إليه، يفزعون إليه ليخلصهم مما يفعله الولاة، ((قد بلغكم واستفاض فيكم خبره أنه على غير دينكم وما جاء به نبيكم "صلى الله عليه وعلى آله وسلم" من ضرب المؤمنين وأذاهم، وتغيير كتاب الله تعالى، وشرب الخمور، واتخاذ المعازف، وتعطيل الحدود))، من هو في هرم السلطة، من هو في موقع السلطة، من يمكن أن يرجعوا إليه، أو يعوِّلوا عليه ليفك عنهم ما فيه، هو بذلك المستوى من السوء، الذي بلغكم واستفاض فيكم خبره، أنه يخالف بشكلٍ تام دين الله تعالى، ومنهجية نبيه "صلوات الله عليه وعلى آله" في تعامله حتى مع المؤمنين، ((من ضرب المؤمنين وأذاهم))، وفي سعيه لتحريف مفاهيم كتاب الله "سبحانه وتعالى"، وتغيير كتاب الله تعالى، ((وشرب الخمور، واتخاذ المعازف)): ارتكاب المحرمات، ((وتعطيل الحدود، وهل يكون بلاءٌ على أمةٍ أشد مما أصبحتم عليه اليوم لو تعقلون))، يقول: أنتم في أسوأ وضعية، خسرتم فيها دينكم ودنياكم، وضعية خطيرة بكل ما تعنيه الكلمة، ((فماذا تنظرون بعده؟))؛ لأن عليكم مسؤولية تجاه واقعكم هذا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1444هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر