مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في عصرنا هناك وسائل كثيرة جدًّا من الوسائل المحرَّمة وغير المشروعة، التي يستخدمها الناس بدافع الفقر، تحت ضغط الفقر من جهة، وتحت مخاوفه على مستقبل الأولاد من جهةٍ أخرى:

 

وسائل منع الحمل والإجهاض

تبدأ المسألة من وقتٍ مبكر، أحياناً من خلال استخدام معالجات معينة لمنع الحمل، وليس لظرفٍ صحي، أو لاعتباراتٍ صحية، البعض تحت همّ الفقر، فهو يسعى إلى أن يتخلص من المسألة منذ البداية، ألَّا يكون له أولاد، أو ألَّا يكثر أولاده، يكون له ولد، أو اثنان، فحسب؛ لأنه يرى في كثرتهم إضافةً لعبءٍ اقتصاديٍ ومعيشيٍ عليه، وهماً لا يستطيع أن يعالجه، وهذا خطأ فادح، كما قلنا: هو يعبِّر:

 

عن حالة يأس.

عن فقدان الثقة بالله “سبحانه وتعالى”، والأمل في فضله.

عن نظرة غير واعية تجاه معالجة هذه المشكلة، والتعامل معها.

فهي طريقة انهزامية أمام هذه المشكلة، وطريقة يائسة في التعامل مع هذه المشكلة.

 

لا يجوز السعي لمنع الحمل تحت هذا الدافع: الخوف من الفقر، وبالنظر إلى مشكلة الظروف الاقتصادية؛- إن شاء الله- في المحاضرات القادمة يأتي الحديث عن المعالجات لهذه المشكلة.

 

يتعامل البعض أيضاً بطريقةٍ أخرى، بأسوأ من ذلك، وتحصل في كثيرٍ من المجتمعات، وهي الإجهاض، إذا حملت زوجته، أصبحت حاملاً، فهو يعمل على إقناعها، ويعمل معها على إجهاض ذلك الحمل، والتخلص منه، وهذه أيضاً سلبية كبيرة، وهي أكثر سلبيةً من السعي لمنع الحمل، الإجهاض، عملية الإجهاض جريمة إنسانية، وأخلاقية، ودينية، عندما تكون بدافع الفقر، وخوفاً من الفقر، وليست معالجةً صحيحةً أبداً، وهي من الوسائل المحرَّمة.

 

الاتجار بالبشر (بيع الأبناء)!!

البعض أيضاً يتعاملون مع هذه المشكلة بطريقة وهي أيضاً من أبشع الطرق، وأقذر الوسائل، وهي عن طريق الإتجار بالبشر، هناك في هذا العصر ما يسمى بالإتجار بالبشر، البعض من الناس قد يبيع ابنه، قد يبيع ابنه؛ ليتخلص منه، ويقول: [ليس لك مستقبل عندي، وليس لك مستقبل في بلدك وفي منطقتك]، وهناك عصابات ومافيا تعمل في الإتجار بالبشر، وللأسف الشديد اكتشفت في بلادنا بعضٌ من العصابات، التي تمارس تهريب الأطفال إلى دول الخليج، قبل أشهر بالتحديد اكتشفت الأجهزة الأمنية إحدى هذه العصابات، التي تقوم بأخذ الأولاد من آبائهم مقابل مبالغ مالية معينة، ثم تقوم بتهريبهم إلى السعودية، ويضيع حالهم ومستقبلهم هناك، عندما كان هناك تقصٍّ أمني في هذه المسألة، اتضح أنهم بعد أن يصلوا إلى السعودية يتم فرزهم وتصنيفهم إلى ثلاث فئات:

 

الفئة الأولى: الأقوياء والأصحاء: وهؤلاء يباعون للسخرة، للخدمة، للأشغال الشاقة، أو يسخَّرون لعمليات التهريب.

والفئة الثانية: الوسيمون: وهؤلاء يكونون ضحية بطريقة أبشع، حيث يخصصون للاستغلال الجنسي، للجرائم الأخلاقية، للفساد الأخلاقي، وتباع وتهدر كرامتهم، وأعراضهم، وشرفهم، وهذا ظلم بشع جدًّا.

والبعض من المشوهين أو العاجزين: يستغلون في التسول، وأصبح هذا عملاً منظَّماً، والذي يجني تلك الأموال من وراء كل هذا: تلك العصابات التي تشتغل على الاتجار بهم، حتى من وراء التسول، يدفعون بهم إلى التسول، ويأخذون ما جمعوه.

وهذه الحالة منتشرة في كثير من دول العالم، وعندما يصل الأب إلى هذا المستوى من القسوة، من الوحشية، من فقدان الشعور الإنساني والرحمة والحنان، عندما يصل إلى هذا المستوى من التوحش، من الطمع أيضاً، المشكلة أن بعضهم يجمع بين الفقر والطمع، فمع الفقر الشديد، ويأتي معه أيضاً طمع، لا يبالي بأي طريقةٍ، بأي وسيلةٍ، أن يستغل ابنه، ليحصل على المال في المقابل؛ فهو ينظر إليه كسلعة، سلعة عادية، وطالما سيحصل على شيءٍ من المال في مقابل أن يتخلَّص من هذه السلعة، فهو سريعاً ما يدخل في أي صفقة، أو في أي تصرفٍ إجراميٍ من هذا القبيل.

 

مثل هذه جريمة وحشية جدًّا، جريمة بشعة للغاية، وظلمٌ كبير، وتفريطٌ في الواجب الإنساني الملقى على عاتق الأب، هو هنا يتنكَّر لإنسانيته، لفطرته، وهو هنا يتنصَّل عن واجباته ومسؤولياته، ويخون الأمانة التي حمَّله الله إياها؛ لأن أبناءك أمانة لديك، وعليك مسؤولية تجاههم، مسؤولية إنسانية، مسؤولية أبوية، في تربيتهم، في الحفاظ عليهم، في أن تصونهم، هذه المسؤولية أيضاً في أن تسعى لتربيتهم وتنشئتهم التنشئة الصحيحة، التنشئة الإنسانية، التنشئة الإيمانية، فإذا وصل الإنسان إلى درجة أن يبيع ابنه بهذه الطريقة، لعصابات تهربه وتستغله، مقابل شيءٍ من المال، فهو:

 

أصبح إنساناً متوحشاً ومجرماً بكل ما تعنيه الكلمة.

وخان أمانته التي حمَّله الله إياها.

وظلم ابنه، هذا من الظلم الكبير لابنك، عندما تكون ظالماً، وتمارس الظلم حتى مع أقرب الناس إليك، مع أولادك، فهذه جريمة كبيرة جدًّا عليك، لا يقبل منك دين، لا يقبل منك أي أعمال صالحة.

وهو تصرفٌ غبيٌ، الأبناء يمكن أن يشكِّلوا عوناً في الجانب الاقتصادي والهمّ المعيشي، لكن بطريقةٍ صحيحة، وليس أن يتم التعامل معهم وكأنهم سلعة، تباع من عصابات ظالمة، مجرمة، لا تشفق عليهم، لا تحمل تجاههم أي مشاعر إنسانية، تتعامل معهم بكل استغلال، وباستغلالٍ قذر، استغلالٍ ظالم.

 

وهناك حالات أكثر مأساوية من ذلك، الحالات الأكثر مأساوية: أنَّ بعض العصابات تستغل أعضاءهم، تسرق من أجسادهم، البعض يصلون بهم إلى درجة القتل، أن يقوموا بقتله وسرقة أعضائه، سرقة قلبه، وكبده، وكِلاه، وأجهزته الداخلية، وبيعها من الذين يشترونها من مستشفيات، أو غير ذلك، وهذا يحصل في هذا الزمن، يحصل في هذا الزمن، البعض عن طريق الشراء بهذه الطريقة، والصفقات التي يأخذون بها أبناء الناس، ثم  بعد أخذهم يذهبون بهم إلى دول أخرى، ويكون هذا مصيرهم الذي بانتظارهم: أن تجري لهم عمليات، ويؤخذ منهم من أعضائهم، أو تصل بهم المسألة إلى القتل، إلى القتل، وهناك عصابات تشتغل في هذا الموضوع بالذات، ووراءها مافيا عالمية، حتى من أمريكا، ومن أوروبا، ومن دول كثيرة، وهذا موضوع خطير، وأمر بشع جدًّا، ولا إنساني، ولا أخلاقي، ولا إيماني.

 

ولذلك يعتبر هذا تفريطاً بحق الأبوة، بالمسؤوليات الأبوية، تفريطاً بمشاعرك الإنسانية، وتنكُّراً لإنسانيتك، وجريمةً كبيرةً بكل ما تعنيه الكلمة.

 

الاستغلال في مهنة التسول!

البعض أيضاً يستغلون أبناءهم في التسول بشكلٍ مباشر، يخرج ابنه إلى الشارع، ويجعله يمتهن مهنة التسول؛ بسبب الفقر، يعيش في المنزل ظروف الفقر، والمعيشة الصعبة، فيجعل من المعالجات أن يحول ابنه إلى متسولٍ، يمتهن هذه المهنة، ويشتغل عليها بشكلٍ مستمر، وهو هنا يهدر كرامته، هذا يحصل في صنعاء، يحصل في بعض المدن على مستوى البلد، وفي الخارج يحصل هذا أيضاً في كثير من الدول، أن بعض الأسر تدفع بأطفالها إلى احتراف مهنة التسول، وبشكلٍ دائم، بشكلٍ مستمر، فينشأ الطفل على هذه المهنة، على هذه الظاهرة، ينشأ وهو يعتاد على التسول، يعتمد على التسول، وهذه جريمة كبيرة جدًّا، وبالذات عندما تكون بشكلٍ مستمر.

 

قد يكون هناك حالة ضاغطة جدًّا في يوم من الأيام لبعض الأسر، أو في حالة استثنائية، الله أعلم بمثل هذه الحالات!

 

ولكن الحالات المستمرة، التسول المستمر: هو يقتل في ابنك روح الإبداع، الروح العملية، أنت تضحي بكرامته الإنسانية، بإحساسه ومشاعره في العزة الإنسانية، والكرامة الإنسانية.

 

مهنة التسول هي مهنة وضيعة بلا شك، هي مهنةٌ الإنسان يعيش فيها حالةً من إهدار كرامته، من جرح مشاعره الإنسانية، وليست جيدة، ليست جيدة، إذا هناك ظروف استثنائية لدى البعض، فهناك مسؤولية عليهم من جانب، وعلى المجتمع من جانبٍ آخر، لمعالجة هذه المشكلة، وليس أن تتحول المسألة إلى مسألة طبيعة جدًّا.

 

والبعض أكثر من ذلك، يستخدم ابنه وسيلة لاستعطاف الآخرين؛ للحصول من وراء ذلك على المال، فقد يذهب بطفله معه إلى الشارع، ويجعله عرضةً للشمس لفترات طويلة؛ حتى يستجدي به الآخرين، إذا تعاطفوا معه من أجل ابنه، وقدموا له شيئاً من المال.

 

البعض قد يضع ابنه على الرصيف في الشارع، قد يقدم ابنه وكأنه معاق، ويضع عليه أشياء معينة، ويقدمه وكأنه معاق، ويعرضه للهواء والشمس والرياح- وهو طفل- لفترات طويلة؛ من أجل أن يستجدي به الآخرين.

 

هذا من الاستغلال المحرم، وأنت هنا تضحي بكرامتك الإنسانية مع ابنك أيضاً، وفي نفس الوقت تؤثر عليه وعلى مستقبلة.

 

التنشئة الصحيحة والطيبة ستجعل ابنك هذا عوناً لك في المستقبل، بطريقة مشرفة، وبطريقة تُحفظ لك بها كرامتك وكرامته، يمكن للأبناء أن يكونوا عوناً لآبائهم، لكن ليس بهذه الطريقة، ليس بهذا الاستغلال، الذي تخسر فيه كرامتك، وكرامة ابنك.

 

هذا تصرف لا إنساني، تصرف لا إنساني، ولا يجوز أن تبقى مثل هذه الظاهرة على هذا النحو متفشية، هناك مسؤولية على الجميع في معالجتها (دولةً، شعباً)، الذين يتصرفون مثل هذه التصرفات كذلك هذا وزرٌ من جانبهم، تصرفٌ خاطئ من جانبهم، لا يجوز ولا يليق أن يمارسوا مثل هذه الأساليب، في السعي للحصول على المال.

 

الزج بالأبناء في الأعمال الشاقة!

أيضاً من الوسائل التي يلجأ إليها البعض: الدفع بالأطفال في سنٍ مبكرٍ جدًّا، إلى أعمال شاقة فوق مستوى طاقتهم، فوق مستوى قدراتهم، ويعانون منها معاناة شديدة جدًّا، يتعرضون فيها للضرب المبرِّح، للضغط الشديد، للقسر على تحمل تلك الأعمال، وهي شاقةٌ عليهم جدًّا، وهذا من الظلم، ظلم كبير جدًّا للأطفال عندما يُحَمَّلون ما لا يطاقون، عندما تفرض عليهم أعمال فوق مستوى طاقتهم، فوق مستوى قدراتهم، ثم يجبرون على ذلك، ويساقون إلى ذلك بالضرب المبرِّح، يكاد يكون هذا يومياً مع البعض، يتعرض الطفل للضرب يومياً؛ لأنه يحاول أن يعفي نفسه من ذلك العمل الشاق جدًّا، الذي هو فوق مستوى طاقته، فوق مستوى قدرته، ولكن نتيجةً للإجبار، والضرب، والتشغيل القسري، يتحمل ما لا طاقة له به؛ فيعاني، ويؤثر هذا:

 

على صحته.

على نفسيته.

على مستقبله، يؤثر عليه حتى في مستقبل شبابه.

وهذه من الوسائل المحرمة، عندما تحمله ما لا طاقة له به، أو تدفعه إلى من يشغله بهذه الطريقة، فيما لا طاقة له به، وفيما يفوق قدراته، وفيما يتعرض فيه للضغط النفسي الكبير، البعض من الأطفال يصل إلى درجة أن تضرب نفسيته، يتحطم؛ فيعيش مشاعر القهر، الاضطهاد، الظلم؛ حتى يفقد حريته، ومشاعره في العزة والكرامة الإنسانية؛ فينشأ وهو محطم، ويحس دائماً بالقهر والإذلال، ويتربى على ذلك، هذا يؤثر عليه في المستقبل، وهو من الظلم الكبير جدًّا.

 

الدفع بالأبناء إلى مدارس التكفيريين وبؤر الضلال!

أيضاً من الوسائل التي يستخدمها البعض مع أبنائهم: أنه قد يدفع به إلى أي جهة، وإلى أي طرف يرى أنه سيقدم له المال، أياً كان، ومن ذلك، قد يكون هناك أحياناً مدارس دينية تكفيرية، هي من بؤر الضلال، من بؤر الضلال التي تعبئ الأطفال، والشباب، والكبار، والصغار، بالضلال، والانحراف الديني، والفهم الخاطئ للدين.

 

وعادةً ما تكون مثل هذه المراكز والمدارس ممولة من السعودية، ممولة من دول الخليج، مراكز، مدارس، من هذا القبيل، وفيها مواد غذائية متوفرة، وفيها التمر، والطحينية، واللحوم، والمأكولات، تتوفر بشكل كبير، والمبالغ المالية؛ بهدف الاستقطاب إليها، ولكنها بؤر ضلال، تقدم تصوراً خاطئاً، وفهماً غير صحيح للدين، ويستغلها الأعداء فيما بعد، مخرجاتها تُشَغَّل فيما بعد لصالح الأعداء، لصالح أعداء الأمة.

 

التكفيريون يدارون من أجهزة استخباراتية خليجية: كالسعودية مثلاً، والإمارات، وغربية: من جانب الأمريكيين، ومن جانب الإسرائيليين، والأوروبيين، ويتحركون فيما يجرون فيه البلاء والفتن والمشاكل على أمتهم، ويعملون كأداة هدمٍ وتخريبٍ في داخل أمتهم؛ لإثارة الفرقة بين أبناء المجتمع، والبغضاء، والكراهية، والعداء؛ ولارتكاب الجرائم، وفي النهاية تخسر الأمة أمنها واستقرارها، ويتحولون إلى عامل تخريب للأمن والاستقرار، وعامل هدم للبنية المجتمعية للأمة، ولكيان الأمة، ووسيلة لتشويه الإسلام.

 

البعض يرى أن في ذلك المركز، أو في تلك المدرسة، ظروفاً معيشية مغرية، ويرى أن الذين ينتسبون إليها، ويدرسون فيها، ويتخرجون منها فيما بعد، يصبح لديهم أموال، ويصبحون في وضع معيشي مريح، ويعرف الناس تلقائياً ارتباط مثل تلك المراكز ببعض دول الخليج… وأنها تحظى بدعم مادي كبير، فيدفع بابنه إليها، وهذه جريمة كبيرة جدًّا بحق ابنك عندما تفعل ذلك، أنت تدفع به إلى بؤرة ضلال، إلى من يضله، إلى من يغويه، إلى من يربيه على الباطل، إلى من يفسده، يفسد أخلاقه؛ وبالتالي تكون النتيجة أنه يتحول إلى عنصر شرير في المجتمع، عنصر شر، عنصرٍ مخربٍ ومفسدٍ في المجتمع، وفي نهاية المطاف:

 

قد تحوله إلى قاتل، إلى قاتلٍ بغير حق، إلى مجرمٍ من أبشع المجرمين، يصل البعض بأنفسهم أن يذهب لعملية انتحارية في مسجد، فيقتل المصلين، أو عملية انتحارية في الشارع، في السوق، بين الناس وهم في حركة ازدحام في شؤون حياتهم، أو في مستشفى، أو في غير ذلك، ويرتكب جريمةً بشعةً بحق الأبرياء المساكين؛ نتيجةً لتلك التربية الضالة والخاطئة.

أو يلتحق بجبهة من الجبهات التي يقاتل فيها التكفيريون، ويتحول إلى حربٍ ضد أمته.

أو يتحول إلى عنصر مضل، يسعى عبر النشاط التثقيفي والتعليمي إلى نشر الضلال، والتعبئة الباطلة والخاطئة والضالة، في أوساط المجتمع، والتفريق بين أبناء هذه الأمة، تحت العناوين الطائفية والمذهبية المقيتة.

الدفع بهم في صف الباطل أو الاتجار بالحرام!

أيضاً مما يفعله البعض: الدفع بأبنائهم في صف الباطل، مثل ما يفعله البعض في هذه المرحلة، بدفع أبنائهم للالتحاق بتحالف العدوان؛ للحصول على المال، هذا أيضاً من الوسائل المحرمة، والظالمة، والمفسدة، أنت تظلم ابنك، وتظلم شعبك، عندما تجند ابنك في صف من يعتدي عليه، وقد يقتل، قد يقتل نتيجةً لذلك، وهنا تكون قد خسرته، ودفعته للخسارة، لأن يبيع ذمته، ودينه، وشعبه.

 

من الوسائل التي يعتمد عليها البعض: الاتجار بالحرام، يدفع بابنه ليبتاع ويشتري في المحرمات، كالمخدرات وغيرها؛ لأجل أن يحصل من خلاله على مال، أنت هنا تستغل ابنك استغلالاً ظالماً وإجرامياً.

 

استغلال زواج البنات واعتبارها سلعة!

مما يفعله البعض أيضاً مع البنات بالتحديد: أن يحولها إلى سلعة، فبدلاً من أن يزوجها بالزوج المناسب، ممن يرضى خلقه، ودينه، وأمانته، وأخلاقه، وقيمه، قد يبيعها ممن يدفع له أكثر، فيتعامل معها وكأنها سلعة فقط، ويتجاهل مشاعرها، وهل هي موافقة، أو غير موافقة؟ راضية، أم ليست راضية؟ إنما يعتبرها سلعة، فمن يدفع له أكثر، يزوجه بها.

 

وقد يستغلها ذلك الذي تزوج بها، وهي لا تحبه، بدافع أنه قد دفع مالاً كثيراً لأبيها، ويتعامل معها- وهو من جانبه- كسلعة؛ لأنه دفع فيها الكثير، فتعيش حالة القهر والظلم طيلة حياتها، تزوجت بمن لا تحب، بمن لا تنسجم معه، بمن ليست راضيةً به، بمن يعاملها كسلعة، والأب عاملها كسلعة، فتكون ضحيةً لظلم الطرفين:

 

الأب: الذي تعامل معها على أنها سلعة، باعها لمن يدفع له أكثر.

والزوج: الذي ينظر إليها وكأنها سلعة، دفع فيها المال الكثير، فلا يتعامل معها بمحبةٍ واحترام.

كل هذه هي من أشكال الاستغلال المحرم للأبناء، وهذه الحالات، وما يشابهها من حالات الاستغلال المحرم للأبناء، هي جريمة كبيرة جدًّا، إذا فعلها الأب.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الخامسة عشرة 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر