مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجانب الآخر: أنه أمرٌ ضروريٌ للأمة؛ لأن الأمة بدونه إنما تعاني أكثر، إنما تدفع الضريبة بشكلٍ رهيب جداً، يعني عندما تختار الأمة لنفسها أن تتنصل عن المسؤولية، وأن لا تبالي، وأن تمكن الطغاة والظالمين والمجرمين من السيطرة عليها، والتحكم بها، والتغلب عليها، هذا له نتائج وخيمة، وكوارث كبيرة جداً، يوصل الأمة في الأخير إلى القناعة بحتمية التحرك، ولكن بعد معاناة كبيرة، بعد مظالم رهيبة، بعد أن تُسحق الأمة، وتُذل الأمة، وتُهان الأمة.

 

الأمة مثلاً ضد الطغيان الأموي وصلت في الأخير إلى قناعة بضرورة التحرك، وقناعة حاسمة، وتحركت وأسقطت الحكم الأموي والتسلط الأموي وأنهته، ولكنها دخلت في حقبة جديدة؛ لأنه كان تحركاً لم يمتلك الوعي الكافي لإحلال المشروع الصحيح بدلاً عن ذلك، مشروع الحق والعدل والخير بدلاً من الملك العضوض والأثرة والاستبداد والظلم والطغيان، لم تنطلق الأمة وهي معتمدة لمعايير لمبادئ تبني عليها واقعها وواقع ولاية أمرها، فتركت المجال لطغاة آخرين جدد أتوا من جديد، الحقبة العباسية التي كانت حقبة امتداداً للحقبة الأموية فيما كانت عليه من مظالم، ومفاسد، ومنكرات، واستبداد، وأثرة… إلى غير ذلك.

 

فإذاً ليس للأمة من خيارٍ صحيح إلا أن تنهض، أن تقف بكل جدية في مواجهة الطغاة، في مواجهة الطغيان والجور والظلم، وإلا فالأمة تدفع ثمناً باهظاً وتعاني ولا تسلم، حينما يكون السبب أو الدافع الذي يدفع البعض للتنصل عن المسؤولية هو المخاوف، والحرص على السلامة، والتهرب من أعباء المسؤولية، وثمن هذه المسؤولية، ما تحتاج إليه الأمة من تضحيات، من معاناة، من صبر، فيؤثرون الجمود، والخنوع، والاستسلام، والقبول بسيطرة الطغاة، والاستسلام لطغيانهم، الثمن أكبر، المعاناة أشد وأفظع، وفي النهاية بعد سلسلة طويلة من الكوارث، من الخسائر الرهيبة جداً تصل الأمة إلى قناعة بحتمية التحرك من واقع أصعب، ومن ظروف أشد، ثم تتحرك وقد لا تصل إلى نتيجة إلا بعد زمن طويل، بعد ثمن كبير جداً.

 

الدرس هذا درس مهم جداً، درس مهم ولاسيما في هذا الزمن الذي تواجه فيه الأمة مؤامرات ومكائد كبيرة عليها من الطغيان الأمريكي الإسرائيلي وأدواته التي هي من داخل الأمة وتعمل لصالحه، الأمة في أمسّ الحاجة إلى أن يترسخ هذا الوعي فتعي قيمة المبادرة، قيمة المسارعة، قيمة النهوض كما ينبغي بالمسؤولية، وتعرف أن هذا الإسلام بعطائه العظيم في أثره التربوي والنفسي والمعنوي هو يدفع بالأمة بعنفوانٍ عظيم هو عنفوان الإسلام في قيمه العظيمة بما فيها من عز، من إباء، من كرامة، من همة عالية، من إحساسٍ عالٍ بالمسؤولية، من وعيٍ عميقٍ وراسخٍ بخطورة الطغيان، وخطورة الاستسلام للطغيان، والإذعان للطغيان، هذا الدرس من أهم الدروس التي نحتاج إليها اليوم.

 

الأمة في كل مراحلها التي عانت فيها، وشعوبنا كذلك في كل المراحل التي عانت فيها من قوى الطغيان، تصل في الأخير إلى هذه القناعة: أنه لا بد من التحرك، يعني تتعب، أي شعب يعتمد أغلبيته أو الكثير فيه خيار الإذعان والاستسلام والخنوع يعانون يعانون يعانون, في الأخير يصلون إلى قناعة أنه لا بد ما يتحركوا، ويتحركوا في الأخير، لكن بعد معاناة رهيبة جداً، ومفاسد كبيرة، وأضرار على كل المستويات، أضرار رهيبة جداً جداً، يمكن للإنسان أن يستقرأ التاريخ ويرى الكثير والكثير من الدروس والعبر بهذا الشأن.

 

فعندما نعود إلى الإسلام في مبادئه، وعندما نعود إلى الإسلام فيما قدمه لنا رموزنا الإسلامية العظيمة من الهداة الأبرار، وفيما قاموا به هم في سياق تطبيقهم لهذا الإسلام، والتزامهم بتعاليم هذا الإسلام، وفي أثر هذا الإسلام في روحيتهم التي ربتهم على المسؤولية، وعلى الإحساس العالي بالمسؤولية، نجد أنه لا بد لنا أن نتحرك، ديننا يفرض علينا ذلك، مصلحتنا كشعوب، مصلحتنا كأمة، مصلحتنا كمستضعفين مظلومين معانين أن نتحرك، وإلا العناء أشد، والقهر أكبر، والثمن أفظع وأبهظ، ولا بد لنا من أن نتحرك.

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد1439هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر