مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أمَّا لماذا هذا الأسلوب؟ لماذا هذه الطريقة؟ لماذا يُقَابَل التحرك الأمريكي والإسرائيلي والغربي بهذه الطريقة: شعار، مقاطعة للبضائع، نشاط توعوي في الساحة، وصولاً إلى مراحل عملية أخرى أكبر من ذلك؟

 

 

 

كان البعض في تلك المراحل يطرحون خيارات أخرى، مثلاً البعض طرحوا خيار الصمت والسكوت، البعض كان توجههم نحو أن يقفوا في صف الأعداء، وأن يتجهوا للولاء للأعداء، وأن يقفوا مع أمريكا وإسرائيل، وأن يسارعوا فيهم، والبعض كان لديهم توجه أو مقترحات، حتى البعض في السلطة آنذاك ممن لهم موقف موالٍ لأمريكا، أنه: [لماذا لا تتركوا هذا التوجه بهذه الطريقة، هذا العمل الجماهيري والشعبي بهذه الطريقة، وبهذا الأسلوب، وتتحركوا وفق أسلوب القاعدة مثلاً، تتجهون بطريقة معينة، وتركِّزون على أن تخطفوا من السياح الأمريكيين، السواح الذين يأتون للسياحة في البلد أو الغربيين وتفعلون كما تفعل القاعدة]!

 

 

 

عندما نتحدث عن اختيار هذا الأسلوب وهذه الطريقة التي تتجه أولاً إلى تحصين مجتمعنا المسلم من الداخل، إلى رفع مستوى الوعي لديه، إلى الدفع به لموقفٍ جماهيريٍ واسع، إلى أن يكون له صوتٌ وموقفٌ واسع، فهذا أولاً هو اختيار للطريقة القرآنية التي أرشد الله إليها في القرآن الكريم، يعني: هي منهجية القرآن، والتحرك في هذا المشروع كان على أساس الاهتداء بالقرآن الكريم، والاستفادة من القرآن الكريم؛ لأن حديث القرآن الكريم عن أعداء المسلمين، عن أعداء الأمة، هو حديثٌ واسع، هو حدد منهم الأعداء، ما هي أساليبهم، ما هي أهدافهم، ما هي الطريقة الصحيحة للتصدي لهم، فحديث القرآن الكريم حديثٌ واسع عن أعداء هذه الأمة، وشَخَّص اليهود؛ باعتبارهم العدو رقم واحد للمسلمين، وأنهم سيبقون هم العدو رقم واحد للمسلمين فيما بقي من مراحل التاريخ بكلها، ثم من يقف في صفهم، من يكون معهم من النصارى، ومن يواليهم حتى من المسلمين، سيكون منهم، {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: من الآية51]، يمثِّلون مصدر الشر والتهديد والخطر، ومنبع المؤامرات ضد المسلمين، وضد الإسلام والمسلمين، وأن هذه حالة تستمر فيما بقي من التاريخ.

 

 

 

والقرآن الكريم من أهم ما ركَّز عليه وهو يخاطب الذين آمنوا، يخاطب المسلمين، يخاطب المنتمين لهذا الدين، أن يحذروا من الولاء لهم، ويقدم تعبئة عدائية، يتحدث عن أولئك أنهم أعداء، يحذِّر منهم تحذيراً واسعاً، يحذِّر من الموالاة لهم، يؤكِّد على أنهم يسعون لأن يستقطبوا أبناء هذه الأمة ليكونوا موالين لهم، وأن يطوِّعوهم ليكونوا مطيعين لهم، وأنهم يعملون على إضلال أبناء هذه الأمة، وأنهم يسعون إلى أن يردوا الذين آمنوا بعد إيمانهم كافرين... وهكذا تأتي الآيات القرآنية في حديثٍ واسع لتحذر من الموالاة لهم، إلى درجة أن يقول الله محذراً بأشد عبارات التحذير: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، يأتي ليقول في القرآن الكريم: {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران: من الآية100]، فهو يحذِّر من الموالاة لهم، يحذِّر من طاعتهم؛ لأنه يعلم أن أسلوبهم في استهداف هذه الأمة، ليس فقط بالحرب العسكرية، والاستهداف الأمني، والاستهداف القتالي، بل هو استهداف يحوِّل هذه الأمة إلى أمة موالية لهم، مطيعة لهم، تقف في صفهم، تُستَغل بكل إمكاناتها وثرواتها لمصلحتهم، فكيف تواجه هذا الأسلوب الاستقطابي، الذي يهدف إلى تحويل الأمة إلى أمة موالية لهم، وإلى أمة مطيعة لهم، تُطَوَّع لهم؛ حتى تتحول إلى أمة تتجه لتنفيذ مؤامراتهم، لتنفيذ توجهاتهم، يتحولون هم من يرسمون لهذه الأمة السياسات، المواقف، التوجهات، يستغلونها كما يشاؤون ويريدون، هذا يقابله الأسلوب القرآني في تحصين الأمة، في تعبئتها من الداخل لتكون أمة تتعامل معهم كأعداء، تنظر إليهم كأعداء، وتتعامل معهم كأعداء، تواجههم، تتصدى لمؤامراتهم، تكون في حالةٍ من اليقظة والانتباه تجاه مختلف مؤامراتهم، وتسعى إلى منع كل نفوذهم في داخلها، واختراقهم لها من الداخل، هذا يحتاج إلى تعبئة واسعة، التعبئة هذه هل تبنى على السكوت، على الصمت، على ألا تقول عنهم ولا كلمة واحدة، أم على أن يكون هناك موقف، من خلال هذا الموقف يصحبه حالة من التوعية النشطة في الساحة، حالة من التذكير للناس بآيات الله "سبحانه وتعالى"، فهي منهجية قرآنية، هذه المنهجية التي تعتمد على رفع مستوى الوعي لدى الناس تجاه العدو، وعلى أن ينظروا إليه كعدو، وعلى أن يتجهوا ليعبِّروا عن عدائهم له، وبراءتهم منه، وتحصين أنفسهم من الداخل.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

الذكرى السنوية للصرخة 1443


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر