مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أما مستوى الأهمية للمحتوى (محتوى الذكرى، وما كان في هذه الذكرى)، (التعبير، والبيان، والفهم، والاستيعاب)، لكن ما هناك ما يمكن أن يقدم المسألة بمستواها في عظمها وأهميتها وما تدل عليه مثل النص القرآني، الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- قال في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}[المائدة:67]، هذه الآية المباركة أمرت النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- أمر من الله، وتوجيه من الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- أن يبلغ أمراً أوحاه الله إليه، له في أهميته داخل الرسالة الإلهية، وفي مضمون الرسالة الإلهية، وضمن التشريع الإلهي والتوجيهات الإلهية بالغ الأهمية لهذه الدرجة: {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، من المدهش أن هذا التوجيه الإلهي للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- أتى في آخر أيام حياته، يعني: ما قبل وفاة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- بأقل من ثلاثة أشهر، وبعد أن كان النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- قد قطع الشوط الأكبر من تبليغ الرسالة، بدءاً بالقضايا الرئيسية جدًّا في الرسالة، مثلاً: مسألة التوحيد، ومحاربة الشرك، ومسائل مهمة جدًّا، ذات حساسية كبيرة بين أوساط المجتمع العربي وغيره، وذات أهمية كبيرة في منزلتها في الدين، وأهميتها الجوهرية في الدين نفسه.

 

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- طوال بعثته، منذ أن بعثه الله رسولاً إلى الأمة، إلى العالمين، منذُ بداية نشاطه التبليغي، وعمله الدؤوب لتبليغ رسالات الله وإقامة دين الله، كان قد قدم معظم ما يتعلق بالشريعة الإسلامية والتعاليم الإسلامية، فيما يتعلق منها بالعقيدة الإسلامية، بدءاً من معرفة الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- في كل ما يتصل بذلك، ثم فيما يتعلق بالشرع الإسلامي، الأحكام الإسلامية، الفرائض والشرائع، العبادات والمعاملات… قد بلّغ تبليغاً واسعاً، وشمل تبليغه ما تحتاج إليه الأمة من ذلك.

 

بعد كل هذا، وفي أواخر أيام حياته يأتي هذا النص القرآني، الذي يأمره أن يبلّغ أمراً ما، هذا الأمر لو لم يبلغه لاعتبر كما لم يبلغ رسالات الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- في كل ما قد بلّغه منها، لاحظوا، هذا هو ما يمكن أن نستوعب- إن تأملنا وإن تفهمنا- مستوى الأهمية الكبيرة جدًّا لبلاغ يوم الغدير، وكيف يجب أن نتعاطى معه نحن بهذه الأهمية، أن ننفتح عليه في تفهمنا وفي تأملنا، في تركيزنا بمستوى هذه الأهمية، ولا نمر عليه كنصٍ عاديٍ، وكحدثٍ عاديٍ، وككلام عابرٍ لا نعطي له ما ينبغي التركيز عليه فيه والتأمل له.

 

{وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} ما يتعلق بـالشرائع، والمعاملات، والعبادات، والاعتقادات، قد بلّغها، ما يتعلق بالمواقف، بما في ذلك المواقف من أعداء الإسلام الذين حاربوه: سواءً في واقع المشركين من العرب، أو فيما يتعلق باليهود الذين حاربوا الإسلام وكانوا أعداء أشداء وألدَّاء لهذا الدين، أو الذين حاربوه- أيضاً- من النصارى، كانت المواقف تجاههم مواقف واضحة ومعروفة، ولم يكن ثمة جديد فيما يخص هذا الموضوع: موضوع العلاقات، موضوع المواقف من كل القوى التي تحارب الإسلام وتعادي الإسلام، وتسعى لطمس معالم الإسلام، كانت المواقف واضحة منها وصريحة جدًّا، مثلاً: المواقف مع اليهود منذ مراحل مبكرة، منذ بداية الصراع معهم، منذ بدايته مع بني النظير، إلى آخر الأحداث مع اليهود في خيبر مثلاً في السنة السادسة للهجرة… إلى غير ذلك. فكل تلك المسائل: (الاعتقادات، المعاملات، العبادات، العلاقات، المواقف) قد تضمنها التبليغ فيما مضى في المرحلة الماضية، فبقي هناك أمر واحد.

 

هذه الآية المباركة متى نزلت على النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-؟ نزلت عليه يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة، وهو عائد من مكة إلى المدينة، عائد من حجة الوداع، فما هو أمر الولاية، ما هي حكاية الولاية، ما هو نص الولاية، ما هي القصة؟

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة يوم الولاية 1438هـ

ثقافة الغدير ومعنى الولاية.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر