مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

نأتي إلَـى خطورةِ التفريط في هذه المسئولية، اللهُ سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَـى قال في كتابه الكريم (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) على لسان نبيين من أنبياء الله سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَـى، نبي الله داوود ونبي الله عيسى عليهما السلامُ، على لسان داوود وعيسى بن مريم، حالة سخط كبير، حالة استياء كبير، حالة مقت شديد، لدرجة أن كُلّاً منهما لعن بني إسرائيل، على ماذا؟، هذا السخط الذي وصل إلَـى هذه الدرجة، هذا أشدُّ ما يمكنُ أن يدعوَ به نبيٌّ على قومه أن يلعنَهم، أشد ما يمكن أن يدعو به {ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون}.
الحالةُ التي سادَتْ في أوساط بني إسرائيل هي كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، عُطّلت هذه الفريضة بشكل كامل، حينما يُعطّل هذا المبدأُ وَتُهْجَرُ هذه الفريضة في واقع الأُمَّـة، تكونُ هناك سلبياتٌ كبيرة ينمو المنكر، يفرض حضورَه في الساحة فيسيطر على الساحة تماماً، إذا غُيّب من الساحة صوتُ الحق، إذا عُطّلت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والموقف من الظالمين والفاسدين والطغاة والمجرمين خَلَتْ لهم الساحة، حينها تستحكم قبضتهم، تقوى سلطتهم، تكبر هيمنتهم، فيملؤون الساحة بدون تردد بدون رادع بدون حاجز بدون مانع بالمنكرات والمفاسد والمظالم والطغيان، حينها يتجرؤون على فعل أي شيء مهما كان فظيعاً، مهما كان إجرامياً مهما كان وحشياً مهما كان طغياناً، لا يتحرجون من شيء.
حينها يصل واقعُ الناس إلَـى واقع خطير للغاية، وتكون الحالةُ القائمة في أوساطهم حالة لا يرضاها اللهُ لهم ولكنهم كانوا سبباً في أن تصل إلَـى ما وصلت إليه، فيخسرون القداسة، قداسة هُويتهم وانتمائهم ويغيب الحق من واقعهم، الحق في مضمونه، الحق في أثره في الواقع، الحق في تأثيره الإيجابي ونفعه في الحياة، ولهذا ورد عن النبي صلوات الله عليه وعلى آله أنه قال: ((لا قُدِّسَتْ أُمَّــةٌ لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر ولا تأخُذُ على يد الظالم ولا تُعِيْنُ المُحسِنَ ولا ترد المسيء عن إساءته)، أمة كهذه أمة فقدت قداستها، يعني أمة سيئة، لن يبقى للحق ولا للخير ولا للقيم النبيلة ولا للفطرة الإنسانية حضور في واقع حياتها.
تصبح الحالة حالة سيئة جداً، وأسوأ واقع وأسوأ حال يصل إلىه الناس هو الحال الذي تغيب عنه القيمُ والمبادئ والأَخْلَاق.
في نَصٍّ آخر عن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله يبينُ خطورةَ التنصل عن هذه الفريضة وعن غيابها من الساحة يقول: (لَتَأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهَوُنَّ عن المنكر أَوْ ليسلطنَّ اللهُ عليكم شرارَكم ثم يدعو خيارُكم فلا يستجاب لهم) إذا تنصلت الأُمَّـة عن مسؤوليتها في الأمر بالمعروف وفي النهي عن المنكر تصبح الساحةُ كما قلنا خاليةً للأشرار ولكن حتى بالتسليط، وحالة التسليط هي حالة خطيرة جداً؛ لأنها حالة زائدة على واقع الأُمَّـة في وهنها وضعفها واستسلامها وخنوعها، هي حالةٌ يتحَـرّك أولئك الأشرار فيها بنزعة الشر، بطبيعة الشر، بنفسية الشر، بتوجُّه الشر، بممارسات الشر، ولكن أيضاً مسلطون لديهم جُرأةٌ أكبر؛ لأنها نزعت عن الأُمَّـة كُلّ أشكال الرعاية التي تقطعُ عن الأُمَّـة ولو بعضاً من شرهم؛ لأن الله أصبح ساخطاً على الأُمَّـة حينما تتنصَّلُ عن مسؤوليتها، فالله سُبْحَـانَهُ لا يوليها أيَّ رعاية حينئذ ولا يقطع عنها ولو قليلاً من شر أولئك، ولذلك نجد أهمية هذه الفريضة.
اليومَ واقعُ الأُمَّـة على ما هو عليه، الامتداد النفاقي في حركة الأُمَّـة قائم، وله حضور كبير بشكل دول، بشكل أنظمة متسلطة، يمتلك جيوشاً، يمتلك ثروات هائلة، يسيطر على مواقع السلطة وعلى مواقع الثروة في مناطقَ كثيرةٍ من الأُمَّـة، وهناك امتدادٌ إيماني دائم أيضاً في واقع الأُمَّـة، هذه الأُمَّـة لا ينفد منها الخيرُ بشكل كامل يبقى للخير حضورُه ويبقى للحق وجوده ويبقى للحق والعدل والخير والهدى أنصارُه وحَمَلَتُه وصوته، وتختلف الأحوال من ظرف إلَـى ظرف ومن مرحلة إلَـى مرحلة في مستوى قوة وتأثير هذا الحضور أَوْ معاناة هذا الحضور، في مستوى تفاعُل الأمَّة.
 وعلى كُلٍّ يتجلى في عصرنا هذا أيضاً بشكل كبير سوءُ الأثر التخريبي لحركة النفاق في الأُمَّـة، أولئك الذين يأمرون بالمنكر ويمارسون المنكر، وطبعوا واقعَنا الإسْـلَامي في معظم ميادينه وساحته بالمنكر وبأشكال مختلفة، شكلٌ منه ألبس لباسَ الدين هو الشكل التكفيري، ولكن بكل بشاعة، وبممارسات فظيعة جداً جداً ومشوِّهة للإسْـلَام إلَـى أسوأ حال، إلَـى أسوأ مستوى، إلَـى ما لا يمكن تصوُّرُ أفظعَ منه، وأسوأ منه، وأقبح منه، وشكلٌ آخر تفريغٌ تام بغير اسم الدين تفريغ تام، إما تحت عناوينَ سياسيةٍ، أَوْ عناوينَ مناطقيةٍ، أَوْ بدون عنوان أحياناً.
تحت طائلة تأثير الجانب المادي، الفلوس، وهكذا تحَـرّكوا في أوساط الأُمَّـة وهم يتحَـرّكون اليوم، وتجلى للأُمَّـة سوء ما يعملون وفَظاعة ما يتصرفون به ويتحَـرّكون به في واقعهم، ما نعاني منه اليوم في أمتنا الإسْـلَامية في شتى مناطقها من النشاط التكفيري الذي يرعاه النظامُ السعودي وتحت المظلة الأمريكية والتوجيه الأمريكي وهندسة السياسية الأمريكية، وبما يخدُمُ إسرائيلَ ويفيد إسرائيل ويحمي إسرائيل، نرى اليوم سوءَ الدور في واقع الأُمَّـة، وما ألحقه بالأمة من خسائرَ كثيرةٍ، القتل في كثير من الأقطار وأصبح حالة يومية وباستهتار كبير بالأرواح، وبالحياة، التدمير، إثارة الفوضى، الواقع السيء والمتردي في واقع الأُمَّـة الذي يعيقُ الأُمَّـة ويعطّلها عن بناء واقعها وتصحيح وضعيتها وإصلاح حالها، يعني واقع هو من جانب تدميري وشر ومؤثر وضار بالأمة فيما يمُسُّها بشكل مباشر، قتل وإهدار للأموال والممتلكات وتضييع للحقوق وفي نفس الوقت ضياع للأُمَّـة في مشروعها الذي يفترض أن تكون منطلقة فيه، وسوء ما بعده سوء، لكن في الجانب الآخر هناك في واقع هذه الأُمَّـة نرى للحق صوته، نرى الكثير والكثير، في كثير من أقطار العالم الإسْـلَامي، يتحَـرّكون وينطلقون ونسمعُ منهم صوتَ الحق ونرى في مواقفهم قوةَ الحق وصلابة الحق في مواجهة ذلك الطغيان وذلك المنكر وذلك الفساد وذلك الظلم.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر