مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مضى ثلثا شهر رمضان المبارك، وأصبحنا في الثلث الأخير منه، في العشر الأواخر، والعشر الأواخر لها أهميةٌ خاصة، وتُلتَمَس فيها ليلة القدر على نحوٍ أكبر، ومن المعروف أنَّ رسول الله “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله” كان يعطي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك المزيد من الاهتمام، والمزيد من الجد، ويشمِّر في طاعة الله “سبحانه وتعالى”، وورد عنه الكثير من الروايات فيما يتعلق بهذا الشأن.

 

البعض من الناس قد يكونوا أصيبوا- مع مضي هذه الفترة من شهر رمضان- بالملل وبالفتور، وأصبح لديهم قليلٌ من النشاط، وقليلٌ من الجد، أصبحوا في وضعية فقدوا فيها انتعاشهم الذي كان في أول الشهر، وجديتهم واهتمامهم الذي كان في بدايته، وهذه من الظواهر التي تحصل للكثير من الناس، يعانون في كل الأمور المهمة والعملية من الملل والفتور.

 

الشيء الطبيعي، الشيء الصحيح للإنسان: أن يكون قد استفاد من كل ما قد أمضاه من هذا الشهر المبارك، من عبادةٍ، وطاعةٍ، وعملٍ صالحٍ، وإقبالٍ إلى الله “سبحانه وتعالى”، في الارتقاء والسمو الروحي؛ لأن كل شهر رمضان هو موسم خيرٍ، وموسم بركةٍ، وموسمٌ عظيم، وله فضلٌ عظيم، وبركته مهمةٌ جداً، وعظيمةٌ وواسعة، والأجر فيه مضاعف، في كله من أوله إلى آخره، في كل لياليه، وفي كل أيامه، وكذلك استجابة الدعاء فيه، وأثره في الإنسان هو يعتبر فرصة كبيرة، ومساعدة كبيرة للإنسان لإصلاح نفسه، ولتزكية نفسه، فيفترض أن يكون الإنسان قد حقق ارتقاءً نفسياً أخلاقياً روحياً، وأصبح أكثر شعوراً بالقرب من الله “سبحانه وتعالى”، وأنساً بالذكر، والطاعة، والعمل الصالح، والعبادة، واهتداءً بالقرآن الكريم، وأكثر وعياً وادراكاً لأهمية العمل الصالح، وقيمته، وقيمة الأعمال المقرِّبة إلى الله “سبحانه وتعالى”، وأهمية ذلك بالنسبة له لحياته في الدنيا، لمستقبله العظيم والأبدي والكبير والمهم في الآخرة.

 

ولذلك يفترض أن يكون الإنسان في العشر الأواخر أكثر إقبالاً، وأشد حرصاً على تدارك ما قد فاته من نقصٍ وقصور خلال ما قد مضى من شهر رمضان المبارك، هذا الشيء الطبيعي، بدلاً من الفتور، بدلاً من الملل، بدلاً من التقصير، بدلاً من اللامبالاة، بدلاً من الإهمال، الإقبال بجد، السعي لتلافي القصور والتقصير، السعي لاغتنام ما بقي من هذا الموسم العظيم، من هذه الفرصة العظيمة، ثم السعي بكل جدية لاغتنام الفرصة في العمل لأن يحظى الإنسان بالتوفيق الإلهي في إدراك ليلة القدر واغتنامها على أكمل وجه، هذه مسألة مهمة جداً.

 

ليلة القدر ليلةٌ عظيمةٌ جداً، مباركةٌ، وهي فرصةٌ لا مثيل لها في الحياة، لا مثيل لها في العمر، لا مثيل لها في أي وقتٍ آخر، فرصةٌ في استجابة الدعاء لا مثيل لها في ذلك أبداً، وفرصةٌ في مضاعفة الأجر والثواب لا مثيل لها في ذلك أبداً، وفرصةٌ مهمةٌ جداً لها علاقةٌ بتحديد مصيرك ومستقبلك في هذه الحياة، وفي الأخرى، في الحياة الأخرى، في الحياة الآخرة، في مستقبلك الأبدي والدائم.

 

فرصةٌ لها هذه الأهمية: لا مثيل لها في استجابة الدعاء، لا يجوز أن يفرِّط فيها الإنسان، لا ينبغي أن يضيعها، أن يهدرها، الإنسان الذي لا يقدِّر مثل هذه الفرص، هو إنسانٌ غافل، إنسانٌ جاهل، إنسانٌ تائه، فرصةٌ عظيمةٌ يقدِّمها الله لنا، ولا مثيل لها في استجابة الدعاء، وأنت في أمسِّ الحاجة إلى الله “سبحانه وتعالى”، أنت فقيرٌ إلى الله، أنت محتاجٌ إليه في كل شيء، في شؤون حياتك هذه، وفي مستقبلك الدائم في الآخرة.

 

ولذلك من المهم العناية في كل العشر الأواخر بالإقبال إلى الله “سبحانه وتعالى” بالدعاء، والتضرع، والابتهال إلى الله “سبحانه وتعالى”، والإلحاح في الدعاء، مع التركيز في الدعاء على الأمور المهمة جداً بالنسبة للإنسان، ومن أول ما ينبغي أن نطلبه من الله: هو المغفرة، عندما ندعو الله أن نسأل الله المغفرة، أن يغفر لنا ذنوبنا، أن يغفر لنا تقصيرنا؛ لأن أخطر شيءٍ علينا هو الذنوب، هو المعاصي، الذنوب فيما كان منها تجاوزاً لحدود الله، فيما كان منها تعدياً وانتهاكاً لمحارم الله، وما كان منها تقصيراً تجاه أوامر الله، وهي من أكثر الذنوب التي تحصل: التقصير تجاه ما أمر الله به.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة الدروس الرمضانية، بتاريخ 21 رمضان 1442هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر