أيضاً النموذج الذي يهمه أن يضحي بنفسه من موقعه في المسؤولية في خدمة شعبه، كيف يفعل الآخرون الذين ينتمون إلى مدرسة الطغيان، الذين ينتمون إلى مدرسة الطغيان يستعد أن يضحي بشعبه بكله من أجل منصبه من أجل سلطته من أجل مصالحه الشخصية ألا نرى اليوم المرتزقة! ألا يقدمون هذا النموذج! ما عنده مشكله يقل لك يا أخي طبيعي يقتل 24 مليون ويبقى مليون24 مليون يقتلوا يقل لك يُقضَى على معظم الشعب اليمني المهم يصل إلى السلطة، أما هذا فهو يذهب ينزل إلى الميدان وهو كان في غاية القرب من الناس وهذه ميزة كبيرة يحرص على أن يكون قريباً من الناس كثير اللقاء بهم كثير التحدث إليهم كثير التفقد لهم والتلمس لأحوالهم، ويعيش معهم أوجاعهم وآلامهم.
تحرك إلى المحافظات في الفترة الأخيرة، يوم نزل إلى ذمار تواصل بي وأخبرني أنه سينزل إلى ذمار, أنا قلت له قلت أتمنى أن تقلل من التحرك إلى المحافظات في هذه الظروف مع ازدياد حالة الرصد الجوي أبدى لي حرصه الشديد ورغبته الشديدة في أن ينزل إلى هناك وفي الأخير كنت متحرجا مثلاً كيف أتدخل أقل لا و الا ممنوع" لا" ففي نهاية المطاف هو يتحرك من موقعه في المسؤولية، حتى عندما قرر أن ينزل إلى محافظة الحديدة وأخبرني أثناء تواصلي به أنه سينزل إلى محافظة الحديدة قلت له أنا لا أحبذ نزولك في هذا التوقيت هناك رصد جوي كبير وهناك حقد كبير من جانب العدو وسعي للانتقام هذا شيء نعرفه بالذات بعد الإخفاق الكبير لقوى العدوان و دخول العام الرابع بزخات صاروخية وتعاظم في القدرات الصاروخية وأداء عسكري قوي و فعال هذا مزعج للعدو.
فكان مصراً على النزول وحريصاً على النزول وراغباً في النزول مع أني كنت أأمل أنه لن ينزل، تفاجأت أنه نزل وكان مستثاراً عندما قال السفير الأمريكي أن الأهالي في الحديدة سيستقبلون العدوان وقوى العدوان والغزاة بالورود.
ينزل إلى الساحة من موقعه في المسؤولية وهو يدرك أن مخاطر الاستهداف قائمة في كل الأحوال والظروف وأنه حينما ينزل إلى أي محافظة من المتوقع ألا يعود ولذلك من وقت مبكر هو كان قد أعد وصيته وكتبها وأعد نفسه للشهادة، فيتحرك وهو يتوقعها في كل اللحظات وأنا أتوجه اليوم بالكلام إلى أهالي محافظة الحديدة الأعزاء وأبناء تهامة عموما:
أنتم يا أبناء تهامة الشرفاء عشتم التجربة المريرة في الماضي مع كثير من الشخصيات في الدولة من مواقعها في السلطة من أعلى موقع إلى مواقع أخرى وأنتم عرفتم كيف كان الآخرون ينزلون إلى محافظة الحديدة ليس ليقدموا أرواحهم في خدمة والدفاع عن أبناء محافظة الحديدة وليس ليخوضوا البحر دونهم، إنما كانوا ينزلون إلى هناك فيسطون على الأراضي وأصبح لمشاهير المسؤولين في الدولة أصبح لهم في محافظة الحديدة مزارع ومنشآت وتجارة وأراضٍ كبيرة وتلك المزرعة التي هي مسافة 13 كيلو للمسئول الفلاني والمزرعة التي هي 5 كيلو لفلان والتي هي 8 كيلو لفلان، مناطق شاسعة جدا وتلك الأراضي التي أصبحت من نصيب فلان أو علان ووو إلخ.
المباني والمنشآت الترفيهية الخاصة تعرفون الحكاية عنها الصماد لم ينزل يوما ما إلى الحديدة ليقتطع له أرضا يجعل منها مزرعة له مزرعة تجارية كبيرة أو يبني له فيها فيلا أو قصرا فخما أو منشأة ترفيهية لم ينزل ليأخذ بل نزل ليضحي ويقدم ويعطي حتى حياته وروحه في سبيل الله وفي فداء هذا الشعب وفي الدفاع عن هذا البلد وعن أبناء تهامة، لا ينبغي لأبناء تهامة أن ينسوا للشهيد الصماد هذا العطاء، هذه الروح العظيمة التي لم يسبق لهم أن عرفوها لا عن فلان ولا عن علان.
الشهيد الصماد نزل يحمل روحه بين كفيه لم يرغب ولم يقبل لنفسه أن يبقى بعيدا عن تلك المخاطر التي تحيط بكم يا أبناء تهامة، نزل إليكم عاش معكم المخاطر التي تعيشونها والتحديات التي تواجهونها وقدم روحه في سبيل الله وفداءً لكم أنتم وكل أبناء اليمن وفي سبيل الدفاع عن وطنه وفي سبيل النهوض بمسؤوليته لم يتردد بأن يخوض هذه المخاطر والتحديات وأن يضحي. هذا هو النموذج الراقي الذي ما فكر إلا بان يعطي وما فكر إلا بأن يضحي وما خطط إلا لأن يعمل في سبيل كيف يضحي وكيف يقدم وما هو أعظم ما يمكن أن يقدم، الظروف التي عانى فيها شعبنا اليمني على المستوى الاقتصادي وقلت الإيرادات المالية نتيجة السيطرة من قوى العدوان ومرتزقتها وخونة البلد على المنشآت النفطية في مأرب في شبوة في حضرموت في بقية البلاد، سيطرتهم على أغلب المنافذ والتدمير الممنهج والتآمر الكبير والضربات الاقتصادية بكل الوسائل والأساليب لكن هذا الرجل اليوم قل ما يمكن أن يقدمه لشعبه قدم روحه قدم حياته هل هناك شيء أغلى من الروح والحياة؟ هذا هو النموذج الذي لم يغتر بالسلطة لم يتكبر لم يطغى لم يفقد روحيته الإيمانية ومشاعره الإنسانية وإحساسه ووجدانه الشعبي والمسؤول والإنساني من موقع السلطة وكان نزيها ومتورعا عن الحرام ونظيفا وخرج لقي الله سبحانه وتعالى مضحيا بهذه النزاهة، ومن المهم جدا أن يكون هذا النموذج هو النموذج الذي نركز عليه في موقع المسئولية والسلطة ويقتدي به الأخوة المسئولون في مواقع المسئولية كافة.
ثم على مستوى التضحية اليوم ما بعد الجريمة شعبنا على المستوى الرسمي والشعبي قدم أول رسالة في التماسك والصمود والثبات والعزم والهمة والاستمرارية في الصمود وهذه رسالة كبيرة عظيمة مهمة ولكن من المهم جدا على المستوى الرسمي أن يتجه كل المسئولين بجدية واستشعار بالمسئولية والوفاء لهذا الشهيد العظيم على أساس المشروع الذي أرساه والعنوان الكبير الذي نادى به "يد تبني ويدٌ تحمي" هذه الخلاصة وهذا العنوان هو الخلاصة لما علينا أن نركز عليه جميعا، فكل الذين هم في موقع المسئولية عليهم أن يتجهوا للبناء ولومن ظروف صعبة ولو من واقع صعب، بعض المسئولين الذي لديهم أولويات أو اهتمامات أو اتجاهات ثانية نأمل لهم من الله الهداية وأن يكون لهذه التضحية ولهذا العطاء أثر إيجابي في نفوسهم فيتجهون من حالة المزايدات والتشاعيب والتطبيل لأنفسهم إلى العمل بإخلاص وجد وصدق وإلى العطاء، ويترك الإنسان طبيعة الرغبة في التسلق من على أكتاف و ظهور الآخرين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله
في تشييع الشهيد الرئيس/ صالح الصماد ورفاقه: 28-4- 2018