{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ}[المنافقون:10]؛ لأن الإنفاق في سبيل الله تعالى هو من المسؤوليات المهمة في الإسلام، ومن الأعمال العظيمة التي لها أهمية كبيرة في واقع الحياة، في واقع الدين، في واقع الالتزام الإيماني، وأيضاً في القربة إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[المنافقون:10-11]، قد يكون اهتمام الإنسان وتركيزه على مسألة الأموال، والأولاد، والأمور المعيشية والمادية، واتِّجاهه المادي في الحياة، وانهماكه في ذلك، بالشكل الذي يبعده عن التزاماته الإيمانية، التي هي في الأساس سببٌ للخير في الدنيا والآخرة، وسببٌ من أسباب البركة واليسر...إلخ.
الحالة التي يتحسَّر فيها الإنسان أشد الحسرات: حينما يأتيه الموت، وهو- فعلاً- كان لا يحسب حساب هذه اللحظة: لحظة الرحيل من هذه الحياة، والاتِّجاه إلى عالم الآخرة؛ فيندم، ويتحسَّر، ويطلب المهلة الزمنية القصيرة، {إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}[المنافقون:11]، مُدَّةً زمنيةً قصيرةً، يحاول أن يعوِّض فيها ما فرَّط فيه؛ من أجل أن ينفق، وأن يتصدَّق، وأن يكون من الصالحين، يصلح نفسه، ويصلح أعماله، ويتَّجه في الاتِّجاه الصالح مع الصالحين ومن الصالحين؛ لكن لن يحصل على هذه المُدَّة الزمنية التي يطلبها، ولو كانت قصيرة، ولو كانت لأيام، أو لساعات، لن يحصل عليها؛ ولهـذا يقول الله "جَلَّ شَأنُهُ": {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[المنافقون:10-11]؛ لأن الله أخبرنا قبل ذلك؛ لنحذر، لننتبه؛ حتى لا يعيش الانسان هو بنفسه تلك اللحظات الخطيرة، والحسرات الشديدة، التي قد سمع التحذير منها، سمع التحذير منها، سمع عندما تُلِيَت عليه آيات الله، حينما ذُكِّر بآيات الله.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي
بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية وحول آخر التطورات والمستجدات
1 محرم 1447هـ