مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
                             --------------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر محرم 1446هـ
                           🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:  ( (وَعْدُ الآخِرَةِ)
التاريخ: 20/ محرم / 1446هـجرية
الموافق:2024/7/26 ميلادية
الرقم : (3)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
✒️ أولاً: نقاط الجمعة* 
نقاط الجمعة
1-من أهم مافي التشخيص القرآني أنه حددللأمةعدوها وبين لهاماضيه الأسود، وما يريده لهافي الحاضروالمستقبل
٢-بين الله للأمةكيف تعامل اليهودمع الله ومع الملائكة ومع الأنبياءلتعرف كيف سيتعاملون معها وتحذرأن تفعل كفعلهم
٣-بين القرآن أن اليهودوالنصارى يريدون للأمة الكفروالضلال والشقاء في الدنيا والآخرة، وحددنقاط ضعفهم ووجه بقتالهم
٤-لقدجعل الله وقوف الإنسان موقف الحق نعمةوفضل، ومن أعظم ذلك وقوف شعبنانصرة لغزةفي مواجهةاليهود
٥-لقدوصل شعبنافي مراحل تصعيده إلى المرحلةالخامسة التي دشنها بطائرةيافا التي ضربت مدينةيافا (تل أبيب)وأربكت العدوأمنيا وعسكرياونفسيا وأخرجته من وراء الجدربعدأن فشل المنافقون وأمريكاوتحالفها في حمايتهم
٦-من نعم الله عليناكشعب يمني أننا اليوم نقف في مواجهةاليهودكماأمر الله وفعل رسوله، ونحن واثقون بنصرالله وتحقق وعدالآخرة وكل أفعال الصهاينةلن تثنيناعن نصرةغزة بل ستزيدناقوة وتلاحما وتطويرا
٧-ندعوكل مسلم أن يتحرك في هذه المرحلةليحضى بالشرف وفضل الجهادفي سبيل الله بكل الوسائل ومنها المظاهرات.
🎙️ثانياً:  نـص الخــطبة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}، والْحَمْدُ للهِ الذي أَمْرُهُ قَضَاءٌ وَحِكْمَةٌ، وَرِضَاهُ أَمَانٌ وَرَحْمَةٌ، يَقْضِي بِعِلْم، وَيَعْفُو بحِلْم، والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ، مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَغَالِبُ مَنْ عَادَاهُ، ونَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
المؤمنون الأكارم:
إنّ من أعظم ما في كتاب الله العزيز أنه يشخص ويبين لمن سار عليه ما يحتاجه في الحياة، ومن أعظم ما في ذلك التشخيص أنه بيّن للأمة من هو عدوها، وما هي صفاته الباطنة في نفسيته والظاهرة في أعماله، ويكشف للأمة عدوها ونظرته وتفكيره، ورغبته وإرادته، ويفضح ماضيه، ويتحدث عن حاضره، ويكشف نواياه المستقبلية، ونجد أنّ الله تعالى قد حدد لهذه الأمة عدوها من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) المتمثلين اليوم بأمريكا وإسرائيل ومن سار في فلكهم من دول الغرب الكافر، وبيَّن القرآن أنّ العدو الأشد للأمة الإسلامية هم اليهود حينما قال تعالى: {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً . مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ}.
ثم بيَّن تعالى عن اليهود كيف تعاملوا في الماضي مع كل شيء من حولهم؛ فبعد أن شرّفهم الله وجعل فيهم النبوة ووراثة الكتاب كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ}، لكنهم لم يقدروا نعمة الله عليهم، واغتروا واستكبروا وقالوا: {نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}، وحين أُنزلت عليهم الآيات، وجاءتهم التوجيهات الإلهية وقال لهم الله: {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ} كان جوابهم الذي يدل على عنادهم وكفرهم بالله: {قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}، وفي أيام موسى شرطوا إيمانهم برؤية الله مما يدل على عدم تقديرهم وإجلالهم لله: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ}، وحين جعل الله لهم حلا بسيطا يغفر الله به ذنوبهم وهو الدخول من باب مُعين، وقولهم حطة، لكنهم استبدلوها بكلمة أخرى فاستحقوا عقاب الله: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى

الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}، ووصفوا الله بالبخل كما بينت آيات القرآن حين قال: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً}، فإذا كان هذا هو مستوى تعاملهم مع الله فكيف سيتعاملون مع عباده؟
وفي علاقتهم بالملائكة اعتبروا جبريل عليه السلام عدوًا لهم؛ فكان الجواب من الله عليهم: {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ}، وبيَّن القرآن لنا أن تعاملهم مع الأنبياء والقائمين بالقسط كان بالتكذيب والاستهزاء والقتل كما قال تعالى: {ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}، فكيف سيتعاملون مع بقية البشر إذا كان هكذا تعاملهم مع أطهر الخلق من الأنبياء والأولياء من بني إسرائيل الذين جاءوا لإنقاذهم؟
أما خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وآله فقد عرفوه ثم كفروا به، ولا زالوا كافرين به؛ فقال تعالى عن ذلك: {فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ}، {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، فإذا كان هذا تعاملهم مع سيد الخلق محمد فكيف سيتعاملون مع أمته؟ وفي تعاملهم مع الكتب الإلهية ذكر الله عنهم أنهم حرفوها وكتموها ونبذوها وراء ظهورهم، وأخفوها وجعلوها قراطيس لا قيمة لها.
المؤمنون الأكارم:
بيّن لنا الله في كتابه العزيز أنّ اليهود هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا فقال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}، وتبين الأحداث كلها أنه لا يوجد من يحمل عداوة للمؤمنين من أتباع النبي محمد صلى الله عليه وآله أكثر من اليهود، وجرائمهم عبر التاريخ واليوم في غزة تبين ذلك، ويبين لنا التشخيص القرآني ماذا يريد اليهود والنصارى لنا فيقول تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ} {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم}، فهم يريدون لنا الضلال والكفر ليفصلونا عن الله لينتصروا علينا، ثم يقتلونا وقد أصبحنا من أهل جهنم.
ويبين القرآن أنه مهما أحبهم المسلمون فلن يحبوهم ولن يقدِّروا ذلك الحب: {هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ} وأنهم يفرحون بكل سوء ومكروه يصيب المؤمنين {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ} ويبين القرآن لنا أيضا أنهم كاذبون، ومخادعون، وناقضون للعهود والمواثيق، ويسارعون إلى كل إثم وجريمة، ويفرقون بين المرء وزوجه، ويسعون في الأرض فسادا، وكل ذلك الوصف الكثير والتشخيص القرآني وغيره هو من أجل أن تنتبه الأمة المسلمة، وتأخذ العظة والعبرة، وتستعد بإيمانها وسلاحها، وتواجه ذلك العدو على بصيرة من أمرها.
والله سبحانه وتعالى لرحمته بنا قد بين لنا نقاط ضعف ذلك العدو ومنها الجُبن في المواجهة، والخوف من الموت فقال تعالى: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى}، {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ}، وطمأًن الأمة إلى أنّ مؤامراتهم ضد المؤمنين سيحبطها الله تعالى: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}، ولأن حالهم كذلك فقد أمر الله الأمة المؤمنة أن تواجه أولئك المفسدين الذين سيعملون بكل وسيلة على إبعادها عن الإيمان والهدى، وإبعادها عن مسؤوليتها في إقامة القسط ونشر دينه وهداية عباده، وتحريرهم من طغيان أولئك المفسدين، فقال تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
🎙️ 🎙️ 🎙️الخطبة الثانية 🎙️🎙️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
المؤمنون الأكارم:
لقد جعل الله الوقوف في موقف الحق نعمة من أجل النعم، وقد وقف شعبنا في هذه المرحلة موقف النصرة لمظلومية إخوانه في غزة، ووقف - نيابة عن قرابة اثنين مليار مسلم - موقف الشرف لأنه يستحق الشرف، وموقف العزة لأنه لا يرضى بغير العزة، وموقف الإيمان لأنه شعب الإيمان، وكان موقفه يعبر عن الحكمة التي وصفه بها رسول الله صلى الله عليه وآله.
ووقف شعبنا ممتثلا لأمر الله بالقتال لليهود والنصرة للمؤمنين: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}، وعندها خرجت أمريكا من وراء جُدُر الأعراب والأذناب وجاءت  لتمنعه عن نصرة المؤمنين في غزة، وتمنعه عن مواجهة اليهود؛ فواجه أمريكا وأفشل تحالفها، وضرب سفنها وحاملة طائراتها فهربت، وأحرق هيبتها، وتصاعدت عمليات شعبنا في نصرة غزة وفق مراحل متواصلة؛ فبدأت بقصف أم الرشراش، وأغلاق البحر أمام سفن الصهاينة والداعمين لهم، وتم تعطيل ميناء أم الرشراش عن العمل، وأعلن شعبنا الحظر على دخول السفن إلى الكيان الغاصب من أي مكان، وأغرق سفنا، وأحرق أخرى، وفي الأسبوع الماضي - الذي مرّت بنا فيه ذكرى فتح خيبر - وصل شعبنا إلى المرحلة الخامسة من التصعيد، والتي أطلق فيها طائرة (يافا) المُسيرة الجديدة التي تجاوزت كل أنظمة الدفاع الصهيونية والأمريكية، وكل أجهزة الرصد، وكشفت ضعف العدو وهشاشته، حيث قطعت مسافة أكثر من ألفين كيلو متر، وقطعت أكثر من سبعين عامًا من الضعف والعجز العربي أمام الكيان الغاصب، وعبّرت عن كل أحرار الأمة والعالم، ووصلت لتضرب منطقة يافا (تل أبيب) في فلسطين المحتلة؛ لتعيد لها اسمها الحقيقي، وتعيد للأمة أملها، وتفتح على العدو باب الذل والعار والنار، وأحدثت ضربة نفسية وأمنية وعسكرية كبيرة على العدو، ودفعت العدو الصهيوني إلى أن يخرج من وراء الجُدُر التي تستر بها طويلا من الأعراب والمنافقين الأذناب، وفَقَدَ ثقته في كل أدواته وأتى بنفسه ليقصفنا لكي نتوقف عن نصرة غزة، ولم يفهم أنّ ثمان سنوات من الحرب علينا من قبل أذنابه لم تغيرنا عن مبادئنا، ولم توقفنا عن نصرة ديننا ومقدساتنا ومستضعفي أمتنا، وقصف النفط وقطع الكهرباء ليعاقب شعبنا وليحاول منعه عن نصرة غزة، ولم يفهم أحفاد القردة والخنازير أنّ شعبنا يرى أنه في نعمة؛ لأنه وصل إلى مواجهتهم مباشرة، وهم قتلة الأنبياء، ومحرفو الكتب، والمفسدون في الأرض، وقد خرجت الأفعى من جُحرها ولا تعرف أننا ننتظر ذلك منها لنكتشف ما تبقى من أقنعة، ونضرب رأسها.
ونحن - بإذن الله - لن نتراجع مهما كان، وعلينا أن نتحلى بالصبر والوعي، وألّا ننجر وراء الشائعات ونختلق أزمة وطوابير سيارات من العدم بسبب نقص الوعي؛ فالأمور مستقرة، والحرب مع الصهاينة لن تكون أصعب من الحرب مع عملائهم من الأعراب، وكما انتصر عليهم الرسول في خيبر وبني النضير وغيرها؛ سننتصر عليهم بإذن الله سبحانه.
المؤمنون الأكارم:
من النعم علينا: أننا أصبحنا نقف كما وقف رسول الله صلى الله عليه وآله في مواجهة اليهود، ونخوض المعارك ضدهم كما خاضها رسول الله ضد بني قريظة وبني قينقاع والنضير وخيبر؛ فشعبنا هو شعب الأنصار وشعب الإيمان وشعب الجهاد، وشعبٌ أراد الله له أن يحمل الشرف في زمنٍ تخلت الأمة عن ذلك الشرف، وشعبنا بقيادته المباركة يُبيض وجهه ووجه الإسلام في زمن المواقف السوداء من قِبل أنظمة الخيانة في الأمة الذين لم يرجعوا إلى القرآن ولم يستجيبوا لتوجيهات الله في مواجهة اليهود، وشعبنا استجاب لله وجاهد حينما قال: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)، وحينما قال: (قَاتِلُوا) فقاتل، وحينما قال: (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا) فصبر ورابط في الساحات والميادين.
وعلى مدى عشرة أشهر لم يترك الساحات نصرة لغزة، ولم تتوقف صواريخه وطائراته المُسيرة نصرة لغزة، وسيواصل حتى يتحقق وعد الآخرة من الله القائل: {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً}، وشعبنا قد ساء وسوّد وجوه الصهاينة بصرخاته ومظاهراته، وساء سمعتهم وهيبتهم بضرباته، وسيأتي موعد التتبير والتدمير لكل طغيانهم وإجرامهم: {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ

وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}.
وبهذا ندعو كل مسلم إلى أن يقف موقفا يشرفه أمام الله، فلا حجة بعد اليوم لمن تنصل عن مسؤولية الجهاد ضد إسرائيل، ونقول لكل من كان يقول عندما تقاتلون إسرائيل سنقاتل معكم: ها نحن اليوم نقاتل إسرائيل وتقاتلنا إسرائيل؛ فتحرك وضع بصمتك في مواجهتها، واحصل على شرف الجهاد والنصرة؛ فلا حُجة ولا علة ولا مبرر لمن تقاعس وتخاذل بعد اليوم؛ فشعبنا يكتب التاريخ ويصنعه بيده.
وفي هذه المرحلة: إما أن يدخل الإنسان فيها إلى جبهة التاريخ المشرف بحركته وجهاده، وإما أن يخرج إلى مزابل التاريخ بمحاربته للحق أو بتخاذله، والعالم اليوم يقف في جبهتين؛ إما مع إسرائيل، وإما ضد إسرائيل؛ فيا شعب الإيمان والحكمة لا تتوقفوا عن جهادكم بالمظاهرات، ودورات التعبئة، والمقاطعة الاقتصادية، والقتال، ولا تضعفوا ولا تهنوا، وأوصلوا رسائلكم للعدو بأننا لن نتوقف مهما فعل، وقد جئنا حسب وعد الله القائل: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
وندعوكم للخروج عصر اليوم في مسيرات مليونية؛ لنوصل رسائل القوة للصهاينة، ورسائل النصرة لإخواننا في غزة وفلسطين.
وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة، وانصر مجاهدينا في القوة البحرية والجوية والصاروخية، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
-                               ---------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر