من الأضرار والآثار السلبية أيضاً لهذه الجرائم: أنها تؤثر على الواقع الاجتماعي، الله "سبحانه وتعالى" جعل الغريزة الجنسية (غريزة الجماع) من أجل أن يستفيد الإنسان منها في إطار العشرة الزوجية الحلال، التي يُبنى عليها بناء الأسرة، وتكوين الأسرة، والله "سبحانه وتعالى" جعل سبيلها الحلال، وسبيلها المناسب هو هذا السبيل، فتصبح في إطارٍ بنَّاء، وإطارٍ مثمر، وإطارٍ عفيفٍ ونظيفٍ، ليس له أي تبعات سلبية، ولا أي نتائج سيئة، فالإنسان إذا انحرف، هذا الانحراف هو يعزز التوجهات التي يعتمد عليها الأعداء، يتحرك على أساسها الأعداء في تدمير المجتمع، من خلال الاستهداف للبنته الأساسية التي يبنى بها المجتمع وهي الأسرة، وتكوين الأسرة، يتضرر هذا البناء للأسرة عندما تنتشر مثل تلك الجرائم- والعياذ بالله- في مجتمعٍ معين، لا يبقى هناك روابط أسرية، وحياة أسرية متماسكة بين الزوج والزوجة لتكوين أسرة صالحة، وهذا يضر ضرراً كبيراً على مستوى الواقع الاجتماعي؛ لأن الواقع الاجتماعي يُبنى على تكوين الأسر، وصلاح الأسر، فإذا اتجه الخراب والفساد إلى هذا المكون الاجتماعي في لبناته الأساسية؛ فهذا يؤثر تأثيراً سيئاً جداً على واقع المجتمع، وتنتشر الفوضى الاجتماعية، والجرائم الاجتماعية، والعلاقات الاجتماعية التي مكونها الأساس هو الأسرة، تُدمَّر، يلحقها هذا الضرر البالغ، فيؤثر ذلك أثراً سلبياً في تماسك المجتمع، في بنية المجتمع، في ترابط المجتمع على نحوٍ سليمٍ، وعلى نحوٍ صحيح، وهذه قضية خطيرة جداً.
ثم على المستوى الصحي، ينتشر من خلال انتشار مثل تلك الجرائم- والعياذ بالله- الكثير من الأوبئة والأمراض، في مقدِّمتها: المرض العالمي المعروف والمشهور: الإيدز، وهو مرض مدمِّر جداً؛ لأنه يدمِّر الجهاز المناعي لدى الإنسان، القوة المناعية التي أعطاه الله "سبحانه وتعالى" وزوَّد بها جسمه لمكافحة الأمراض، والتخلص من الأمراض، وحينها يصبح كل مرض يمكن أن يكون قاتلاً، المصاب بالإيدز يمكن أن يقتله الزكام، يمكن أن يقتله أبسط مرض، أبسط مرض يقتله، ويفتك به.
وواحد من الغايات التي يحرص عليها الأعداء في نشر الفساد الأخلاقي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية: هو نشر هذا الوباء، هو التدمير لهذه المجتمعات من خلال تلك الأوبئة أيضاً، تلك الأوبئة؛ لأن انتشارها ملازم لانتشار تلك الجرائم، والذي يدمن على مثل هذه الجرائم، يمكن أن يصاب بمثل هذا المرض والعياذ بالله، وأمراض أخرى، إنما هذا المرض هو في مقدِّمتها، وإلَّا هناك أيضاً آفات صحية، وأضرار صحية أخرى يمكن أن تنتشر.
إضافةً أيضاً إلى الآثار الأمنية، هذه الجرائم انتشارها مما أيضاً يترتب عليه انتشار جرائم أمنية كثيرة، ينتج عنها جرائم أمنية كثيرة؛ لأن الإنسان إذا فسدت نفسيته، وأصبح مجرماً أخلاقياً، يمكن أن يرتكب الجرائم الأخرى، ويدخل في سياقها أيضاً، وفي أجوائها الكثير من الجرائم الأمنية، مثلما يحصل في كثير من البلدان، وكثير من الدول، فهي جرائم تُبنى عليها جرائم، وتتفرع عنها جرائم. ما يلحق أيضاً بالمواليد غير الشرعيين من أسى، من كوارث، من ضياع في هذه الحياة، كثيرةٌ هي الجرائم المتفرِّعة عن جرائم الفاحشة والعياذ بالله.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية، بتاريخ 26 رمضان 1442هـ