مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالفتاح حيدرة 

في محاضرته الرمضانية الخامسة عشرة لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد - عليه سلام الله ورضوانه - حول مبدأ (البر والتقوى) وهو مبدأ تحتاجه الأمة في دينها ودنياها، وصلاح حياة الأمة، والتعاون بمعنى الجهد الجماعي، حيث تختلف مستويات الجهود الفردية ، لكن عند جمعها مع بعض في الواقع حياة البشر، فهناك مسئوليات كبيرة، لا يمكن إنجازها على المستوى الفردي، والجهود الجماعية تنسق حتى الجهد الفردي، فالمجتمعات الأكثر نجاحا وقوة وانجازا هي التي تمكنت من توحيد الجهود والتعاون الجماعي، والحالة السلبية هي في واقع مجتمعنا المسلم على مستوى دينة ودنياه، حيث يتم تشتيت هم الأمة الجماعي، وهذا عزز التوجه الفردي، وهذا ساعد في أضعاف الأمة في عصر يفترض ان تكون أقوى وأرقى أمة، لامتلاكها الثروات المختلفه بالاضافه إلى ثروة الاسلام والقرآن، ومع ان الغرب ينطلق من منطلق مصالح الفرد الرأسمالي، إلا أنه مجتمع أدرك واستفاد من مصالح الترابط البشري، وهذا يوضح انه يمكن تنسيق التوجه والجهود الاجتماعية في مجتمعنا الاسلامي.. 

 

هذا يحدث في الغرب والمجتمع الاسلامي مشتت ومفكك ، ففي الغرب يتعاون الكل في كل شئ حتى في علوم الفضاء والبيئة ، ولهذا أهميته الكبيرة في أن تخفف التكلفه، وقد نجحت كافة الكيانات من مبدأ التعاون بين بعضها حتى في تعاونها على الإثم والعدوان، على عكس أمتنا التي يتفترض بها ان تتعاون على البر والتقوى، َفي واقعنا كأمة مسلمة الذي يخاطبنا الله بقوله (وتعاونوا على البر والتقوى) وقدم لنا ما يساعدنا توبويا على التآخي والتعاون، ولم يقطع وينفع فينا ذلك، وهناك توجيهات كثيرة تبين ثمرة الجهد الجماعي وما يعود على الأمة في الخير بالدنيا والآخرة، وأمة لديها كافة الثروات العائلة ولديها هداية ونور الله، وهنا نجد مدى خسارة الأمة الإسلامية إزاحة هذا المبدأ، واصبحت أمة ضعيفة عاجزة عن معالجة القضية الفلسطينية، عسكريا لو كان هناك تعاون إسلامي جاد كما أمرنا الله لما كان الشعب الفلسطيني محتل ولما كانت فلسطين محتله من قبل الأعداء، وهذه الأمة تقف عاجزة لانهاء هذا الظلم، وكلنا نعلم لو تعاون جميع دول الأمة لأصبحوا اكبر كيان مؤثر في العالم، وعلى المستوى الاقتصادي لا يوجد حتى عمله موحده، ولا يوجد للمسلمين سوقا مشتركه، ولا حتى تعاون خيري والكل تحت سقف ما تريدة امريكا.. 

 

الأمة ليس لها حتى نفوذ سياسي، وبدلا من التعاون مع ابناء الامة اتجه البعض للتعاون مع اعداء الأمه وتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتجنيس الاسرائيلين، وكل التسهيلات للأنشطة التجارية، وهذه حاله واضحه، وأصبحت الحواجز و العوائق التي صنعتها هذه الأنظمة كبيرة وضخمة، والذي يعول عليه ويمكنه ان يثمر هو ما يقوم به بعض الاحرار من الأمة وهذا الوعي يجب أن ينشر بين ابناء وشعوب الأمة، وعلى مستوى الاخيار من أبناء الأمة ويحملون معانة الأمة ومصير الأمة ولديهم توكل على الله في بناء هذه الأمة، واليوم أصبحت حالة الفرز واضحة، ويمكن ان تعزز عملية التعاون مع الدول ذات التوجه الراشد و السليم، وفي واقعنا اليمني، هويتنا إيمانية، ومجتمعنا لا يزال محافظ مع عاداته وتقاليده في أتباع هدى الله، ونحن اليوم في نطاق توجهنا توجه الإستقلال و الإدراك إننا امه لها حريتها ولها استقلالها ومبادئها ومشروعها، وعشنا ذلك في تعاوننا في مواجهة العدوان والحصار السعودي والامريكي، وبعد الاعتماد والتوكل على الله ساهم ثمرة التعاون لشعبنا في فشل وهزيمة العدوان وتحقيق أهدافه، إن التعاون الواسع من قبل ابناء شعبنا في كل المجالات كان هو الثمرة الإيجابية والثمرة الطيبة للصمود في وجه العدوان ، الاسلام يدفع نحو التعاون في كثير من المسئوليات من الجهاد في سبيل الله وفعل الخيرات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبركة هي في التعاون.. 

 

علينا في شعبنا ولأمتنا هو التعاون على البر والتقوى وفي مختلف المجالات، وخاصة في المجال الاقتصادي ، واعتمادنا على الله وتعاوننا يمكننا أن نواجه اكبر حرب اقتصادية، وعلينا تجميع رؤوس الأموال، ليستفيد الجميع وتغطية كافة الاحتياجات، وبناء مؤسسات وشركات اقتصادية مساهمة، والبعض قد جمع بالنصب 40 مليار ريال، ولكن عندما نأتي للنشاط الاستثماري والتعاوني التساهمي، سوف يحل مشكلة الفقر ويقوي عملية الإنتاج في الداخل وتوفير الأعمال لليد العامله، وتعاون الدولة والتجار، مع بقاء مساحة كبيرة من المواطنين، وهذا ما ينبغي عليه العمل الرسمي، والميدان الاقتصادي أصبح ميدان صراع، ومع الاعتماد على الله، وعلى مستوى التوجهات والسياسات والسعي لتقليل التكلفه وتطوير ارتفاع الجودة، و سياسات إلزام التجار بالمنتج الداخلي وتسَويقه، وهذا يعالج البؤس والحرمان، و الجانب الاقتصادي اذا تم تفعيله وفق توجيهات الله سبحانه وتعالى سوف يحل مشاكل كبيرة وحقيقة، تفعيل التعاون الخدمي على مستوى القرى و المديريات والمحافظات، و المبادرات المجتمعية يجب أن توسع وتدعم وتنظم، وعلى مستوى الجانب الاجتماعي في حل المشاكل الاجتماعية والحد من الظواهر السلبية، وتحصين المجتمع من الفساد الاخلاقي ، والتعاون على البر والتقوى، والحفاظ على العادات والقيم الأصيله ولدى اليمن موروث يمني فطري، والتعاون على تيسير الزواج، والتعاون في الرحمة، التعاون يعبر عن الوعي، والتعاون لا يلغي خصوصية وملكية الفرد، والتعاون له ثمرته وقيمته في كل شئ.. 

 

وبقدر ما للتعاون من أثر إيجابي عظيم لصالح المجتمع في دينة ودنياه، هناك خطورة كبيرة وسيئة في التعاون على الإثم والعدوان، التعاون في نشر الفساد والمنكر، والعدوان تتعاون على العدوان على شعبنا وكأن الظلم كبيرا والاثم عظيم، والاجرام كبير كذلك ظلم الشعب الفلسطيني والاضرار به، والتعاون في الإثم والعدوان في اي مستوى، هو محرم شرعا، لأن وزرة وضررة كبير، وعلى الناس أن يتعاونوا على البر والتقوى في اي مجال وفي أي عمل وهذا ما يضبط عملك وجهدك وعلاقتك مع الآخرين، وان لا تتعاون مع احد على الإثم والعدوان، حتى في مواقع التواصل الاجتماعي وهي أكثر مكان للتعاون على الإثم والعدوان، واصبحت مواقع تواصل الإثم والعدوان التي تحبط الأعمال الصالحة، واصبحت من الميادين التي يتطلب فيها التعاون لمواجهتها.. 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر