مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لكن بالرغم من هذا الحجم الإجرامي، الذي لم يعد يليق بأحد أن يسكت عنه، على مستوى الانتقاد، التصريحات، البيانات، الإدانات، لكن لا يكفي ذلك، هذا الإجرام الفظيع جدًّا لا تكفي في مقابله بيانات استنكار وتصريحات تنديد، ولا تعبير عن الانطباعات والمشاعر، أنه يحزننا، يؤسفنا، والاكتفاء بذلك، لا يكفي أبداً، لابدَّ من مواقف عملية، وإجراءات عملية.

العدو الإسرائيلي يتكئ تماماً بظهره إلى الأمريكي، ثم لا يبالي بما يصدر في كل العالم من أصوات، تنديدات، إدانات، استنكار، مع أنه يقلق الصهاينة، ما هناك من استياء شعبي عالمي واسع، تنتج عنه كراهة لهم، نظرة إليهم بعين الحقيقة، كمجرمين، متوحِّشين، سيئين، هذا يقلق العدو الإسرائيلي، ويحاول أن ينشط في حرب دعائية، يحاول أن يُجَمِّل فيها وجهه القبيح جدًّا، والإجرامي جدًّا، البشع للغاية، لكنه فاشل، يعني: حجم الإجرام رهيب جدًّا جدًّا.

لكن مع كل ذلك ربما الكثير من البلدان، من الحكومات والأنظمة في مختلف القارات، هم يدركون أيضاً أن انتقاداتهم تلك لا تكفي، وأن وضع حد للإجرام اليهودي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني لابدَّ فيه من إجراءات عملية، لكن كثيراً من البلدان يعتبرون أنفسهم- وبالذات غير الإسلامية- أن المعني الأول في أن يتصدر الساحة، وفي أن يكون له مواقف عملية، هم المسلمون، وفي الوسط الإسلامي: العرب بدايةً؛ لأن بعض البلدان قد يعتبر نفسه أنه ليس معنياً لأن يكون عربياً أكثر من العرب، وأن يكون مهتماً بقضايا المسلمين أكثر من المسلمين أنفسهم، عليهم هم مسؤولية تجاه أنفسهم، ما الذي ينقصهم؟ أُمَّة ملياري مسلم، تمتلك كل القدرات المادية والمعنوية، كل الإمكانات لأن يكون لها مواقف قوية.

ولهـذا الكل في العالم، ممن قد يتعاطف مع الشعب الفلسطيني، أو يهوله حجم الإجرام اليهودي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، هم ينظرون باستغراب إلى موقف المسلمين، هذه الأُمَّة أُمَّة الملياري مسلم، إلى العرب بين المسلمين، الذين هم مئات الملايين، ويمتلكون أيضاً كل المقومات اللازمة لأن يكون لهم موقفٌ رادعٌ وحاسم.

ولـذلك نعود إلى المشكلة والمعضلة الكبرى، وهي: الخذلان، خذلان المسلمين في معظمهم، حالات الاستثناء حالات محدودة، في الوقوف الصادق مع الشعب الفلسطيني؛ لكن الحالة العامَّة هي الخذلان، وفي المقدِّمة العرب، الخذلان الرسمي أولاً، ويتبعه الشعبي، والشعبي متأثر بالموقف الرسمي، وفي معظم البلدان هناك قرار رسمي، قرار رسمي بتجميد أي موقف شعبي، وأن تكون الحالة السائدة هي حالة الصمت، الجمود، الركود، التجاهل لما يجري، مجرَّد التعاطف من البعض قلبياً وشعورياً ووجدانياً، انطباعات ومشاعر دون أي مواقف عملية، وهذه حالة رهيبة جدًّا؛ ولـذلك ينبغي أن نُسَلِّط الضوء على هذه النقطة: لماذا هذا التخاذل العربي والإسلامي؟

حجم ومستوى ما وصل إليه الطغيان، والظلم، والإجرام اليهودي الصهيوني على الشعب الفلسطيني، أسهم فيه- بلا شك- التخاذل العربي، والحالة أكثر من التخاذل، هي إلى درجة الموقف السيء الرسمي العربي، في معظمه، نحن نتحدث عن الحالة الأغلب.

لإدراك ومعرفة سلبية الدور الرسمي العربي، وأنه ليس فقط يخذل الشعب الفلسطيني، ولا يقدِّم له الدعم، ولا المساعدة، ولا العون؛ بل أكثر من ذلك: أنه يدعم العدو الإسرائيلي، لإدراك هذه الحقيقة؛ فلتعرف يا كل عربي، ويا كل مسلم، أن:

  • الطائرات الإسرائيلية، التي تلقي القنابل الأمريكية على الشعب الفلسطيني لإبادته في قطاع غزَّة، هي تتحرَّك معتمدةً على الوقود من النفط العربي، من نفط العرب، الطائرات الإسرائيلية تتحرَّك بنفط العرب، الدبابات الإسرائيلية تتحرَّك لاجتياح قطاع غزَّة، وقتل أبناء قطاع غزَّة، الشعب الفلسطيني العربي المسلم، بالنفط العربي، وقودها من النفط العربي.

و [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية

الخميس: 6 صفر 1447هـ 31 يوليو 2025م

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر