مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي:
"لقد انطلق هذا المشروع القرآني من واقعٍ معروف (واقع المعاناة) فهو مشروع أصيل، لم يأت كترف فكري، أو عمل هامشي، أو خطوة ليس هناك حاجة إليها "لا"، انطلق في مرحلةٍ الأمة بحاجة إلى موقف، لا بد للناس من موقف، البديل عن الموقف ما هو؟ حالة اللاموقف، التي تعني الاستسلام، تعني الصمت، تعني الخضوع، تعني أن نترك المجال لصالح الأعداء ليعملوا هم كل ما يشاؤون ويريدون، يعني إفراغ الساحة من أي مشروعٍ يناهض مؤامراتهم ومكائدهم وهذا بالضبط هو ما يريدونه. 
هم أرادوا لنا كأمةٍ مسلمة أن يكون واقعنا هكذا، واقعاً فارغاً من أي مشروع يناهضهم ويناهض مكائدهم، أرادوا لساحتنا العربية، لساحتنا الإسلامية أن تكون ساحةً يسودها الصمت، والاستسلام، والخضوع، وأرادوا لنا كأمةٍ مسلمة - وهي أمة كبيرة جداً، مئات الملايين من المسلمين - أن نكون قطيعًا كالحيوانات، يقتلون منا، ويستعبدون، ويأسرون، ويسفكون الدماء، ويمررون المؤامرات تلو المؤامرات، ويفعلون بنا ما يشاؤون ويريدون وهم مطمئنون كل الاطمئنان أنهم لن يُقَابَلوا بموقف، وأن حالة الصمت والاستسلام والسكوت والتدجين لصالحهم ستبقى هي الحالة القائمة في واقع الأمة، والمسيطرة على الأمة، والمتغلبة في واقع الأمة. 
ولهذا كان هذا المشروع القرآني مهمًا، وضروريًا بحكم الواقع، بحكم الظروف، بحكم الأخطار، بحكم التحديات، وضروريًا من منطلق القيم والمبادئ التي ننتمي إليها كمسلمين، أن ديننا لا يسمح لنا - حتى لو رضينا لأنفسنا - أن نعيش حالة الذل، وحالة القهر، وحالة الهوان، وحالة الاستسلام، وفتحنا المجال لأعدائنا! وقلنا لهم تفضلوا، فافعلوا بنا ما شئتم! اقتلوا من شئتم! وأْسِروا من شئتم! واهتكوا الأعراض! ودمروا البلدان! وانهبوا الثروات والمقدرات كل هذا لكم! لن يعفينا ذلك من المسؤولية أمام الله، سنُحاسب ونُسأل لأن موقفًا كهذا ـ موقف قائم على أساس الاستسلام والخنوع والخضوع لصالح أعداء الإنسانية والبشرية ـ موقف كهذا هو موقف لا ينسجم بأي حالٍ من الأحوال مع مبادئ الإسلام وقيمه، مع توجيهات الله وتعليماته وأوامره المهمة والعظيمة والمقدسة في كتابه الكريم. 
لذلك من واقع الظروف التي تعيشها الأمة، وهي أمة أبناؤها كبشر لهم إحساس، لهم معاناة، لهم واقع مؤسف، يفرض عليهم أن يتحركوا. الحالة الإنسانية، الإحساس بالكرامة، الإنسانية التي هُدِرت والتي استبيحت، الإحساس بالذل والهوان، الإحساس بالاستهداف الممنهج والشامل يفرض علينا من واقع حسنا الإنساني أن لا نقبل بذلك، وأن لا نصمت تجاه ذلك، وأن لا نخضع إزاء ذلك، وكذلك موقفنا الديني، انتماؤنا الديني، قيمنا الدينية، أخلاقنا الدينية، وفي مقدمتها العزة. 
من أهم الأخلاق في الإسلام والقيم الأصيلة والمهمة التي يجب أن تحافظ عليها الأمة هي: (العزة) الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم والمجيد: 
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون :8]، الله سبحانه وتعالى وهو العزيز يريد لعباده أن يكونوا أعزاء، أراد لهم أيضًا أن يعيشوا بكرامة، وكرّم بني آدم وأراد لهم الكرامة، وعاملهم بكرامة، وقدم إليهم حتى دينه بكرامة، وقدم تعليماته وإرشاداته وتوجيهاته لهم بكرامة، وفيما يحقق لهم الكرامة في الدنيا والآخرة. 

ـــــــــــــــــ ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين- 1439هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر