من المواصفات المهمة التي تميَّز بها، هي: الابتكار والتكيُّف مع الظروف:
وهذا شيءٌ مهم في مدرسة الجهاد، والإيمان، والتقوى، ولها أهميتها الكبيرة جدًّا، عندما ينطلق الناس في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، لهم ظروفهم الصعبة، معاناتهم الكبيرة، يواجهون الكثير من التحديات، لكن بالروحية الإيمانية والجهادية، هم مصمِّمون على أداء مهامهم ومسؤولياتهم، مهما كانت الظروف صعبة، مهما كانت الظروف شديدة، مهما افتقدوا لكثير من الإمكانيات، فهم يتكيَّفون مع الظروف، ويبتكرون ما يلائم ويدعم الموقف من مستوى ما هم عليه من الظروف، وهذا هو الذي يساعد على تحويل التحديات إلى فرص؛ لأن البعض من الناس قد ييأس، قد يصاب بالإحباط، قد يضعف، قد يتراجع؛ لأنه لا يمتلك الحلول تجاه بعض الأمور؛ لكن بعقلية الابتكار، بتفكير الابتكار، وبالهداية من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، يأتي الإبداع، تأتي الوسائل، يأتي المسار البنَّاء، الذي يبني الناس فيه قدراتهم بالتدريج، ويعطيها الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" الفاعلية العالية.
وهذه من المواصفات المهمة، التي أيضاً ينطلق فيها ويحملها من رفاقه، من أسهموا إسهاماً كبيراً جدًّا في تحقيق نقلة فارقة في القدرات والإمكانات، بالرغم من الظروف الصعبة جدًّا، لكنهم لم يستسلموا، ولم يهنوا، ولم ييأسوا، ولم يحبطوا؛ بل اتَّجهوا بالاعتماد على الله، بالثقة بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وعملوا؛ فتحقَّقت النتائج المهمة جدًّا، كما قلنا: نقلات فارقة، وقفزات كبيرة جدًّا هيَّأها الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" بفضله وكرمه، وهو يكافئ، ويعين، ويرعى، ويهدي، ويتدخَّل، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت:69]، في كل المجالات، في كل المجالات، بكل ما تعنيه مفردة (سُبُلَنَا).
ولهذا كان لهذه الروحية: روحية وعقلية الابتكار، التكيُّف مع الظروف، التحويل للتحديات إلى فرص، أهمية كبيرة جدًّا في صناعة هذه النقلة.
لهذا- كما قلنا- هذه المعالم، وغيرها الكثير أيضاً من المواصفات الإيمانية الراقية، هي مدرسة، مدرسة قرآنية، مدرسة قائمة على التوجه الإيماني، والانطلاقة الإيمانية، لها هذه النماذج من الشهداء، والقادة الذين ينطلقون من نفس المنطلق، وإن تفاوتت المستويات، لكن هذه المدرسة مستمرة في إنتاجها، ونماذجها التي تتحرَّك في إطار هذه المسؤولية المقدَّسة، والأداء العظيم.
ولهذا شهيدنا العزيز "رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ" هو من النماذج الراقية في هذه المدرسة، وهو أيضاً من رجال هذا البلد، هذا الشعب، الذين سيخلِّدهم التاريخ، الشهداء العظماء، الذين ضحُّوا بأنفسهم في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في أداء مهامهم المقدَّسة والعظيمة، الذين أسهموا في نقلات كبيرة، وفي إطار مواقف كبيرة، يخلِّدهم التاريخ؛ ليكونوا ملهمين للأجيال، ليكونوا مدرسةً واقعيةً قائمة في الواقع، ويرتبط بهم الناس أيضاً في الاستلهام من إسهاماتهم الروحية والقيمية والأخلاقية.
له أثره في إنجاز ما قد أنجزه، بجهوده، بسعيه، بسعيه الدؤوب، باهتمامه، بمتابعاته، وله إسهامه وأثره في بركة التضحيات هو ورفاقه الشهداء، وما يكتبه الله بهذا العطاء: بعطاء الشهادة؛ لأن الله يكافئ على عطاء الشهادة مكافأة كبيرة:
- للأُمَّة التي احتسبت، وقدَّمت، وصبرت.
- للشهداء أنفسهم في خدمة القضية التي تحرَّكوا فيها من أجل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، واستجابةً لأمره.
هذه التضحيات، وهذا العطاء ازداد بها الشعب والجيش المجاهد (القوَّات المسلَّحة في الجيش والأمن) ثباتاً وصموداً، ليس لها أي أثر سلبي يكسر من معنويات أو إرادة هذا الشعب، لا في قوَّاته المسلَّحة، لا في تعبئته، ولا في جماهيره، وهذا ما يجب أن يستوعبه الأعداء جيِّداً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري
29 ربيع الثاني 1447هـ 21 أكتوبر 2025م



