مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

محمد الضوراني
في كُـلّ عام، تحلّ علينا ذكرى "أسبوع الشهيد".. ليست مناسبةً تقليديةً عابرة، بل محطةً تربويةً كبرى، وذكرى عطرة تذكّرنا بأن الشهداء هم مدرسةٌ خالدة تفيض بالإيمان الصادق، والإخلاص المطلق، والتضحية التي لا تُضاهى.

إن هذه المدرسة هي الحصن المنيع الذي تُزهر فيه قيم الثبات والاستبسال في مواجهة الباطل، بكل أدواته ومؤامراته.

الشهداء هم القُدوة والمثال الحي للرجال الصادقين المؤمنين المجاهدين، الذين صدّقوا ما عاهدوا الله عليه، فقدموا أثمن ما يملكون - أرواحهم - ثمنًا لحرية الأُمَّــة وكرامتها وسيادتها.

إن استبسالهم وصور تضحياتهم ليست مُجَـرّد سطورٍ في كتب التاريخ، بل منهاجٌ عمليٌّ يجسّد القول بالفعل، ويُعلّمنا أن العزّة لا تُوهب، بل تُنتزع بالتضحية.

إن أمتنا تتعرض لاستهداف ممنهجٍ في كُـلّ تفاصيل حياتها من قِبل العدوّ الأمريكي-الإسرائيلي، الذي لا يكلّ ولا يملّ في محاولة اختراق جبهة المقاومة - تلك الجبهة التي تمثّل "جبهة العزة والكرامة"، والتي أخذت على عاتقها مسؤولية صون الأُمَّــة من المخطّطات الشيطانية، ووقف المجرم عند حده.

ولذلك، كانت المقاومة - برجالها الصادقين - السدّ المنيع الذي أفشل المشروع الاستعماري الرامي إلى تدجين الأُمَّــة وإخضاعها، وتفريغها من كُـلّ عوامل القوة والكرامة.

وكان دمُ الشهداء هو الوقود الذي أشعل جذوة الوعي، وحرّك الأُمَّــة من سُباتها، ليصبح الصمود خيارًا استراتيجيًّا، لا مُجَـرّد ردّ فعل.

وتأتي قصة اليمن كنموذجٍ صارخٍ على هذا الصراع الوجودي.

فقد استُهدِف اليمن منذ عقود، وطُلب من أبنائه أن يسلّموا قرارهم وسيادتهم ودينهم للأعداء، ويرضخوا لإملاءاتهم - كما فعلت دولٌ وكياناتٌ عربيةٌ وإسلاميةٌ ارتضت لنفسها أن تكون جزءًا من "مشروع الشر العالمي"، فتركت للمجرم أن يصول ويجول دون رادع.

لكن ثمرة تضحيات الشهداء كانت عظيمة:

فهي التي حمت الأُمَّــة من المخطّط الصهيوني لاستعبادها، وهي التي أوقفت زحف الباطل عند حدودها، وهي التي جعلت من اليمن قلعةً صامدة لا تُهدّد بالوعيد، ولا تُغري بالمال.

الشهداء ليسوا مُجَـرّد أسماء تُتلى في ذكرى سنوية، بل هم عزة الأُمَّــة وكرامتها، وهم صمام أمانها الحقيقي.

وقد فازوا بالمرتبة العُليا عند الله، فـ ﴿أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].

وعلينا جميعًا - أفرادًا ومؤسّسات - أن نكون أوفياء لهذا العهد في أقوالنا وأعمالنا.

فـ صون التضحيات لا يكون بالكلمات فقط، بل بالتمسّك بالمبادئ التي سقطوا؛ مِن أجلِها، والاستمرار في طريق المقاومة، والثبات على الحق، ورفض كُـلّ مشاريع الإذلال والتبعية.

فلنجعل من "أسبوع الشهيد" فرصةً لتجديد العهد:

عهدَ الوفاء، عهدَ الصمود، عهدَ رفض الهوان.

فطريق الشهداء هو طريق العزة الذي يصونُ الأُمَّــة، ويحميها من كُـلّ شر، ويبقيها حرةً كريمةً، سيدةً على قرارها إلى الأبد.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر