فندرك قيمة هذا الشهر المبارك؛ باعتباره بكله موسم خير وبركة، وفيه هذه الليلة، التي لها هذه الأهمية وهذه العظمة، ولندرك أيضاً أهمية القرآن الكريم، أهمية القرآن الكريم، الله “سبحانه وتعالى” عندما قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، يبين لنا أهمية هذا الشهر من جانب، وأهمية القرآن الكريم من جانبٍ آخر، والتلازم فيما بينهما، التلازم فيما بين هذا الشهر في محطته ودوره التربوي، دوره التربوي، وأثره الروحي، وفي العلاقة مع القرآن الكريم، الإنسان بالفعل يكون مهيأً في شهر رمضان المبارك- بأكثر من غيره- للاستفادة من القرآن الكريم، مع أنَّ علاقتنا بالقرآن الكريم، علاقتنا بالتقوى، علاقتنا بالدين الإلهي، هي علاقة حياة، علاقة حياة، لا تختص بشهرٍ، ولا بزمنٍ، ولا بمحطةٍ معينة، لكن هذا البرنامج الإلهي، هذه التدبيرات من الله “سبحانه وتعالى”، وهذه الفرائض، وهذه المواسم التي تأتينا، موسماً له بركة معينة، له أثر معين، هي محطات ذات أهمية كبيرة، نتزود منها أكثر فأكثر، فيمكننا في شهر رمضان المبارك أن نعزز من صلتنا بالقرآن، والتي يجب أن تكون صلةً دائمة، لكن أن نعزز منها أكثر، أن نقوِّي هذا الارتباط بالقرآن الكريم ككتاب هداية، هنا الفجوة، هنا الفجوة، الغائب إلى حدٍ كبير في واقع المسلمين هو العلاقة القوية بالقرآن الكريم ككتاب هداية، يعودون إليه للاهتداء به في كل شؤون حياتهم، في مسيرة حياتهم، في مواقفهم، يعطونه أولويةً مطلقةً، وهيمنةً ثقافيةً على ما سواه؛ لأن الله جعله مهيمناً حتى على كل كتبه السابقة، فيرجعون إليه، ويجعلون له هيمنته الثقافية على كل ما بين أيديهم، من أفكار، من ثقافات، من مفاهيم، يعملون على إعادة تصويبها ومعايرتها، وفقاً للقرآن الكريم، وبما يتفق مع القرآن الكريم؛ لأنه نور الله، هديه لعباده، من خلاله يرشدنا الله “سبحانه وتعالى” ويعلِّمنا ما نفرق به بين الحق والباطل، بين الخطأ والصواب، ما يُبنى عليه الفرقان في حياتنا.
لاحظوا؛ واقع المسلمين اليوم، يعيشون حالةً مأساويةً في شؤون حياتهم بشكلٍ كامل، الشتات، الفرقة، الاختلاف، التباينات: التباينات الثقافية والفكرية إلى حد كبير جدًّا، التباينات في الاهتمامات، في المشاريع، في الأعمال، في التوجهات، في المواقف، فرقة وشتات إلى حدٍ رهيب، وكلٌّ يأتي ولديه أولوياته واهتماماته وبرنامجه وعناوينه، ويحاول أن يفرضها في الساحة، وأن يقدِّمها في الساحة، الكل بحاجة إلى الاهتداء بالقرآن الكريم، وإعطائه أولوية، والإذعان لهديه، والتجرُّد أمام القرآن الكريم من كل تأثيرات ثقافية أخرى؛ ليكون ما يأتينا من خلال القرآن الكريم هو الذي نتقبله، ونهتدي به، ونجعله الأساس الذي نعتمد عليه، هذه مسألة مهمة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
تهيئة لقدوم شهر رمضان المبارك 1442