فأهل الكتاب من اليهود والنصارى، وفي الفترة الزمنية الطويلة، الممتدة ما بين بعثة نبي الله عيسى “عليه السلام”، إلى بعثة خاتم الأنبياء رسول الله محمد “صلى الله عليه وعلى آله”، تعاظم مع الزمن الانحراف فيهم على مستوى الالتزام والعمل عن رسالة الله تعالى، في مبادئها، وقيمها، وأخلاقها، وتعاليمها، ثم مع ذلك تعاظم تحريفهم على المستوى الفكري والثقافي، وفيما يقدمونه باسم الكتب الإلهية وباسم الأنبياء، ويحسبونه على الله تعالى؛ لشرعنة الانحراف العملي، وللترويج للباطل، فتورطوا في جرائم رهيبة، وفي مقدمتها افتراء الكذب على الله تعالى، ولبس الحق بالباطل، والكتمان للحق، والتحريف لكلمات الله تعالى عن مواضعها، قال الله تعالى في القرآن الكريم مبيناً لحالهم ذلك: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: من الآية75]، وقال تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا}[النساء: الآية50]، وقال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: الآية78].
ولذلك فقد اندمجوا مع الطاغوت، وأصبحوا جزءًا من الواقع الجاهلي الذي طغت فيه الأهواء والمفاسد والرذائل والمظالم؛ أما ما بقي من الشعائر الدينية ونحوها فقد كانت مجرد طقوسٍ مجردةٍ من أثرها في الواقع، بعد تضييع الرسالة الإلهية كمنهجٍ للحياة، فكان البديل هو الجاهلية التي طغت بظلمها وظلامها، وأصبح الواقع البشري مأساويًا وكارثًا، والخطورة تزداد يوماً بعد يوم، وتهدد مستقبل الإنسانية التي اقتربت مسيرة حياتها على الأرض من النهاية؛ لاقتراب الساعة وأزوف القيامة، فأتت رحمة الله “سبحانه وتعالى” لإنقاذ وخلاص البشر بخاتم أنبيائه رسول الله محمد “صلوات الله عليه وعلى آله”.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
مناسبة ذكرى المولد النبوي 1442هـ