مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وصل الأمر إلى أنَّ يهودياً في زمن الملك الأموي هشام بن عبد الملك بن مروان قام بالسب للرسول -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- في مجلس هشام وبحضرته، وبدون أن يكون لهشام هذا أي موقف، حتى موقف اعتراض أو استياء مما يقوله اليهودي، ومما يوجهه من سب وإساءة إلى الرسول -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، الإمام الشهيد زيد بن عليٍّ -عليه السلام- كان حاضراً؛ لأن هشاماً كان قد استدعاه من المدينة المنوَّرة استدعاءً إجبارياً وحضر، فسمع ذلك اليهودي وانتهره، وعندما انتهره غضب هشام وانزعج من الإمام الشهيد زيد بن عليٍّ عليهما السلام، وقال له: (مه)، أو في بعض الروايات: (صه، لا تؤذِ جليسنا يا زيد)، إلى هذا المستوى: أنه ينزعج- وهو يقدِّم نفسه أنه الحاكم على بلاد المسلمين وعلى الأمة الإسلامية- ينزعج أشد الانزعاج من ازعاج اليهودي الذي سبَّ رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، نرى كيف وصلت حالة الانحراف: أن يكون اليهودي هذا عند هشام أهم من رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، وأن ينزعج من الإساءة أو من الانتقاد لهذا اليهودي، وهو في الوقت نفسه يسب رسول الله، المشكلة معه هي على ماذا؟ على أنه يسب رسول الله، ويسيء إلى رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، فينزعج هشام أشد الانزعاج، ويمنع من توجيه التهديد والانتقاد لهذا اليهودي، هذه حالة رهيبة جدًّا، تكشف لنا مدى الانحراف، وعندما يصل الأمر إلى هذا المستوى، أي حرمة للأمة، أي قدرٍ للأمة، أي قيمة للأمة الإسلامية لدى شخصٍ هو بهذه النفسية، لديه هذا التوجه، لديه هذا التفكير، لديه هذه النظرة؟!

 

إذا كان من هو في موقع الحكم، موقع السلطة، موقع القيادة للأمة، ويتربع على رأس الدولة الإسلامية، إذا كان لا يحمل ذرةً من الاحترام لرسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، ولا من الاحترام للقرآن الكريم، ولا من الاحترام للمقدسات الإسلامية، يتجرأ حتى على رمي الكعبة المشرَّفة بالمنجنيق، وعلى حرقها بالنيران، هل يمكن أن يكون للأمة نفسها أي قيمةٍ لديه في أي شيء: في حياتها، في قدرها، في حريتها، في كرامتها؟ هل يمكن أن يحمل ذرةً من الاهتمام بأمر الأمة فيما فيه خيرها وصالحها؟ لنرى الارتباط المهم جدًّا ما بين مسألة القيمة الدينية والأخلاقية لمبادئ الأمة ومقدساتها، وما لذلك من علاقة في قيمة الأمة نفسها، فمن يصل به الحد إلى أن يكون على هذا المستوى من الاستهتار والاستخفاف والاحتقار واللامبالاة تجاه أقدس مقدسات الأمة، وأعظم مبادئ الأمة، وما يمثِّل أهميةً دينيةً وقيمةً إنسانيةً وأخلاقيةً لهذه الأمة، هل يبقى للناس لأبناء هذه الأمة عنده أي قيمة، أي قدر، أي أهمية؟ كلا، وإذا كان مقام اليهودي عنده أكثر أهمية من مقام رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، وهو سيحترم هذا اليهودي، وسيكون على علاقة بذلك اليهودي، واحترام وإصغاء لذلك اليهودي وهو يوجه الإساءة إلى نبي الإسلام، وإلى مقدسات المسلمين، هل يمكن لمثل هذا أن يكون مؤتمناً على هذه الأمة في قراراتها، في سياساتها، في مواقفها، في توجهاتها؟ هل ينبغي للأمة أن تكون تابعةً أو طائعةً أو متجهةً اتجاه من لديه هذه الحالة من الانحراف، وهذا المستوى من الابتعاد عن منهج هذه الأمة؟ هو في نهاية المطاف أصبح في الموقع الذي يعادي فيه هذه الأمة، وأصبح على النقيض مما عليه هذه الأمة في مبادئها، في قيمها، في وجهتها، له وجهة أخرى، هو في صف أعداء هذه الأمة.

 

من يعادي هذه الأمة، يعادي مقدساتها، رموزها، مبادئها، رسولها وكتابها ودينها على المستوى الإجمالي، هو عدوٌ للأمة بما تعنيه الكلمة، هو أكبر عدو لهذه الأمة، الذي يقف إلى جانبه وفي صفه، يتحالف معه، يدخل معه في علاقات، يصغي له، يجعل ما هو منه أهم من هذا الإسلام بكله، هو في الموقف المعادي لهذه الأمة، والذي يشكل خطراً وتهديداً على هذه الأمة في واقع حياتها، في أمنها، في اقتصادها، في واقعها الاجتماعي… في واقعها كله، فيما يتعلق بالجانب الثقافي والفكري: هو يشكل تهديداً، هو يتحول إلى مصدر انحراف وتحريف، وتضليل وإفساد، وهذه الحالة هي تشكِّل خطراً كبيراً على الأمة، فهناك ارتباط كبير جدًّا في حالة الانحراف والتحريف الذي يصل في ذروته إلى هذا الاستهتار بالرسول والقرآن والمقدسات، ارتباط وثيق بين هذا الانحراف وبين السلوك والتعامل مع هذه الأمة، ومن هنا نفهم كيف أمكن لأولئك أن يسعوا إلى تضليل هذه الأمة إلى حدٍ كبير، وإلى تقديم صورة مختلفة عن حقيقة الإسلام، وعن ثمرته العظيمة في واقع الحياة.

 

فالدور الأموي الذي بلغ الذروة على المستوى التاريخي في الانحراف والتحريف، إلى درجة المساس بهذه المقدسات العظيمة، إلى مستوى هذا الموقف السيء من النبي -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، من القرآن الكريم، من المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة، نجد أنه بقي له امتداده في واقع هذه الأمة، وأنه لولا أنه قوبل بالتصدي والمواجهة؛ لكان غيَّر واقع الأمة على نحوٍ تام، لكانت هذه الأمة قد خسرت إسلامها بالكامل، وأصبح لها شكل آخر جدًّا في كل واقعها، لما بقي للحق صوتٌ، ولا للهدى راية، وإنما كانت نعمة الله -سبحانه وتعالى- ورحمته وحكمته بما أنعم به على هذه الأمة من امتداد لخط الهداية الذي يمثل الإسلام المحمدي الأصيل، والنهج القرآني الأصيل والصحيح.

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر