مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبدالفتاح حيدرة 
في المحاضرة الرمضانية الثامنة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه)  للعام 1444هـ ، حول موضوع الحث على الدعاء لله ، لأن الانسان بحاجة لذلك، وشهر رمضان من المناسبات المميزة للدعاء كونه شهر القرب من الله والإقبال لله بالدعاء، لأن الدعاء من الأدوات التي تقرب للتقوى، والله هيئ الاستجابة للدعاء، وخص موسم رمضان الاستجابة أكثر وهو فرصة مهمة، والكثير من الناس في الظروف الصعبة يلجئون بالدعاء لله، لأنه القادر وحده على كشف الكرب، وهذا يحصل حتى عند واقع غير المؤمنين، والناس بشكل عام في حالة الضر يلجئون لله سبحانة وتعالى بالفطرة ، ولكن الكثير بعد ذلك يتنكر، والله وحدة هو المقتدر على من ينقذهم، وهو الرحمن الرحيم وهو من يكشف السوء، وما يميز الحياة الايمانية والمؤمنين في دعائهم هو عدم الالتجاء لله في حالة الضر فقط، فالمؤمن يرجع لله في حالة الاضطرار والشدة وفي الرخاء واليسر، في كل الأحوال منيبا لله، وبالنسبة للمؤمن فإن الدعاء حالة وصلة عبادة، والشعور بالعبودية لله، والتوجه لله في كل مسيرة حياته، ومن منطلق إيماني يرجو الله ويحبه ويأمل رضا الله، ومشاعر المؤمن مميزه في الدعاء تأتي في مختلف الحالات، فالمؤمن وجهته لله في كل همومه، وعبادته منتظمه.. 

إن دائرة الاهتمامات في الدعاء مختلفه، فالكثير لا يتذكر الله الا عند المشاكل والكرب ، ويغفلون عن الله بعد رحمة الله عليهم ، الانسان المؤمن اهتماماته واسعه بالدعاء ويطلب المغفرة دائما، لإنها من الاحتياجات المهمه له، ويحمل المؤمن هذا الوعي، ولهذا نجد في دعاء الأنبياء والرسل والصالحين طلب المغفرة في مقدمة دعائهم دائما، ويطلبون العون في دينهم، ويطلبون ان يفرغ الله عليهم الصبر في أداء مهامهم الايمانية، ويطلبون من الله النصر في ميدان العمل، وعند الشدائد والمحن، فالمؤمن في دعائه دائرة اهتماماته واسعه، بل يشمل اهتمامه الفوز برضوان الله والجنة، لأنه يدرك أن هذه الأمور مهمة، وليس مثل من يحصر نفسه و اهتمامات دعائه في الدنيا، فهؤلاء لا يركزوا على حياة الآخرة، والتي هي أكثر اهمية، الله سبحانه هو المبتدء للناس بالنعم والرحمة الواسعه، ونعيش بالطافه في كل ظروف حياتنا، ومن عظيم رحمته وكرمه ان فتح لنا باب الدعاء، ويأذن لنا بالدعاء ويخاطبوه ويطلبوا منه َ، ويأمرهم بذلك ويحثهم على ذلك، وفتح باب الدعاء لكل عبادة، وهذه نعمة كبيرة وهو سبحانة الودود والرحيم و ارحم الراحمين، الله فتح لنا باب الدعاء وامرنا به وليس بطريقة صعبه بل في كل وقت وفي كل حال، ويسمعك الله أينما كنت واينما انت، والله أمرنا بالدعاء، وهو يستجيب لنا وهذا وعد منه سبحانه، وهو الحي الذي لا يموت، مخلصين له الدين، وهو سبحانه وتعالى لم يربط مسألة الدعاء بطريقة معينه.. 

لقد هيئ الله سبحانة اوقات فيها فرص الدعاء اكبر ومنها حالة الضر والشدة، ولا ييئس ولا  يقنط الانسان فيها ، فإذا حضرت الشدة والاضطرار والكرب فهي من مقامات الاستجابة للدعاء لقبوله، ومن مقامات الاستجابة الصلوات وشهر رمضان وفي ميادين الجهاد و ليلة القدر ووقت نزول الغيث، والدعاء آدابه ففي كل الاحول يجب أن يكون الإنسان مركز ومقبل لله، وفي حالة الدعاء يجب أن يقبل الانسان بتضرع وخضوع وتذلل ويحمل مشاعر التذلل والرغبة لله والعبودية لله، ومن آداب الدعاء لابد من الاستقامة في العمل والتصرف، وحمل مشاعر الخوف والرهبة من التقصير ومن المعاصي ومن آثار الذنوب ووعيد الله، والدعاء لله بالطمع بالاستجابة من الله وبدون يأس، حمل روحية ومشاعر الرجاء مشاعر إيمانية اساسيه وهي تعبر عن حسن الظن بالله، وغير ذلك هو سوء ظن بالله والعياذ بالله، وكن محسنا ومستقيما ومسارعا بالخيرات وادعو الله، فسوف تجد رحمة الله قريبة منك، وثمرة الدعاء ونتيجيته مؤكدة في الدنيا والآخرة ، اي لابد منها، والله وعد بذلك، والدعاء يدفع الكثير من المصائب والمشاكل.. 

لقد عرف اهل الجنة ان اهم ما اوصلهم للجنة هو الدعاء لله بالمغفرة ، والله يذكر اهل النار وهم في النار كيف كان المؤمنون يدعو الله وهم يسخرون منهم ، ففي الدنيا يقول الله (ادعوني استجب لكم) وفي نار جهنم يقول لأصحابها (اخسئوا فيها)، هذا هو سبب التسويف، فالانطلاق و الاستجابة لله بكل أمرنا ودعانا اليه والإيمان بالله هو الخير لنا في هذه الحياة، ان رحمة الله قريبة من المحسنين، فلا تدعوا الله بأثم، فالله يستجيب الدعاء في نطاق حكمته وتدبيرة، وهكذا فإن نطاق ثمرة الدعاء واسعه، وعلى الانسان ان يتوجه بالاستجابة العملية لله، والدعاء ليس بديلا عن العمل، واليأس من روح الله هي حالة خطيرة جدا، وشهر رمضان المبارك نعمة عظيمة الاستجابة للدعاء والانتباه لليلة القدر..


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر