شاهر أحمد عمير
في زمن تتكشّف فيه الحقائق وتتساقط الأقنعة، يقف العالم اليوم على أعتاب معركة ستغيّر وجه التاريخ، معركة ليست كباقي المعارك، بل معركة فاصلة بين محور الهيمنة والاستكبار من جهة، ومحور الإيمان والكرامة والحرية من جهة أُخرى.
لقد باتت المؤشرات واضحة لكل ذي بصيرة؛ فالمشاريع الأمريكية والإسرائيلية تتهاوى أمام صمود الشعوب الحرة، وعلى رأسها الشعب اليمني العزيز، الذي قدّم للعالم نموذجًا فريدًا في الثبات والتحدي، وأثبت أن الإرادَة المتصلة بالله لا يمكن أن تُهزم مهما كان حجم العدوان ومهما اجتمعت قوى الطغيان.
ومن يتأمل في الواقع يدرك أن هذه المعركة ليست وليدة اللحظة، بل هي تراكم لسنوات من الظلم والاستبداد، حَيثُ استخدمت قوى الشر كُـلّ أدواتها السياسية والعسكرية والإعلامية لمحاصرة الشعوب وإخضاعها، لكنها فشلت أمام وعي الأُمَّــة الذي بدأ يتشكل من جديد.
لقد أثبتت الأحداث أن القوة المادية وحدها لا تصنع النصر، وأن الإيمان هو أعظم سلاح في وجه الطغاة، وهو ما نراه جليًّا في خِطابات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، الذي يؤكّـدُ دومًا أن النصرَ وعدٌ إلهي يتحقّقُ بالصبر والثبات والوعي، مِصداقًا لقوله تعالى:
﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الأعداء لتفتيت الأُمَّــة وتمزيق صفوفها عبر إثارة النعرات الطائفية والعرقية، نجد محور المقاومة يزداد تماسكًا، ويمتد حضوره في كُـلّ الجبهات من فلسطين إلى لبنان واليمن، في مشهد يعكس وحدة الهدف والمصير.
وبينما يحيي الشعب اليمني الذكرى السنوية للشهيد، تتجدد في النفوس معاني التضحية والعزة والولاء لله، وتُستحضر سيرة أُولئك العظماء الذين تركوا الدنيا خلفهم وساروا بثبات في طريق الحق.
فهم الشهود على صدق هذه المسيرة، والوقود الذي يمدها بالعزم والإيمان.
وكلما اشتدت المعركة وازدادت التحديات، ازداد الأحرار يقينًا بأن النصر قريب، وأن الطغاة مهما تكبّروا وتجبّروا، فإنهم إلى زوال، لأن سنة الله في الأرض لا تتبدل ولا تتحول.
إن القادم يحمل بشائر عظيمة، فالمعركة الفاصلة ليست نهاية الطريق، بل بداية عهد جديد للأُمَّـة الإسلامية، عهدٌ تتحرّر فيه من التبعية، وتنهض فيه بقيمها وهُويتها وإيمانها.





.jpg)

