مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر صفر 1447هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:( ليميز الله الخبيث من الطيب)
التاريخ: 1447/2/28ه‍ 2025/8/22م
الرقم: (9)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣-أرسل الله الأنبياء ليكونوا نماذج تطبق هداه في الواقع وأرسل خير الأنبياء ليربي خير أمة بخير كتاب لخير مشروع ولخير غاية. 
2️⃣-في غزوة بني النضير دروس مهمة نحتاجها في وضعيتنا هذه حين يقف المنافقون سندا لليهود في مواجهة الإسلام. 
3️⃣-في كل مرحلة تأتي الأحداث مختبر للناس يتميز فيها الخبيث من الطيب وفي هذه الأيام يحاول العدو الصهيوني إشغال اليمن عن غزة وعن مولد النبي بتحريك أدواته من العفافيش والمرتزقة لإحداث فتنة بين أبناء يمن الإيمان. 
4️⃣-ليس كل أبناء المؤتمر عفافيش بل كثير منهم أحرار وشرفاء ومع وطنهم وقضايا أمتهم وإنما نعني الموالين للأمريكي والإسرائيلي الذين يتحركون معه كأدوات 
5️⃣-السبب الأول لمعاناة المجتمع اليمني هو النظام العفاشي السابق الذي حكم لأكثر من ثلاثة عقود رهن فيها قرار اليمن للخارج وباع ثرواته وسلاحه وأمنه واستقراره وبالمقارنةبين الوضع بداية حكم عفاش ونهايته يتبين لنا في سعرالصرف الذي زاد 55 ضعفا مم انعكس على جميع السلع. 
6️⃣-السبب الثاني هو العدوان الذي دمركل شيء ولا زال هؤلاء المنافقون يتجاهلوه. 
7️⃣-دعوة للخروج مع فلسطين.
➖➖➖➖➖ ➖➖
🔹ثانياً:  خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْهَرَ مِنْ آثَارِ سُلْطَانِهِ وَجَلَالِ كِبْرِيَائِهِ مَا حَيَّرَ مُقَلَ الْعُقُولِ مِنْ عَجَائِبِ قُدْرَتِهِ، وَرَدَعَ خَطَرَاتِ النُّفُوسِ عَنْ عِرْفَانِ كُنْهِ صِفَتِهِ، الحمد لله القائل في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
ونشهدُ أن لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَهَادَةَ إِيمَانٍ وَإِيقَانٍ، وَإِخْلَاصٍ وَإِذْعَانٍ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ وَأَعْلَامُ الْهُدَى دَارِسَةٌ، وَمَنَاهِجُ الدِّينِ طَامِسَةٌ، فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، وَنَصَحَ لِلْخَلْقِ، وَهَدَى إِلَى الرُّشْدِ، وَأَمَرَ بِالْقَصْدِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله تعالى وطاعته، القائل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}، والقائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
عباد الله:
من سنة الله تعالى أن يجعل للأمة التي تحمل مشروعه الإلهي منهجًا لتقديم النموذج الجذاب، منهجًا منه تعالى ومن هداه، تتربى على أساسه، ويرتقي بها لتكون كما يريد الله، ولذا أرسل الله الرسل والأنبياء ليكونوا حملة لذلك الهدى، وليكونوا قدوات ونماذج تجسده قولًا وعملًا في أرض الواقع، وجعل الله رسوله محمدًا صلوات الله عليه وآله خير الأنبياء وخير البشر جميعا ليربي خير أمة بخير كتاب لخير مشروع ولخير غاية.
ولكن عبر التاريخ جنّد الشيطان له أولياء يقفون في وجه الحق وأهله، وفي زمن كل نبي كان للنفاق دوره الخطير السيء في مواجهة الحق؛ فالكفر يواجه الحق من الخارج، والنفاق يواجه الحق من الداخل، وفي الأخير يتحقق ما يريد الله وهو انتصار الحق وهزيمة الباطل رغم كل المؤامرات، ويأبى الله إلا أن يتم نوره على ظلمات الكفر وظلمات النفاق جميعًا ولو كره الكافرون.
عباد الله:
لقد عانى الرسول صلى الله عليه وآله من النفاق والمنافقين الذين تولوا الكفر وحاربوا الإسلام، ومن أعظم المواقف التي نستفيد منها الدروس اليوم هي غزوة بني النضير التي حدثت في العام الرابع من الهجرة حين بدأ اليهود في التآمر على رسول الله، وأرادوا اغتياله؛ فتوجه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بني النضير لحربهم وحصارهم، وتحكي لنا سورة الحشر تفاصيل الأحداث حيث يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ}، وفي ذلك العبرة والدروس المهمة لنا في صراعنا مع أمريكا وإسرائيل، حيث كان بنو النضير قد وصلوا إلى درجة كبيرة من القوة والتحصين، حتى ظن بعض المسلمين أنه لا يمكن اقتحام حصونهم وإخراجهم: {مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا}، وهم ظنوا أنّ ما لديهم من إمكانات وتحصينات

ستمنعهم من بأس الله وضربات المؤمنين: {وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ}.
وهذا ما هم عليه اليوم؛ فقد أصبح بعض المسلمين يرى أنه لا قدرة لأحد أن يُخرج الصهاينة من فلسطين، ولا قدرة لأحد أن يخرج أمريكا وقواعد أمريكا من المنطقة: {مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا}، وظنّ الصهاينة أنّ دفاعاتهم الجوية وقدراتهم المادية تمنعهم من الله، وظنّ الأمريكيون أنّ حاملات طائراتهم وإمكاناتهم مانعتهم من الله، وهيهات أن تمنعهم من بأس الله وضربات أوليائه.
وقد أطبق الرسول الحصار على يهود بني النضير حتى أوشكوا على الاستسلام، ولكن حدث التواصل بين يهود بني النضير وبين المنافقين داخل المدينة؛ فوعدوهم بالوقوف معهم ضد الرسول وأنصاره، قال تعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}، فتراجع اليهود عن الاستسلام وأصروا على حربهم للمسلمين.
وهذا هو الحال اليوم فقد حاصرْنا اليهود حتى أغلقنا ميناء أم الرشراش ولكن هناك من العرب من يشجعهم على إجرامهم كما حدث في الماضي، وهناك من يمدهم بقوافل الغذاء والدعم ممن يسمون أنفسهم مسلمين؛ لأن المنافقين يثقون بالعدو ويؤمنون به أكثر من إيمانهم بالله وثقتهم بكلامه، والمنافقون يثقون بأمريكا ولا يثقون بالله لأنها قد سيطرت على مشاعرهم، وتحقق فيهم قول الله: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
ولكن رغم كل مؤامرات المنافقين وتشجيعهم لليهود إلا أنهم لم يقفوا مع اليهود، ولو وقفوا فلن ينفعوهم بشيء، كما قال الله تعالى: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ . لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ}، وأتى النصر من الله لرسوله رغما عن المنافقين واليهود حين قال: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} واليوم المنافقون يكررون نفس التجربة دون أن يعتبروا بمن سبقهم، ويتحركون كأدوات لليهود دون أدنى تفكير بالعواقب.
أيها المؤمنون:
لقد جعل الله الأحداث أكبر مختبر للناس لتمييز الحق من الباطل ولغربلة الناس وفرزهم؛ ليبقى الحق حقًا يمثل الحقيقة الواضحة، وليظهر الباطل باطلًا مهزوزًا لجلجًا يستقوي بالشيطان الضعيف فيزيده ضعفا ويبطل حين يضربه الحق كما قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}، ودائما يأتي الباطل ليُلبس على الناس بالشبهات والأكاذيب والافتراءات ليحاول إقناع الناس بفكرته الضعيفة، ويحاول التأثير على النفسيات وإفسادها وإذهاب زكائها لكي تقتنع بالتحرك معه؛ لأن النفوس الزاكية الطاهرة لا تقتنع بالباطل ولا ترضاه.
عباد الله:
يحاول العدو الصهيوني هذه الأيام إيقاف أبناء الشعب اليمني عن إسناد إخوانهم في غزة ولكن عن طريق العفافيش المتواجدين في الخارج، وفي مناطق سيطرة العدوان، وقد تبين بكل وضوح أنهم عبارة عن أدوات للأمريكي والصهيوني، وهناك لقاءات جمعتهم مع الصهاينة واعترافات منهم جميعا، والعفافيش المتواجدون في الإمارات والقاهرة وفي المخا وفي مناطق سيطرة العدوان يعترفون أنهم يتحركون ليمنعوا إسناد الشعب اليمني لغزة تحت عنوان زائف هو الملاحة الدولية، وحماية مصالح اليمن من تأثيرات الموقف المناصر لغزة، والمشكلة أنّ العفافيش في الداخل مصرون على ربط أنفسهم بعفافيش الخارج، ليتجه الجميع نحو نتنياهو وخدمة له.
وما يجب أن نعرفه أننا لا نعني بالعفافيش كل أبناء المؤتمر؛ لأن هناك الكثير من أبناء المؤتمر أحرار وشرفاء، وموقفهم هو موقف أبناء شعبهم الحر المؤمن المناصر لغزة، والمجاهد ضد أمريكا وإسرائيل، والرافض بأن يعود اليمن إلى صف الوصاية والتبعية للخارج، ولهم المواقف المشرفة التي ترضي الله ورسوله، وإنما نعني بالعفافيش: المرتهنين للخارج، الذين لا يعتزون بيمنيتهم ولا بإسلامهم ولا مشروع مستقل لهم، بل هم أدوات للخارج فقط، ويستلمون منه مبالغ مالية لإحداث فتنة في الداخل، ويشعلون الفتن القبلية بين قبائل اليمن الأبية ليشغلوها عن غزة وقضايا الأمة بقضايا ثارات وعصبيات وغيرها، ويحاولون زعزعة الأمن والاستقرار ليشغلوا الدولة عن مساندة غزة.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
نحن نقولها بكل وضوح: أنّ هؤلاء باعوا أنفسهم للشيطان، ويحاولون اللعب بمشاعر الناس، والحديث عن الجانب المعيشي الذي يعانيه المجتمع اليمني، ويظهرون كأنهم مهتمون بوضع الشعب اليمني الذي لم يبالوا به خلال أكثر من ثلاثة عقود، وصحيح أنّ الكل يعاني لكن يجب أن نبحث عن الأسباب الجذرية لتلك المعاناة، وسنجد أنّ أول تلك الأسباب هم هؤلاء الذين حكموا اليمن لأكثر من ثلاثين عاما، ولو كانوا صادقين مع الشعب اليمني لأوصلوه خلالها إلى دولة عظمى وقوة لا تقهر، لكنهم أضعفوه وأفقروه ونهبوه وأهانوه، وقد استلموا الحكم وسعر الدولار بأربعة ريال ونصف، ولم يغادروا الحكم إلا وقد أوصلوه إلى قرابة مائتين وأربعين ريال مقابل الدولار بمعنى أنه ارتفع أكثر من ثلاثة وخمسين ضعفا؛ فهل كان هذا بناء للشعب وحفاظا على مصلحته؟! وحين يأتي الإنسان ليقارن بين أسعار السلع الغذائية بداية حكم عفاش ونهايته فماذا سيجد؟ وكم أصبح الفارق في أسعار القمح والسكر والأرز وغيرها؟! وبعد أن كانت اليمن مكتفية ذاتيا في كثير من السلع الغذائية حدث تدمير للبنية الزراعية، وأدخلوا اليمن في اتفاقيات تمنع بموجبها اليمن من زراعة المواد الضرورية خاصة القمح، حتى أصبح اليمن مستورد للقمح الأمريكي.
وخلال ثلاثين عاما: أين المصانع التي تشغل اليد العاملة وتحقق قفزة للاقتصاد والاكتفاء الذاتي؟ وأين المستشفيات التي لا يحتاج الإنسان اليمني معها إلى السفر للخارج؟! وقد كانوا مجرد عصابة تعمل لصالح العدو الخارجي، حتى وصل الحال إلى أن تهيمن على اليمن امرأتان أمريكيتان فتسلب اليمن قوته الصاروخية للدفاع الجوي، وهيمن السفير الأمريكي على كل شيء، وكل فترة كانت تُرفع على المواطن جرعة اقتصادية دون أن يكون هناك عدوان ولا حصار، وبحسب تقارير الأمم المتحدة فإنّ الثروة التي نهبها عفاش وحده من ثروات الشعب اليمني بلغت ستين مليار دولار، ولو وزعت على أربعين مليون لكان نصيب كل فرد ألف وخمسمائة دولار، وفي الأيام الماضية أقاموا عرسًا في القاهرة بتكلفة ستة وعشرين مليون دولار ثم تجدهم يتباكون على الشعب اليمني ويذرفون دموع التماسيح، وهم الذين لم يكن للشعب اليمني لديهم أي قيمة خلال تلك السنوات الطويلة وحتى الآن، ولم يهتموا بثروته التي باعوها للأجانب بأبخس الأثمان كصفقة الغاز، ولم يبالوا بكرامته ولا بسلاحه ولا بأمنه واستقراره، وما يهمهم فقط هي المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، ولا همّ ولا قيمة عندهم لليمن ولا لليمنيين.
المؤمنون الأكارم:
السبب الثاني للأوضاع المعيشية الصعبة والذي يتجاهله المنافقون من العفافيش هو العدوان الذي استمر لثمان سنوات، حيث قتل وجرح الآلاف، ودمر البنية التحتية بما يقارب الثلاثمائة ألف غارة، وفرض حصارًا لا يزال حتى الآن، ثم تبع ذلك عدوان أمريكي إسرائيلي ما يزال حتى الآن، ثم يتجاهلون كل ذلك؛ لأنهم مؤمنون بأمريكا أكثر من إيمانهم بالله، ويرونها كبيرة وتستطيع أن تنفذ كلما تريد، وهم بعيدون عن الله ولا يثقون به، وأصبح واقعهم كما قال الله: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ}.
ورغم العدوان والحصار وكل المؤامرات فإننا لو قارنا بين الواقع في المناطق الحرة والمناطق المحتلة في الجنوب فإننا سنجد الفارق الكبير في أسعار الصرف، وفي أسعار السلع الغذائية، وفي الخدمات، وفي الأمن والاستقرار، ولذا فنحن نقول لكل من تسول له نفسه التآمر مع الصهاينة والأمريكيين أننا سنتعامل معهم كما قال الله لرسوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، ونحن نحذر كل من يريد أن يعيق موقف الشعب اليمني المشرف تجاه غزة، ونحذر كل من يقف مع الصهاينة تحت أي مبرر.
عباد الله:
من علامات النفاق السيئة في العفافيش: أنهم يفتعلون الأزمات في كل عام في الأيام التي يحتفل فيها الشعب اليمني بمولد رسول الله؛ لأن من أهم أهدافهم هو إفشال هذه المناسبة العظيمة، وقد فضحهم الله بأنهم أولياء لليهود والنصارى وأعداء لله ولرسوله ولأبناء الشعب اليمني أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله.

المؤمنون الأكارم:
ختاما: ندعوكم بدعوة الله ودعوة كتابه ودعوة المستضعفين للخروج في كل جمعة جهاداً في سبيل الله ونصرة للمستضعفين من عباده، فالله الله في مواصلة النفير والخروج كباراً وصغاراً، والحذر الحذر من التفريط فأنتم أنصار الله ورسوله والمؤمنين المستضعفين وللمقدسات، وأنتم حزب الله الغالبون ولو كره الكافرون.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن، وانصر مجاهدينا في البر والبحر، وفي كل الجبهات والثغور والميادين، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين 
بديـوان عــام الــوزارة.
------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر