عبدالفتاح حيدرة
في المحاضرة الرمضانية الخامسة عشرة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، تحدث حول بعض النقاط المهمة حول خطورة ذنب التكبر، الذي هو ذنب ابليس وسبب ورطته وخسارته، وإذا كانت حالة التكبر الذي قد تحصل للإنسان حتى في حالة الايمان فإنه يؤثر على نفسيته تأثير بالغ ويفسدها وتغيره تغييرا خطيرا ، فيتحول من واقع إيماني إلى واقع آخر وهو واقع الكفر والذي هو أعلى درجات المعصية، وهذا يبين خطورة ذنب التكبر، والذي هو سبب دفع بالكثير من الأمم والأقوام وشخصيات ورموز من الطغاة، لمحاربة الرسل والأنبياء و للمعادة لأولياء الله والصد عن سبيل الله، وما يتفرع من التكبر من المفاسد الكبيرة منها الظلم لعباد الله، والطغاة المتكبرون كلما كانوا أكثر تكبرا كانوا أكثر ظلما، وعلى رأس ذلك بني إسرائيل الذين كذبوا فريقا من الرسل وفريقا يقتلون والسبب استكبارهم ، وعلى مدى التاريخ تشكلت أقوام وجماعات وكيانات ودول وزعامات وأتباعها، وأفراد ايظا، وتمتد سيئة وذنب التكبر إلى واقع الضعفاء المرتبطين بالمستكبرين..
في يوم القيامة يبرز عنوان الاستكبار ، و تبرز حالة وعنوان الكبر في سياق العذاب لأصحاب الكبر في الآخرة، فهي خافضة للمتكبرين، لا وزن لهم ولا قيمة لهم، يحشرون بذل وهوان وندم وتحسر، وحالة الأهانة في يوم القيامة حالة رهيبة ومخزية مقارنة في حالة استكبارهم في الدنيا، ان كيانات الطاغوت والظلم والصد عن سبيل الله وعن الحق ومبادئ الخير والقيم والاخلاق ، وهو الدور الذي يقوم به اليوم الامريكيون والاسرائيليون الذي يسعون للسيطرة على المجتمع البشري والإعتداء على الشعوب وضرب البنية الاخلاقية للشعوب، هذه الكيانات المستكبره الذين يدعمون حالة المثلية، وبؤس أكثر البشر ومعاناة شعوب الأرض، يسعون دائما لهدم الإنسانية، اما على مستوى الحالة والحياة الايمانية على الإنسان أن يكون مبتعدا عن التكبر، فحالة التكبر يمكن أن تظهر في اي بيئة، وتسبب للإنسان الانحراف، والانسان اذا اصيب في حالة الغرور والعُجب لا يقبل حالة النصح ولا يسمح للآخرين ان يذكروه، ويتكون حاجز بينه وبين هدى الله وكلام وآيات الله، حالة التكبر اذا طرأت على الإنسان وهو يعيش في بيئة إيمانية تظهر الحواجز بينه وبين الآخرين، وتبدأ نظرته تتمحور حول ذاته، ثم يصبح المعيار لديه هو مدى رضاهم عنه والتضخيم له، ولم يعد الأمر متعلقا بالله..
التكبر يضرب إخلاصك بالله، وتضرب الأعمال والمسئوليات ذات الأهمية المرتبطه بالله، وتكون جريئا في ارتكاب السلوك الخاطئ مع الناس، يلغي لديك التواضع وتتغير نفسية المتكبر ويحمل مشاعر الازدراء للناس ، اما حالة الانسان المؤمن فأنه يتربى على الخضوع لله سبحانه وتعالى وطموحاته متجهه لله وتكريم الله المكانة عند الله سبحانة ، وهذه هي الكرامة الحقيقية، اما المتكبرون فيمقت الناس تصرفاتهم، لانهم يحملون مشاعر الاحتقار للناس، والله سبحانه فتح للناس المستضعفين عزة الايمان الذي يبنى عليه السلوك النقي، تبرز عزتهم وشموخهم بعزة الايمان وثباتهم على الحق وعلى نهج الله وقيمهم الراقيه واحترامهم للناس، عزة الايمان لن تدفع بك لرفض الحق وممارسة الظلم وتصرف الطغيان، والله يمنح عبادة المستضعفين الذين لا يتبعون المتكبرين ان يمكنهم في الأرض ويجسدوا القيم الإلهية ، ويمنحهم عزة الايمان، و المستضعفين على مر التاريخ هي من قامت على اكتافهم رسالات الله في الأرض، وهم من يحققون الانجازات المهمة ويعتقوا البشر من ظلم المستكبرين وظلمهم، حتى أصبحوا سادة العالم، والتوجه الصحيح هو الذوبان في الله فيمنح الله لك الود في قلوب الناس ، ويرفع قدرك وشأنك وعزك بعزة الايمان، والعكس صحيح..
ذنب التكبر من اخطر الذنوب، ويحذر من أتباع خطوات ابليس، فمن الآثار السلبية للاستكبار وذنب التكبر، أن يلعنه الله، وعلى الانسان الذوبان مع الله، وقرآة القرآن، واصحاب المناصب عليهم أن يحذروا جيدا لانهم أكثر الناس عرضة للسقوط في وحل التكبر والاستكبار..