مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإمام عليٌّ "عليه السلام" منزلته التي كان فيها في ظل حياة النبي "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، وما بعد وفاة النبي "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، حددها ووضحها وبينها النص النبوي الذي رواه المسلمون بكل مذاهبهم، عندما قال "صلى الله عليه وعلى آله وسلم" للإمام عليٍّ "عليه السلام": (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي)، فله هذه المنزلة وهو يؤدي هذا الدور، في عهد النبي "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، وما بعد وفاته، وبقي الإمام عليٌّ "عليه السلام" يمثل العلامة الفارقة بين الإيمان والنفاق، فهو يمثل الاتجاه الصحيح، السليم، في مسيرة الإسلام، وعندما أتت حركة النفاق لتناوئ هذا المسار، ولتحارب هذا المسار والامتداد الأصيل والصحيح، كانت مكشوفة، كانت مفضوحة؛ لأن هناك ما يعبر عن الامتداد الصحيح، ما يمثل النموذج، وما يمثل الشاهد، وما له موقع القيادة والهداية، وهذه نعمة كبيرة جداً للأمة، هذه نعمة جداً، حتى لا تلتبس الأمور ما بعد وفاة النبي "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"؛ لأن النبي أنذر أمته بأنها مقبلةٍ على فتنٍ كقطع الليل المظلم، وأنها مقبلةٌ على حالةٍ من التلبيس والانحراف، وأنها مقبلة على حالةٍ من الانحراف الذي يشكل خطورةً كبيرةً عليها في نقاء الإسلام، في فهمها الصحيح للإسلام، في أن تسير بشكلٍ مكتملٍ وفق مبادئ الإسلام كاملةً نقية.

 

 

 

فعملية الانحراف والتلبيس لن تأتي لتغير العنوان الإسلامي بكله، ولكنها تشوشه، تُلَبِّس فيه، تزيف الكثير من حقائقه، فتلبس الحق بالباطل، وتحول هذا الإسلام إلى إسلامٍ مختلطٍ بكثيرٍ من المفاهيم التي تحسب عليه وليست منه، وإنما هي في حقيقة أمرها تعبر عن النفاق، وقد كان هذا الخطر على نحوٍ كبيرٍ جداً في مرحلة عودة الدور الأموي والنفوذ الأموي من جديد في واقع الأمة، وكان يشكِّل خطراً كبيراً جداً على هذه الأمة، في إسلامها، في إسلامها أن يبقى نقياً، أن يبقى سليماً، أن تبقى له ثمرته الحقيقية في الإنسان والحياة، وأن يبقى له أثره المبتغى منه في واقع الحياة، وفي الدنيا والآخرة.

 

 

 

فالدور الأموي الذي شكَّل تهديداً بالغاً، وغذى معه كل أشكال الانحراف، ووظف معه كل حالات الانحراف الموجودة والممتدة في مختلف الساحة الإسلامية، والتي وصلت إلى مستوى التوغل إلى داخل الكوفة، عاصمة الإمام عليٍّ "عليه السلام"، عاصمة الأمة الإسلامية، فوظف كل حالة الانحراف، وغذاها، وحركها، بما في ذلك ظاهرة الخوارج، استفاد منها الجانب الأموي، وحركها وفق خيوطه وأساليبه الماكرة والخبيثة، وشغَّلها على النحو الذي يحقق له أهدافه ومآربه الشيطانية.

 

 

 

فالإمام عليٌّ "عليه السلام" تصدى للدور الأموي على أكمل وجه، قام بمسؤولياته على أكمل وجه، حفظ للإسلام نقاءه، وهو يبلِّغ، وهو يعبِّر، وهو يقدِّم هذا الإسلام، وهو يجسد هذا الإسلام في مواقفه، في سلوكه، في أعماله، في مواقفه، وهو يجاهد بكل أشكال الجهاد، ويدافع عن هذا الإسلام، عن الأمة نفسها؛ ليبقى لها هذا الإسلام كما هو، وليعطي هذا الامتداد في مرحلة من أخطر المراحل، ومن أسوأ المراحل، تشكل تهديداً على الإسلام، وتمثل منعطفاً خطيراً جداً في تاريخ الأمة.

 

 

 

وفي نهاية المطاف استشهد، ضحى بحياته، بروحه، في سبيل الله "سبحانه وتعالى"، وقد أتم دوره وقام بواجبه على أكمل وجه، فكان هو الشاهد في كل تلك المراحل، في مرحلة التنزيل، وفي مرحلة التأويل، وكان هو النموذج الذي يمكن للأمة أن تتطلع إليه في كل عصر، لتقيس على تلك الروحية، على تلك المنهجية، كل النماذج الأخرى، فتشاهد النموذج الأصيل والعظيم جداً، والراقي جداً، والكامل، الذي تقيس عليه النماذج الأخرى مهما صغرت، فلا تلتبس عليها مسألة الرموز، مسألة القادة، مسألة الأعلام الذين تسير بعدهم، الذين تتأثر بهم، الذين تتجه بهم؛ لأن أمامها نموذج واضح جداً، وكامل جداً، ويؤدي دوره في الشهادة على نحوٍ مستمرٍ عبر الأجيال.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

في ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام -20 رمضان 1442هــ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر