مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإيمان له مبادئ مهمة وعظيمة، كلها تمثل عاملاً مهماً في أن تكون قوياً في هذه الحياة، في أن تكون متماسكاً، كفرد وكشعب وكأمة، تعزز هذه الحالة من المنعة والقوة والصمود، وتساعد على الموقف المطلوب، الموقف الصحيح، الموقف الذي يبنى عليه النصر.

 

أول هذه المبادئ التي يقوم عليها الإيمان مبدأٌ عظيمٌ مهمٌ ومقدس، تحدثنا عنه كثيراً فيما مضى من الكلمات والمناسبات، ويهمنا أن نتحدث عنه باستمرار، لا غنى للحديث عنه في أي ظرف ولا في أي مناسبة، هذا المبدأ العظيم هو: مبدأ التحرر من العبودية للطاغوت، ومن العبودية لغير الله «سبحانه وتعالى»: وهذا مبدأ رئيسي جدًّا؛ لأن الذي يهدف إليه أعداؤنا، سواءً الأمريكيون، الإسرائيليون، عملاؤهم، هم يهدفون إلى السيطرة علينا على نحو الاستعباد، يسيطر عليك تماماً، لا يبقى لك لا قرار، لا رؤية، لا مبدأ، ولا… عليك أن تعمل في هذه الحياة الذي يريده، عليك أن تتحرك في هذه الحياة كما يريد لك، عليك أن تقف الموقف الذي يريده، عليك أن تتصرف التصرف الذي يريده، هكذا يجردك من كل حالة العبودية لله، لا يبقى توجهك في هذه الحياة انطلاقاً من إيمانك بالله «سبحانه وتعالى» الذي يجعلك تتحرك في هذه الحياة بناءً على أوامر الله، توجيهات الله، على القيّم الإلهية، على المبادئ الإلهية، على الالتزامات الإيمانية، |لا|. [اتركها اتركها]، فقط ما أراده منك هو، هذه حالة استعباد! ما أراده لو صادم مبادئك، لو خالف أخلاقك، لو تناقض مع قيمك الإيمانية طبعاً، الإيمانية طبعاً، لو عصيت فيه الله «سبحانه وتعالى»، لو خالفت كتابه، لو خالفت منهجه، لو خالفت فطرتك الإنسانية، قيمك وأخلاقك، بل مطلوب منك أن تفعل ذلك. أصلاً البرنامج الذي يتحرك عليه أعداء البشرية، أعداء الإنسانية من الأمريكيين والإسرائيليين وعملائهم؛ لأن موقف عملائهم ولو انتموا إلى الأمة الإسلامية ليس سوى مجرد حالة من التبعية التامة، فموقفهم هو تابع في الأساس للموقف الأمريكي والإسرائيلي، وللتوجه الأمريكي والإسرائيلي، وهذا هو التحرك الشيطاني بكل ما تعنيه الكلمة.

 

فهذه الحالة من السيطرة والاستعباد هي تتنافى مع الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- الإيمان بالله يعتمد على هذا المبدأ العظيم الذي يحررك من كل أشكال العبودية، والله -سبحانه وتعالى- كرّم هذا الإنسان لم يُردْ له أن يكون عبداً لأحد، لأي أحد إلا لله؛ لأن هذه هي الحقيقة الله هو الذي خلقك، هو الذي فطرك، هو الذي أوجدك، هو ولي نعمتك في كل ما أنعم به، هو المالك الحصري لك، لستَ مِلكاً لأي أحد في هذا الوجود إلا لله، المالك الحصري لك، فأنت لست ملكاً لأي أحد في هذا الكون، ولذلك الله -سبحانه وتعالى- كرّم هذا الإنسان ولم يجعله عبداً حتى للملائكة وحتى للأنبياء ولأي طرف في هذه الدنيا.

 

ونجد أن الله -سبحانه وتعالى- قال في كتابه الكريم: {وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: الآية80]، الملائكة، الكائنات المقدسة والعظيمة، تلك الملائكة في عظمتها وسموها وطبيعة دورها، الأنبياء كذلك، وهم صفوة البشر، وخيرة البشر، وأزكى البشر، وأعظم البشر، وأرقى البشر… ليس المطلوب أن نتخذهم أرباباً، ولا أن نكون عبيداً لهم، ولا أن يكونوا هم المعنيين بالتحكم فينا في هذه الحياة والسيطرة علينا في هذه الحياة وِفق ما يريدونه هم، من عندهم هم. |لا|، ولم يريدوا ذلك هم أساساً، ولا يبتغون ذلك، ولا يطلبون ذلك، ولا يسعون الأنبياء لذلك، ما بالك عندما يأتي شرّ البرية، الأطغى والأظلم والأشرّ والأسوأ من الناس فيريدون هم أن يكونوا هم الأرباب، أن يرسموا لنا مسار حياتنا، أن يتحكموا فينا في هذه الحياة، فلا يبقى لنا قرار ولا إرادة ولا أي شيء إلا كما يريدون، أن نخضع بالمطلق لإملاءاتهم علينا في كل شأن من شؤون حياتنا، هذه مصيبة، هذه كارثة، إذا كان الله شرّفنا وكرّمنا حتى من أن نكون عبيداً لملائكته المقدسين ولأنبيائه المكرّمين، فكيف نرضى لأنفسنا أن يستعبدنا من لا يمتلكون ذرةً من القداسة، من لا يمتلكون أقل نسبة من الخير والشرف، من لا ينظرون إلينا بمثقال ذرة من عين الرحمة والخير وإرادة الخير، من هم ينظرون إلينا بكل عِداء، بكل حقد.

 

لو نأتي مثلاً: كيف هي نظرة الأنبياء إلى الناس؟ هي النظرة التي علمهم الله، نظرة إلى هذا الإنسان بتكريم، نظرة إلى هذا الإنسان برحمة، بخير (بإرادة الخير)، حرص على سمو هذا الإنسان، على كرامة هذا الإنسان، يحملون إرادة الخير لهذا الإنسان.

 

أما أولئك السيئون الأعداء الذين يسعون اليوم ليستعبدونا ويسلبوا منا كل شيء: الحرية، والكرامة، والإرادة، ويتحكموا بنا في مسار حياتنا ويسعون أن يفرضوا علينا إملاءاتهم في كل شؤون حياتنا، في الوقت الذي هم يحقدون علينا، يحتقروننا، لا يرون لنا كرامة ولا اعتباراً، ولا يريدون لنا خيراً، وكل همهم وكل إرادتهم فيما يفرضونه علينا في إملاءاتهم، في مطالبهم، في قراراتهم… حسابات كلها خاضعة لمصالحهم فقط، لمصالحهم هم، ومصالح عمياء، مصالح ليست مصالح مشروعة، ليست بالقدر المشروع، ليست بالحد المشروع، لو كانت بالقدر المشروع والحد المشروع من الطبيعي، هناك مصالح ومنافع مشتركة فيما بين البشر، نظمها الله فيما بينهم، وأراد لبعضهم البعض أن يكونوا في خدمة بعضهم البعض ونفع بعضهم البعض ومصلحة بعضهم البعض، أن يتعاونوا، أن يعملوا جميعاً لخير بعضهم البعض، لكن المسألة ليست من هذا القبيل بتاتاً.

 

المسألة هي أطماع هائلة جدًّا، أطماع استعمارية، أطماع المستكبرين، أطماع الطغاة والمتسلطين، من يريدون الاستحواذ على كل شيء، السيطرة على كل شيء، من يريدون أن يسحقوك، أن يسحقوا إنسانيتك، أن يسحقوا كرامتك، أن يستأثروا بكل شيءٍ عليك، إذا أعطوك قليلاً من فتات الفتات فقط وفقط بالقدر الذي تؤدي فيه دورك الذي هو دور الضعيف المستعبد الخادم الذي يفعل كل شيءٍ لمصلحتهم، هو هكذا بالقدر الذي يبقي لك وجودك كخادم، وجودك كعبد لهم، حتى تشتغل لهم يعني، تواصل دورك كعبد لهم.

 

ولذلك نجد أن هذا المبدأ العظيم، مبدأ التحرر من العبودية للطاغوت، من العبودية لغير الله «سبحانه وتعالى» مبدأٌ يضمن لنا من خلال تمسكنا به، إيماننا به، قناعتنا به، ترسّخه في أنفسنا ووجداننا ومشاعرنا وواقع حياتنا، يمثّل مَنَعة وحصانة وقوة في التصدي لكل مساعي أولئك في الاستعباد لنا، والسيطرة التامة علينا في أنفسنا، في حياتنا، في قراراتنا، في مواقفنا، في سلوكنا في هذه الحياة، وفي مسارات حياتنا هذه.

 

وفعلاً يمثل هذا المبدأ مبدأً ضامناً للتحرر، مبدأ عز، مبدأ كرامة، هذا مبدأ يقوم عليه الإيمان بكله، علاقتنا- حتى في دين الله- علاقتنا مثلاً بالأنبياء، علاقتنا بهم ليس كأرباب. بل كهداة، كقدوة، كقادة، وهم عبيد علاقتنا بهم علاقة العبيد بالعبيد، هم أسمى في عبوديتهم منا، أكثر عبوديةً لله منا من خلال تحررهم التام والكامل من كل أشكال العبودية الأخرى، ومن خلال إذعانهم المطلق لله -سبحانه وتعالى- أكثر عبوديةً منا، علاقة العبيد بالعبيد، وليس علاقة العبيد بالأرباب المتكبرين المتغطرسين المتسلطين الطغاة، كما هو شأن الآخرين (قوى الطاغوت).

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة جمعة رجب 1439هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر