الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
{خطبة الجمعة الأولى لشهر محرم 1447هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان:*(ذكرىالهجرةالنبوية )
التاريخ: 2 / 1 / 1447ه
المـوافــق: 27/ 6 / 2025م
الرقم: (1 ) لسنة 1447هـ
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1- *في نهايةالعام الهجري* واستقبال العام الجديد لابد أن نتذكر من غادروا الحياة وأن نهتم بمحاسبة أنفسنا حتى لا نكون ممن يندم في يوم القيامة
2- *الهجرةالنبوية كانت حدثا هاما في تاريخ الرسالة الإلهية* وبناء الدولةالإسلامية وارتبط بها التاريخ الإسلامي ومن أهم الدروس فيها التضحية بالمال والنفس في سبيل الدين كموقف المهاجرين وكما عمل الإمام علي حينما نام في فراش النبي ليلة الهجرة وبذلك ينتصر الدين
3- *نتذكر موقف الأنصار الأوس والخزرج في الإيثار والتآخي* والتوحد وهذه من أهم المؤهلات لتحمل المسؤولية والشعب اليمني ما يزال يمثل الامتداد لذلك
4- *العدو الصهيوني مستمر في جرائمه* ويعمل على التفرقة بين العرب والمسلمين ولابد أن نفهم أن معركتنا معه هي معركة واحدة في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران كما أكد على ذلك قائدنا وجيشنا وعلماؤنا وشعبنا اليمني
5- *التعاون على إنجاح العملية التعليمية والإشادة بجهود* المعلمين والمعلمات الذين صمدوا في جبهة التعليم
ومستمرون في نصرة القضية الفلسطينيةعلى كل المستويات وخروج المظاهرات.
🔹 *ثانياً: نـص الخطبة.*
*الخطبة الأولى*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله العليم بخلقه وما تخفي الصدور، الحمد لله الحكيم في تدبيره لشؤون خلقه، القائل في كتابه: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القوي العزيز، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، المبعوث رحمة للعالمين، صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، وارض اللهم عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون:
أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله سبحانه وتعالى القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
*أيها المؤمنون:*
ودعنا عاماً هجرياً واستقبلنا عاماً هجرياً جديدًا، وبين عامٍ مضى وعامٍ أتى حصلت أحداث ومواقف ومتغيرات، وودعنا في العام الماضي أناسا أعزاء انتقلوا إلى جوار ربهم، وقَدِموا على ما قدّموا من أعمالهم، ونحن في آثارهم نسير، وعلى خطاهم نمضي؛ فالسعيد من اتقى الله وأعدّ الزاد ليوم فاقته وفقره: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}.
*أيها المؤمنون:*
ونحن في بداية عام هجري جديد فإنه من الجدير بكل مسلم أن يحاسب نفسه، وأن يسأل نفسه: كيف قضى العام الماضي؟ وكيف كانت علاقته بالله؟ وكيف كان إقباله على الله؟ وكيف كان قيامه بالمسؤولية تجاه أمته ودينه؟ فقد قال سبحانه وتعالى: {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}، وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا) وإذا كان التجار يختمون عامهم الميلادي بالجرد والحساب لرؤوس أموالهم لمعرفة الربح والخسارة؛ فإنه ينبغي علينا أن نجعل بداية العام الهجري محطة للحساب الأخروي، ولمعرفة الزاد الذي سنقدم به على الله سبحانه وتعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
*عباد الله:*
إنّ الهجرة النبوية على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام لم تكن حدثاً عادياً بل كانت تحولاً هاماً في تاريخ الإسلام، حتى استحقت أن يُربط بها تاريخ هذه الأمة، وكانت بداية التحول إلى بناء الدولة الإسلامية على يد الرسول المصطفى صلوات الله عليه وآله، كما أنها لم تكن مجرد سياحة أو رحلة عادية بل كانت تضحية من أجل إعلاء كلمة الله ورفع رايته، وقد هاجر فيها الرسول صلوات الله عليه وآله ومن آمن به، وتركوا وراءهم أموالهم وأهلهم، وضحوا بكل ما يملكون، وعادوا الأقارب والأباعد من أجل نيل رضا الله سبحانه ونصرة دينه كما فعل الإمام علي عليه السلام عندما نام على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله ليفتديه من قريش التي كانت تتآمر على قتله؛ فاعتُبر بذلك اول فدائي في الإسلام، وهذا هو الدرس الأول الذي نستفيده من هذه الذكرى العظيمة والمحطة الهامة، وهو: أنه لا يُقبل الإسلام ولا ينتصر
الدين إلا بالتضحيات، وأنه لا بد لكل من ينتمي للإسلام أن يبذل جهده وجهاده وحياته وماله ودمه من أجل إعلاء كلمة الله ونصرة دينه، وإلا فلن يُقبل منه كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ}.
*كما أنّ من الدروس والعبر* في حادثة الهجرة هو ذلك الموقف المشرف للقبيلتين اليمنيتين: (الأوس والخزرج) التي كان لهما الموقف المشرف في احتضان الدعوة الإسلامية ونصرة الرسول صلوات الله عليه وآله حتى سماهم الله بالأنصار ونزل فيهم قوله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وها هم اليمانيون اليوم يعيدون دور أجدادهم الأنصار من جديد، وينصرون الله ورسوله، ويدافعون عن المقدسات، وينصرون الإسلام في الختام كما نصره أجدادهم في بدايته.
*أيها المؤمنون:*
*ومن الدروس الهامة لذكرى الهجرة النبوية* هو: ما قام به الرسول المصطفى صلوات الله عليه وآله من مؤاخاة بين المهاجرين والأنصار عند وصوله إلى المدينة المنورة؛ لعلمه صلى الله عليه وآله وسلم أنّ المسلمين لا يستطيعون مواجهة الأعداء من اليهود والمشركين إلا إذا تآخوا واتحدوا كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}، ولذلك أمرهم سبحانه بقوله: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
والوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية تُعتبر شرطًا لكي تحصل الأمة على عزتها وقوتها، ولكي تستطيع مواجهة الأعداء المتربصين بها الذين تعتمد سياستهم على قاعدة: (فرق تسد)؛ ليسهل عليهم استهدافنا كما قال المجرم (نتنياهو): بأنه عندما قامت إسرائيل كان العرب متحدين ضدها فعملوا على تفريقهم وإضعافهم حتى أصبح العرب على ما هم عليه اليوم، وما أحوجنا اليوم لأن نتآخى ونتحد تحت شعار: (لا إله إلا الله - محمد رسول الله)، وأن نتغاضى عن الخلافات البسيطة لكي ننتصر على الذين يحاربون من يقول: (لا إله إلا الله - محمد رسول الله)، وقد شاهدنا في طوفان الأقصى كيف توحد الأحرار والشرفاء من هذه الأمة لنصرة فلسطين ضد عدو واحد قال عنه القرآن الكريم:{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}، ومن خلال هذه الآية نستطيع أن نعرف من هم الذين آمنوا؛ لأنكم ستجدون أنّ الذين يعاديهم اليهود أشد العداء هم المؤمنون حقًا كما قال سبحانه، أما من يتولى اليهود والنصارى ويطبع معهم فهم من ينطبق عليهم قوله سبحانه: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ووالدينا ووالديكم وكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
⭕*الخطبة الثانية* ⭕
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
*أما بعد/ أيها المؤمنون:*
يواصل الصهاينة المجرمون لأكثر من عام ونصف عدوانهم على المسلمين في قطاع غزة وفلسطين، وانتهاكهم لحرمة المسجد الأقصى وإغلاقه أمام المصلين واقتحام باحاته من قبل قطعان المغتصبين، وهدم المساجد وإحراق نسخ من المصحف الشريف، ويواصلون حصارهم الخانق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقتل أهله جوعاً وقصفاً وعطشاً ومرضاً وإجراماً أمام مسمع العالم وبصره، وبدعم أمريكي وتواطؤ وتخاذل عربي من أمة الملياري مسلم في جريمة تعدّ وصمة عار في جبين الإنسانية، وفضيحة على أمة الإسلام التي لم تحرك ساكناً، وقد صعّد الصهاينة عدوانهم وإجرامهم حتى طال بلداناً أخرى؛ فاعتدوا على سوريا أمام من كانوا يرفعون شعار الجهاد لكنهم أمام اليهود يمدون لهم يد السلام والوداد، واعتدى الصهاينة على لبنان واليمن، ولكن موقف بلدنا كان قوياً، كما اعتدى الصهاينة والأمريكان على الجمهورية الإسلامية في إيران عقاباً لها على موقفها الداعم لحركات المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان، وسعياً من اليهود والأمريكان لإخضاع هذا البلد الذي يتوجه التوجه التحرري في جميع المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والثقافية، وهذا هو ما يزعج اليهود؛ لأنه لو قبلت إيران بالعمالة لأمريكا وتخلوا عن دعم
فلسطين لكان وضعهم كحال الدول المطبعة والعميلة.
كما أنّ من أسباب العدوان على إيران: تلك النهضة العلمية الكبيرة التي لا تروق للأمريكان واليهود الذين يريدون أن تظلّ الأمة الإسلامية جاهلة ومعتمدة عليهم ومستهلكة لمنتجاتهم.
*عباد الله الأكارم:*
إنّ العدوان الأمريكي والصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران لم يكن مستغرباً؛ لأنهم كانوا في حرب باردة ومحاصرين منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، وقد كانوا قبل ذلك على علاقة وطيدة بالنظام العميل في إيران ولم يكن يتحدث عنهم أحد من منطلق الخلافات المذهبية والطائفية، ولمّا أصبح للشعب الإيراني قيادة مؤمنة تعادي أمريكا وتحارب إسرائيل: أيقظ اليهود كل الفتن المذهبية والتاريخية والطائفية؛ سعياً منهم لتفريق الأمة ولحرف بوصلتها عن مواجهة اليهود إلى المواجهة فيما بينها، وإننا لنستغرب ونتعجب من بعض أصوات النشاز المحسوبة على الإسلام التي تساوي بين الشعب الإيراني المسلم وبين الصهاينة، ويريدون أن نقتنع بأنّ ما تقوم به إيران ليس لدعم فلسطين رغم اعتراف وشكر كل قادة الفصائل المجاهدة في فلسطين، ويريدون أن نقتنع بأنّ ما يقوم به حكام العرب المطبعون من عمالة لإسرائيل هو في مصلحة القضية الفلسطينية (والله المستعان).
*كما أنّ من المستغرب* أنّ البعض يحاول أن يساوي بين إيران وإسرائيل، ويفرح بما حصل على إيران؛ فكيف نساوي بين إيران والصهاينة؟ وكيف نساوي بين مسلم ويهودي؟ وكيف نساوي بين من يدعم غزة وبين من دمّرها وحاصرها؟ وكيف نساوي بين من يقول لا إله إلا الله - محمد رسول الله وبين من يكفر بديننا؟ {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ. مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}، ومَن يساوي بينهم هو مصابٌ بداء الغباء والحقد الذي يعمي صاحبه، ومصابٌ بالنفاق كما عبّر عن ذلك الرسول صلوات الله عليه وآله بقوله: (وإذا خاصم فجر)، أما المؤمنون فقد قال الله لهم: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}.وقد شاهدنا كيف خيب الله آمال الأمريكيين والصهاينة فلم يحققوا أهدافهم من هذا العدوان على إيران بل انتصرت إيران وأذاقوا الصهاينة من بأس الله وبأسهم حتى شاهدنا مدن الصهاينة المحتلين وكأنها غزة وشاهدنا قطعان اليهود في الملاجئ كالفئران، وكان ترامب قد طالب بالاستسلام غير المشروط من إيران ثم توسل منها أن تقبل بوقف إطلاق النار، وأصبح ترامب مهرجا أضحوكة سيجعل أمريكا آخرا بعد أن رفع شعار أمريكا أولا. أما إيران ففيها آلاف العلماء النوويين وآلاف القادة المجاهدين، ومنشئاتها النووية محصنة بجبالها الشامخة وشعبها هو شعب عصي على الانكسار، أما الصهاينة فهم من ضربت عليهم الذلة وقد شاهدنا كيف يهربون على القوارب وعبر صحراء سيناء في هجرة معاكسة ونهائية. وهذه المعركة إن توقفت هناك فهي جولة ستتبعها جولات حتى يتحقق وعد الله وتتحرر كل فلسطين بإذن الله.
أيها المؤمنون:
إنّ الواجب علينا هو أن نستمر في نصرة غزة وأبنائها؛ لنسلم من العقوبة الإلهية في الدنيا والآخرة ولنبيض وجوهنا، ومهما كانت الاعتداءات الأمريكية والإسرائيلية على غزة وإيران ولبنان واليمن فإنّ وعود الله القطعية وسننه الثابتة هو النصر للمؤمنين كما قال جلّ جلاله: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، وقال: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وقال سبحانه: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، وقد قال الله سبحانه للأعداء: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ}، وقال: {وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ}، وقال سبحانه للمنافقين المطبعين: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
أيها الإخوة المؤمنون:
و نحن على أعتاب عامٍ دراسيٍ جديدٍ يجب علينا أن ندفع بأبنائنا للمدارس، وأن نتعاون في إنجاح العام الدراسي الجديد؛ كونه جبهة من الجبهات، ونحن نعلم أنّ العدوان استهدف المعلمين وكل موظفي الدولة بنقل البنك وقطع المرتبات والتآمر على التعليم، كما تآمر على المجتمع باستهداف الأخلاق ونشر الفواحش والزنا والشذوذ والإلحاد والنصرانية والأفكار المنحرفة تحت غطاء المنظمات، ولقد آن الأوان لنستيقظ وننتبه على أولادنا وبناتنا ونسائنا وأنفسنا من شبكات أمريكا ومنظماتها، ومن السموم التي تدور في الشاشات والتلفونات وشبكة الإنترنت؛ فهم كما قال سبحانه: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}، وكما قال جلّ شأنه: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}، وكما قال سبحانه: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}.
عباد الله:
في جبهة التعليم نقف وقفة إجلال أمام المعلمين الذين علمونا حب الأوطان، وصمدوا مع بلدهم ومع أبناءهم الطلاب رغم المعاناة كما صمد المجاهدون في الجبهات؛ فجزى الله خيراً كل معلم ومعلمة جاهد في مدرسته، وقام بدوره الوطني والإنساني والأخلاقي والديني، وصبر على شديد المعاناة، وللمعلمين والمعلمات نرفع القبعة احتراماً وإجلالا، ولن تنسى لهم الأجبال دورهم وصمودهم، ونذكرهم بقول الله: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}.
أيها المؤمنون:
تحيي وزارة الداخلية هذا الأسبوع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، ومن المعلوم أن دول العدوان أمريكا وإسرائيل والإمارات والسعودية تسعى لنشر المخدرات والترويج لها في أوساط مجتمعنا وشبابنا وبناتنا لإفساده وتضييعهم، وهو ما يستلزم اليقظة والحذر والتعاون مع الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن عناصر شبكات المخدرات لننقذ شعبنا من هذه الحرب غير الأخلاقية.
كما توصي وزارة الصحة بالاهتمام بالنظافة وغسل الخضروات والفواكه وغسل اليدين قبل الأكل للوقاية من الإسهالات المائية ووباء الكوليرا.
أيها المؤمنون:
يوم الجمعة من كل أسبوع هو يوم الوفاء لأهل الوفاء، وهو يوم الثبات، ويوم الجهاد، ويوم الصمود.. يوم الجمعة هو يوم فلسطين، ويوم القدس، ويوم الأقصى الجريح والمحاصر، وهو يومٌ من أيام الله، يومٌ نُبرئ فيه ذمتنا ونبيض فيه وجوهنا، يومٌ نشارك فيه لنؤيد قواتنا المسلحة بما فيها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والقوة البحرية، ولنؤكد على تضامننا مع إخوتنا المسلمين في إيران وسوريا ولبنان وفلسطين ومع كل مسلم يتعرض لعدوان اليهود.. يوم الجمعة هو يوم نستجيب فيه لدعوة الله ودعوة رسوله صلوات الله عليه وآله ودعوة المستضعفين في قطاع غزة الذين شاهدنا الإجرام الصهيوني بحقهم، وشاهدنا الأطفال يموتون جوعاً في حضن أباءهم، وشاهدنا الأطفال أشلاء ممزقة، وشاهدنا النساء تبكي بحرقة على أطفالها وأولادها؛ فاستمروا في خروجكم المليوني الأسبوعي على بركة الله ورسوله وكتابه جهادًا في سبيل الله وابتغاء مرضاته.
وفي هذا السياق: لا ننسى أن نبارك موقف علماء أمتنا العاملين الذين أدانوا العدوان على شعوب أمتنا وعلى إيران، وأيدوا حقها في الرد، وباركوا موقف قيادتنا وقواتنا المسلحة المؤكد على وجوب اتحاد الأمة في مواجهة أمريكا وإسرائيل.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار الذين ساروا على نهج نبيك واقتفوا أثره ومن تبعهم بذلك إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين، اللهم وانصر جيشنا اليمني المجاهد في كل ميادين جهادهم وانصر المجاهدين في فلسطين وغزة ولبنان وإيران على اليهود الغاصبين وأمريكا المعتدين، اللهم واسقنا برحمتك الغيث، وانشر علينا رحمتك وفضلك يا كريم: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
--------------