في الشهر الخامس، يستمر العدوان الإسرائيلي الهمجي الغاشم على قطاع غزة، مرتكباً أبشع وأفظع وأسوأ الجرائم بحق الأهالي، ويقتل الآلاف من الأطفال والنساء، ويدمر مساكن أهالي قطاع غزة بشكل شاملٍ، ويتفنن في ارتكاب الجرائم الفظيعة والشنيعة، وَتُسَخِّر قوى الشر من إمكاناتها وقدراتها العسكرية أفتك وأحدث وسائل التدمير والقتل، وتزوِّد بها العدو الإسرائيلي؛ ليرتكب جرائمه تلك لحق الشعب الفلسطيني في غزة.
تقوم أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الغربية بتقديم أفتك وأخطر ما تمتلكه، وما تصنعه من القنابل، ومن الصواريخ، ومن القذائف والذخائر بمختلف أنواعها، وتقدِّمه للعدو الإسرائيلي، تلك القنابل المدمرة، وتلك الصواريخ، وتلك القذائف، التي هي آخر ما وصلت إليه تقنياتهم، وإمكانياتهم، وابتكاراتهم، وصناعاتهم في مستوى قوتها، وشدتها، وتأثيرها في القصف والتدمير والقتل، والتي من المعتاد أن يتم تصنيعها، ثم يكون استخدامها في مواجهة الجيوش المتكافئة في القوة والعتاد والإمكانات، وفي مواجهة الدول التي تمتلك قواعد عسكرية عملاقة، وإمكانات ضخمة.
تلك القنابل الشديدة الانفجار، والقوية التدمير على مستوى هائل، والقوية في مستوى انتشارها، والمساحة التي تغطيها لإحداث أكبر قدر ممكن من الدمار والقتل، هي لمواجهة جيوش تمتلك قواعد عسكرية، وتمتلك دبابات وعتاد عسكري ضخم، هذا هو المعتاد، ولمثل ذلك تصنع تلك الأنواع من الأسلحة، لكن للنزعة العدوانية والإجرامية لدى اللوبي الصهيوني وأذرعه، لدى الأمريكي، ولدى الإسرائيلي، ولدى البريطاني، فتلك القنابل، والصواريخ، والقذائف، والذخائر، تصب بكل أنواعها، وبمستوى تدميرها وقتلها، على رؤوس الأطفال والنساء في غزة، وعلى السكان والأهالي في قطاع غزة، أبناء الشعب الفلسطيني، على منازلهم، على مساجدهم، على مستشفياتهم ومراكزهم الصحية، على منشآتهم المدنية، تستهدف منازلهم، وتستهدف مزارعهم، وتستهدف مساجدهم ومستشفياتهم، تستهدف أسواقهم ومحلاتهم التجارية، بدلاً من أن تستخدم كما هو يفترض بها.
ذلك المستوى من الدمار الهائل في قطاع غزة، وذلك المستوى من الإجرام الفظيع، في القتل الجماعي للآلاف من الأهالي في قطاع غزة، الآلاف من الأطفال والنساء، الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، والاستمرار بهذه الوتيرة العالية والمرتفعة جدّاً من الإجرام، والقتل، والتدمير، كله يعود إلى الأمريكي؛ لأنَّه يفوق القدرات الإسرائيلية وإن كان لا يفوق الحقد لدى العدو الإسرائيلي.
الإسرائيلي مع أن إمكانياته العسكرية ضخمة، وما كان معه في مخزونه العسكري من القنابل، والقذائف، والصواريخ، هو هائل، كميات ضخمة، وما كان يصنعه، وما كان يحصل عليه من الأمريكيين بالمقام الأول وفي المستوى الأول، ومن البريطانيين، ومن غيرهم، لكنه بكله لم يكن ليلحق بقطاع غزة ما ألحقه العدو الإسرائيلي، باستناده إلى الدعم الأمريكي، من تدمير شامل، من قتل، من جرائم رهيبة جدّاً؛ أمَّا الحقد الإسرائيلي فهو فعلاً حقد كبير جدّاً، يفوق ما كان يمتلكه من إمكانات، وما قد فعله إلى الآن من جرائم.
فأن يكون حجم الدمار والقتل والإجرام بهذا المستوى، وأن يستمر كل هذه الفترة، ونحن في الشهر الخامس، وفي الأسبوع التاسع عشر على التوالي، كل هذا يعود إلى المشاركة الأمريكية، والدعم الأمريكي المفتوح؛ فالأمريكي بما يشارك به، وبما يقدمه من دعم، هو المسؤول الأول عن أن يكون الدمار والإجرام بهذا المستوى، وأن يستمر كل هذه الفترة.
خلال هذا الأسبوع أعلن الأمريكي عن حزمة جديدة من الدعم المالي للعدو الإسرائيلي، تبلغ (أربعة عشر مليار دولار)، حزمة كبيرة، ودعم كبير، لماذا؟ ليستمر العدو الإسرائيلي في قتل الأطفال في غزة، وقتل النساء في غزة، وقتل الأهالي من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، تمويل ضخم، لجرائم رهيبة وشنيعة وبشعة للغاية.
- منذ بدء العدوان على غزة أعلن الأمريكي، أو اتخذ الأمريكي قراراً، بل وفعَّل حتى أحكام الطوارئ لمرتين- وكأن الإسرائيل جزءٌ من الجيش الأمريكي، وجزءٌ من الأمريكيين- فعَّل أحكام الطوارئ مرتين، لشحن عشرات الآلاف من قذائف المدفعية وغيرها من الذخائر للعدو الإسرائيلي، وقام بتجديد المخزون العسكري للعدو الإسرائيلي، وفعل ذلك بشكلٍ طارئ، وحتى دون انتظار موافقة من الكونغرس. قدَّم وهو يختار لدعم العدو الإسرائيلي أفتك القنابل والصواريخ، فشحن ونقل للعدو الإسرائيلي (أكثر من خمسةٍ وعشرين ألف طن)، كلها لقتل من؟ لقتل الأطفال والنساء في غزة، لقتل أهالي غزة، لتدمير مساكنهم وقتلهم.
- إضافةً إلى أنه يشارك بشكلٍ مباشر في الطيران التجسسي والاستطلاعي؛ لتقديم كل المعلومات، والتي تبنى عليها الخطط والعمليات، ويشارك بالخبراء العسكريين، ويشارك في اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي؛ لأنه شريك في العملية، شريك في العدوان بشكل مباشر على قطاع غزة؛ ولذلك يشارك في مجلس الحرب الإسرائيلي.
- كما يقدِّم الحماية على المستوى الإقليمي: يضغط على الدول، ويشجِّع بعض من الدول الأخرى لاتخاذ مواقف سلبية تجاه أهالي غزة، تجاه الشعب الفلسطيني، ومواقف يستفيد منها العدو الإسرائيلي، بين من يتخاذل، بين من يقدِّم الدعم السري للعدو الإسرائيلي، بين من يسهم في إضعاف الموقف الإسلامي والعربي بشكلٍ عام في مساندة القضية الفلسطينية، وهكذا من دور إلى دور سلبي آخر.
- وفي مواجهة القوى الحُرَّة، التي تساند الشعب الفلسطيني في غزة، ومن ذلك العدوان على بلدنا اليمن.
- يُقَدِّم أيضاً الدعم السياسي في مجلس الآمن، ويستخدم الفيتو لنقض أي قرار إنساني لصالح سكان غزة، أي قرار يقضي بوقف المجازر الرهيبة بحق أهالي غزة، أو لإيصال الغذاء والدواء إلى كل أهالي غزة، أو غير ذلك من القرارات الإنسانية. يتحرك في الساحة الدولية بشكل عام.
- يقدِّم الدعم الإعلامي المفتوح أيضاً.
وبهذا وصل العدوان الإسرائيلي إلى ما وصل إليه، بما يفوق- كما قلنا- القدرات الإسرائيلية، عندما نأتي إلى حجم الغارات وآثار الدمار على قطاع غزة، بحسب الإحصاءات المعلنة: بلغ إجمالي الغارات الجوية التي شنها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة: (أكثر من ستة وأربعين ألف غارة)، تخيلوا كل هذا العدد على مساحة جغرافية محدودة، ليس على دولة كبيرة شاسعة مترامية الأطراف والأنحاء، على قطاع غزة، في نطاق جغرافي محدود، مقتض بالسكان والمنازل، (أكثر من ستة وأربعين ألف غارة)، ويستخدم فيها القذائف والصواريخ التي يقدر وزنها بنحو (ستة وستين ألف طِن من المتفجرات)، التي أطلقها العدو الإسرائيلي على رؤوس الأطفال والنساء والأهالي في منازلهم، وفي مساكنهم، هذا العدد الضخم جدّاً، وهذه الكمية الهائلة من المتفجرات، هي تعادل من حيث كمية المتفجرات (أكثر من أربع قنابل ذرية)، من تلك التي ألقتها أمريكا على (مدينة هيروشيما اليابانية).
في التاريخ، ومن النقاط السوداء في تاريخ الأمريكي: تلك الجريمة الرهيبة الهائلة، التي بفعل إلقائه قنبلة ذرية على (هيروشيما اليابانية) كم أحدثت من ضحايا، من قتل، من دمار، وبسلاح محرم دولياً، سلاح فتاك، يقتل الأطفال والنساء، يقتل الناس بشكلٍ جماعي دون تمييز، وأكثر ضحاياه هم المدنيون.
فالذي ألقاه العدو الإسرائيلي على قطاع غزة هو: ما يعادل من حيث كمية المتفجرات (أكثر من أربع قنابل ذرية)، من تلك التي ألقتها أمريكا على (مدينة هيروشيما اليابانية).
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد القائد حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 5 شعبان 1445هـ 15فبراير 2024م