مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}[الرحمن: 59-60]، لأنهم أحسنوا في هذه الدنيا، وشكروا نعم الله “سبحانه وتعالى”، واستجابوا له الاستجابة الكاملة، فوصلوا إلى هذا النعيم، في نهاية المطاف تكون أحسنت لنفسك، أنت تحسن لنفسك، عندما تحسن في هذه الدنيا، إحسانك هو لك أنت، هذه ثمرته، هذه نتيجته لك أنت، أرقى مستوى من النعيم.

 

وتعيش في هذا النعيم بدون أي منغصات، لا هم، ولا مرض، في الدنيا قد يمتلك البعض ثروة معينة، إمكانيات معينة، فتأتي له منغصات أخرى، هناك لا مشاكل، ولا هرم، مع طول الوقت، هو نعيمٌ للأبد، ليس نعيماً محدوداً لفترة مؤقتة فقط، بل هو نعيمٌ أبديٌ، لا يأتي ما ينغصه، ولا مشاكل، ولا هرم، لا تقول أنك ستعاني من الشيخوخة، ومن أن تتحول إلى طاعنٍ في السن، ويؤثر عليك طول الوقت والزمان، لا، تبقى دائماً في صحة، وعافية، ونشاط، وشباب دائم؛ بدون هرم، ولا موت، ولا هم، ولا حزن، ليس هناك ما يحزنك، وليس هناك ما ينغصك، وليس هناك ما يؤذيك، وليس هناك ما يزعجك، ولن يأتي أحد لينازعك على مزرعتك تلك، على جنتك تلك، على بستانك ذلك، على حديقتك تلك، ولن يأتي لك أي همٍ ولا مشاكل.

 

ومع ذلك التكريم، مع ذلك النعيم التكريم، أنت هناك شخصٌ مكرمٌ محترم، الملائكة تزورك، تتفقد أحوالك، ملائكة الله “سبحانه وتعالى”، أنت هناك تلتقي بالأنبياء والصديقين.

 

أنت هناك أيضاً تحظى بالاحترام والتكريم، وتشعر أنك في إطار رضوان الله، أن ذلك النعيم إنما هو من رضى الله عنك؛ وبالتالي تشعر بالارتياح الكبير، وتكون راضياً عن نفسك، وعن عملك، وعن جهدك، وعمَّا أنت فيه، وعن ربك الله “سبحانه وتعالى”.

 

كل أجواء التكريم حاضرة، هناك من يخدمك، الخدم، وهناك فيما أنت فيه من النعيم، أيضاً كله فيه تكريم، حتى الطعام يقدم إليك في صحاف الذهب، ولا أي ملك في الدنيا، ولا أي تاجر في الدنيا، من كل ملوكها، ومن كل أغنيائها وتجارها، يمكن أن يحصل على أقل مستوى مما هو لأقل الناس في الجنة من النعيم، أبداً.

 

وهذا عرضٌ متاحٌ لك، هذا يعرضه الله، كل هذه التفاصيل يقدمها لنا هو يعرضها علينا: هل تريدون هذا؟ هل لكم في هذا النعيم؟ ما الذي يمنعك عن الاستجابة؟ ألا ينبغي أن تسارع؟ {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}[آل عمران: من الآية133]، هل هناك أحدٌ لديه مثل هذا العرض، حتى يؤثر عليك؛ فتستجيب له، ولا تستجيب لله “سبحانه وتعالى”؟

 

يعرض عليك هذا النعيم في حياةٍ أبدية لا نهاية لها، للدائم، للأبد، ويتجدد فيها النعيم، ويأتي فيها أشياء كثيرة من فضل الله الواسع، وليس فيها ملل، {لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا}[الكهف: من الآية108]، حياة متجددة، ويتجدد فيها النعيم، أفنان، وأصناف، وأنواع، هذا يعرضه الله علينا، ما الذي يمنعك عن الاستجابة لله “سبحانه وتعالى”؟

 

وليس هناك أي هموم، ولا أي غموم، ولا أي مشاكل، {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً}[الغاشية: الآية11]، لا تسمع فيها حتى كلمة واحدة تجرح مشاعرك، أو تزعجك، أو تؤذيك، ليس هناك أي شيء يمكن أن ينغص عليك ذلك النعيم.

 

هذا كله متاح، هذا مقدم أصلاً ومعروضٌ علينا، الله يدعونا إلى هذا النعيم، إلى هذه الحياة السعيدة، أليس من الخسران الرهيب ألَّا يستجيب الإنسان؟ بل أن تكون خسارته أكثر من ذلك: فوات هذا النعيم والدخول في النار. أين الأفضل لك: أن تطوف بين هذه الجنات، بين هذا النعيم، أو أن تطوف بين نيران جهنم وبين حميمها؟ اختر لنفسك.

 

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الثامنة 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر