مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ}[الأنعام : من الآية 157]، التكذيب بآيات الله هو حالة منتشرة إلى حد كبير في واقع الناس، كما أشرنا سابقاً الكثير من الناس لديهم أفكار وتصورات ومواقف مخالفة لكتاب الله، يعتبرونها هي الحق، ويعتبرون ما خالفها هو الباطل، والذي يخالفها هو القرآن، الإنسان يصبح له أحياناً مشكلة مع القرآن، هو يعتبر الموقف الذي يدعو إليه القرآن موقفاً خاطئاً، ويعتبر موقفه المخالف للقرآن هو الموقف الحق؛ فهو مكذب بآيات الله، في نفس الوقت كذب بها في مضمونها، والبعض قد يكون مكذباً حتى في النص والمضمون.

 

{وَصَدَفَ عَنْهَا}، (صَدَفَ عَنْهَا) أعرض وصد، فهو جمع بين الإعراض والصد، هو لا يتبع، ذُكِّر بآيات القرآن الكريم في قضية أو في موقف معين، والمفترض أن يستجيب للقرآن الكريم، أن يستجيب لتوجيهات الله وتعليمات الله -سبحانه وتعالى-، ولكنه لم يقبل، ولم يستجب، وأعرض عن ذلك، وصد عن ذلك الموقف، فهو يثبط عنه، ويخذل عنه، ويدعو إلى خلافه، هذه حالة الإعراض، هذه حالة الصدوف، أن تصدف عن آيات الله: أنت تركت ما دعت إليه في ذلك الموقف، أو ذلك العمل، أو ذلك الالتزام، وفي نفس الوقت أنت تدعو إلى خلاف ذلك؛ فهذه حالة أنت تصدف فيها عن آيات الله.

 

{سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ}؛ لأنك في هذه الحالة من أكبر الظالمين، ومن أكبر المجرمين، {سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ}، وما أكثر هذه النوعية من الناس الذين يصدفون عن آيات الله؛ لأنهم يدعون إلى خلاف ما تدعو إليه، ويثبطون الناس عمَّا تدعو إليه تلك الآيات المباركة.

 

الله -سبحانه وتعالى- قال في القرآن الكريم: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[البقرة: الآية 114]، هذا الدور التخريبي لمساجد الله، سواءً التخريب للبنيان، أو التخريب للدور (دور المسجد)، أن يُفعَّل كما يريده الله -سبحانه وتعالى- كمسجد لله، يكون محلاً لعبادة الله، ولتقديم هدى الله -سبحانه وتعالى-، وللتحرك من خلاله فيما يدعو إليه الله -سبحانه وتعالى-، هذا الدور التخريبي من أكبر الذنوب، ومن أكبر المعاصي، وهو قائم إلى حد كبير الآن في الساحة الإسلامية، كثير من المساجد يمنع عنها ويمنع فيها دورها الذي أراده الله لها، وهي تنسب على أنها: مساجد الله، وفي نفس الوقت يأتي إما التعطيل لها عن هذا الدور، أو تفعيلها في دور آخر سلبي لخدمة الباطل، كما قال الله -سبحانه وتعالى-:  {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ}[التوبة: من الآية 107]، المسجد الذي يتحول منبره إلى منبر للضلال، المسجد الذي يتحول منبره إلى منبر يقدم للناس ما يثبطهم عن المواقف الحق، يدعو إلى خلاف ما يدعو إليه القرآن الكريم، المسجد الذي من على منبره يفتري الخطيب على الله الكذب؛ ليضل الناس بغير علم، هذا دورٌ تخريبيٌ، يعتبر ما يقوم به ومن يقوم به يرتكب ظلماً من أفظع الظلم ومن أبشع الظلم.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الرابعة عشرة 1441هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر