من الحالات السيئة على الإنسان فيما يقول، فيجور ويظلم فيما يقول، ويفتري ويبهت فيما يقول، ويتجنى فيما يقول، هي حالة العقد والشنآن:
الكثير من الناس عندما يحمل العقدة: إما على شخص، أو على ناس، عندما يشنؤهم، عندما يتعقد عليهم، يطلق لنفسه المجال ليقول أي شيءٍ عنهم، ليتجنى عليهم، ليطلق عليهم الأحكام العامة والشاملة، ليقول ما يرضي عقدته، ما ينفس به عن عقده، عن حنقه الشخصي، عن عقدته الشخصية، ينطلق فيما يقول عليهم بدافع تلك العقدة، ومن عمق تلك العقدة، وهذه حالة خطيرة جداً، حالة خطيرة جداً على الإنسان، الله "سبحانه وتعالى" يقول: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ}[المائدة: من الآية8]، ويكثر هذا، يكثر إطلاق الأحكام العامة، الإنسان المعقد يعمى عن رؤية كل الإيجابيات مهما كانت ومهما بلغت، يرى السلبيات، وتتضخم عنده السلبيات:
في حيثياتها.
وفي أسبابها.
وفي دوافعها.
وفي حجمها.
حتى تكون كالجبال الكبيرة، تكبر السلبية الجزئية عنده، يعطي لها تفسيرات تزيد من سوئها، يعطي لها حيثيات تزيد من قبحها، يحجمها ويجسمها، ويكبرها؛ حتى تصير كبيرةً جداً، بفعل تلك العقدة، التي يعاني منها، وهي تحصل لدى الكثير من المعقدين، وهي قضية خطيرة على الإنسان المعقد نفسه، قد يشعر بالراحة؛ لأنه قال كلاماً جارحاً، أو تجنى، وقال كلاماً مسيئاً، أو كتب كتابة مسيئة، فضفض، فضفض عن نفسه، وشعر بالراحة، لكنه حمَّل نفسه وزراً كبيراً، وجرماً كبيراً بحجم ذلك التجني، بحجم ذلك البهتان، بمستوى جور الحكم الذي أطلقه في كلامه، فهي قضية خطيرة جداً، الإنسان في حالة السخط، هي حالة خطيرة عليه، هو بحاجة فيها إلى تقوى الله؛ لأن الإنسان في حالة السخط يكون حساساً، ويكون مندفعاً إلى:
إصدار الأحكام.
إصدار المواقف.
التعميمات.
المبالغة في الأمور.
ومثل ما قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ
ولكن عين السخط تبدي المساويا
وأكثر من ذلك، هي
وأكثر من ذلك، هي تضخم المساوئ عين الشر، وتفتري، وتضيف، وتخترع، وتلفق، وتكثر من الأشياء الأساسية السلبية جداً، السلبية للغاية، ثم تنسى كل الإيجابيات، ولا تعتبرها وليس لها قيمةٌ لديها.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية، بتاريخ 29 رمضان 1442هـ