من الواضح أن السعودية بعد ثمان سنوات من الحرب على بلدنا، بإشراف أمريكي، وتدخل صهيوني، ودور بريطاني، وتحالف من جهات أخرى من ضمنها الإمارات، هذا العدوان قد فشل، ولم يصل إلى تحقيق هدفه في حسم المعركة بشكلٍ كاملٍ لمصلحته، ومتاحٌ أمامه أن يتوقف، يستطيع السعودي والإماراتي إنهاء هذا العدوان، والخروج من هذه الحرب بطريقة منصفة وصحيحة، كما كررنا في كثير من الكلمات والمواقف والمناسبات، أن المطلوب هو: وقف العدوان، وإنهاء الحصار، وإنهاء الاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب: فيما يتعلق بالأسرى، وفيما يتعلق بتعويض الأضرار، وإعادة الإعمار، وهذه كلها أمور منصفة، وسليمة، ومنطقية، وصحيحة، وحق مستَحق لشعبنا العزيز، ولكن لا يزال الأمريكي والبريطاني يسعى إلى ألّا يتحقق سلام حقيقي، من خلال تنفيذ هذه الاستحقاقات، المشروعة، المنطقية، المحقة، العادلة، لشعبنا العزيز، يريد أن يستمر الاحتلال، يريد أن تستمر المؤامرات، يريد أن يستمر الحصار، يريد أن يستمر الحرمان لشعبنا العزيز من ثروته الوطنية، من ثروته في النفط، والغاز، والمعادن، وغير ذلك، يريد أن يسيطر على الجُزُر، يريد أن يسيطر على المياه الإقليمية، يريد أن يبقى وضع شعبنا وضعًا سيئًا بائسًا، في المعاناة الشديدة، في التضييق الشديد، اذا حصل متنفس، فعلى نحوٍ محدود للغاية، لا يغير في واقع شعبنا إلا الشيء القليل جدًا.
هل يمكن أن نقبل بذلك؟ بالتأكيد لا يمكن أن نقبل بذلك؛ لأن معنى ذلك: أن حالة العدوان مستمرة، مستمرةٌ بكل أشكالها؛ إنما جوانب معينة خُفِّفَ فيها التصعيد؛ ليبقى الضغط، ليبقى العدوان، ليبقى الحصار، ليبقى الاحتلال، لتستمر المؤامرات بأشكال متعددة، وصناعة الكثير من الأزمات والمشاكل، وافتعال كثير من القضايا، والتحرك تحت عددٍ من العناوين هنا وهناك، كلها تعبَّر عن حالة استهداف مستمر لشعبنا العزيز.
ولذلك نقول، وليسمع كل العالم، الأمريكي والبريطاني وحلفاؤهم في الإقليم: استمرار هذه الحالة من الاستهداف لبلدنا، معناها أن نستمر نحن- كما أكدنا مرارًا وتكرارًا- في التصدي لهذا العدوان بكل ما نستطيع، بكل ما نملك، بكل ما نتمكن، وبالاستعانة بالله "سُبْحَانَهُ وتَعَالَى"، معناها أن المسؤولية علينا جميعًا في هذا البلد قائمة، في أن نبذل الجهد، وأن نواصل جهادنا في التصدي للأعداء ومؤامراتهم، لا يمكن لأحد أن يقنعنا، أو أن يبرر لنا، استمرارية هذه الحالة من الحصار، من الاحتلال، التمنُّع من خروج صحيح من هذا العدوان على بلدنا.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم-
من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1444هـ