في سياق الآية المباركة من سورة الأنعام يقول الله "سبحانه وتعالى": {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[الأنعام: من الآية151]، بعد قوله: {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[الأنعام: من الآية151]، في سياق قائمةٍ من المحرَّمات التي حرَّمها الله "سبحانه وتعالى"، وفي أولها، وعلى رأسها، وأهمها: الشرك بالله، فهو أول المحرمات، {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}، وتحدثنا عن هذا، وأتى بعد ذلك قوله "سبحانه وتعالى": {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، نجد أنه في هذه الفقرة من النص القرآني، في هذه الفقرة لم يأت ليقول: [ولا تسيئوا إلى الوالدين]؛ لأنه لا يكفي في علاقتك بوالديك عدم الإساءة، فتكون غير محسن، وغير مسيء، لا بدَّ من أن تكون محسناً، وإذا لم تكن محسناً؛ فهذا ذنب، من المحرَّم عليك أن تكون غير محسنٍ إليهما، فلا بدَّ من الإحسان، لا يمكن أن تقول: [لن أحسن ولا أسيء، وستكون علاقتي بوالديَّ علاقة عادية، كعلاقتي بأي إنسانٍ عادي، فلا أحسن إليه، ولا أسيء إليه]، لا بدَّ من الإحسان، هو العنوان الذي يضبط طبيعة هذه العلاقة مع الوالدين.
ثم بالنسبة للترتيب، بعد حق الله "سبحانه وتعالى"، وهو ربنا العظيم، المنعم الكريم، الخالق الملك، يأتي الحديث في هذا الترتيب نفسه عن الوالدين، والعلاقة مع الوالدين، والإحسان إلى الوالدين؛ لعظيم حقهما عليك، ففي الواقع البشري يأتي حق الوالدين كحقٍ عظيم، ويأتي ترتيبه في الآيات القرآنية منها في هذه الآية المباركة، ومنها في سورة الإسراء، عندما قال الله "سبحانه وتعالى": {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[الإسراء: من الآية23]، وهكذا في موارد أخرى من القرآن الكريم، فالترتيب هذا بحد ذاته يبين لنا أهمية المسألة في موقعها من الدين، في موقعها في التزاماتنا الإيمانية، في موقعها في التوجيهات الإلهية، فليكن عندنا هذه النظرة تجاه هذه المسألة بحسب أهميتها الإيمانية والدينية والإنسانية.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الرابعة عشرة 1442هـ