الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر ربيع أول 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* : المولد النبوي الشريـف)*
التاريخ: 10/ 3 / 1446هـ
الموافق: 13 / 9/ 2024م
الرقــم:( 10 )
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹 *اولاً: نقاط الجـمــعة*
1-تحل عليناذكرى المولدالنبوي لهذا العام ونحن في معركةكبيرةبين الحق والباطل وشعبنافي هذه المعركةهوصاحب الموقف المتميز والمتصدرلتميزه في إحياءهذه المناسبةعن باقي الشعوب
2-آية المناسبةلهذا العام ({يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (التوبة:٧٣)
لنستلهم من رسول الله كيف نجاهدالكفار والمنافقين وأن نغلظ عليهم باعتباره الحل الوحيدوالصحيح لوقاية أنفسنامن شرورهم
3-يحتفل شعبنا في 12 من ربيع الأول ليعبرعن فرحته برسول الهداية ولنعبر عن إيمانناوتعظيمنا وولائنا لرسول الله ولننتصرلرسولنافي وجه الإساءات المتكررةله ولنوصل رسالة للعالم حول عظمةالإسلام وقوته وجاذبيته
4-مناسبةالمولد النبوي هي مناسبةوحدويةجامعة سيخرج فيها الكثير من الشعوب وسيكون في واقع شعبنااليمني يوما استثنائيا فلا بد من الحضور مبكرا والتحلي بالسكينةوالوقار والانتظار حتى نهاية الفعالية ليكتمل لنا الأجر
5-في ذكرى مولدرسول الله لن ننسى قضيةفلسطين وغزة وسنستمر في الخروج المليوني والمقاطعة والدعم وسيحقق الله لنا النصر ببركة رسول الله ({وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (المائدة:٥٦).
ثانياً: نـص الـخـطبة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا وأسوتنا وهادينا إلى الصراط المستقيم محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله، أدى ما حملته إلى العباد، وجاهد في الله عز وجل حق الجهاد، صلوات الله عليه وعلى وآله، ورضي الله عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
تعود علينا ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام والأمة الإسلامية تمر بابتلاءٍ كبيرٍ، ومعركةٍ كبيرةٍ بين الإسلام والكفر، وبين الحقِ والباطلِ، وشعبنا اليمني في هذه المعركةِ هو صاحب المواقف المشرفة والمتميزة، كما هو في إحيائه للمولد النبوي الشريف متميز بين سائر شعوب الأمة على مستوى كبير لا نظير له: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
أيها المؤمنون:
يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} هذه الآية الكريمة هي عنوان إحيائنا لمناسبة المولد النبوي الشريف لهذا العام الذي يأتي ونحن في جهاد منذُ حوالي عام؛ لنستلهم من الرسول المجاهد الدروس التي تفيدنا في معركة طوفان الأقصى، ومعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، فها هو الله سبحانه وتعالى يأمر نبيه بجهاد الكفار في كثير من الآيات الكريمة؛ لأن الله سبحانه هو الحكيم العليم الذي يعلم أنّ هذا هو الخيار الوحيد للوقاية من شر الكفار، ولو كان هناك خيار أفضل أو أحسن لدلّنا عليه المولى جل جلاله؛ لكنه دلنا على الخيار الأفضل والوحيد، قال سبحانه وتعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} فالذي يمكن أن يكفّ عنا بأسهم هو الله سبحانه عندما نجاهد ونتحرك في سبيله سبحانه، وقد فشلت كل الخيارات والبدائل الأخرى، ولا ينفع الحوار مع هؤلاء الأعداء ولا المفاوضات ولا التطبيع ولا السلام معهم؛ لأنهم عدوانيون، قال سبحانه: {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وهم يحملون حقداً كبيراً نحو المسلمين، قال سبحانه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، وقال سبحانه: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}، وقال سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ}.
فالجهاد هو الحل الوحيد للوقاية من شرورهم، ولو كانت الأخلاق تنفع معهم؛ لنفعت معهم أخلاق صاحب الخلق العظيم رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، ولو كانت الرحمة لهم تنفع؛ لنفع فيهم من قال الله فيه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} ولوكان التطبيع معهم ينفع؛ لانتفع المطبعون الذين قال الله سبحانه لهم: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ} فهم لا يعتبرون المطبعين بشراً من بني آدم، وإنما حيوانات على شكل بشر، ونهايتهم كما أخبر سبحانه: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
وقد أمر الله نبيه بجهادهم واعتبر الجهاد علامة الإيمان وتركه علامة النفاق، قال سبحانه: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ . إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ}، وقد اعتبر الله الجهاد شرطاً أساسياً لدخول الجنة، قال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.
أيها المؤمنون:
إنّ الذي يمكن أن يحفظ للأمة عزتها وكرامتها ودينها ودنياها وآخرتها هو: الجهاد في سبيل الله، والذي حافظ على بيضة الإسلام في عهد رسول الله من شرّ الكفار هو الجهاد في سبيل الله، وذلك عندما جاهد رسول الله وواجه الكفار في بدر وأُحد والأحزاب، وواجه اليهود في خيبر وبني النضير وبني قينقاع وبنى قريظة، ولولا جهاد الرسول والمؤمنين معه لكان الكفار قد قضوا على الإسلام في مهده، والذي أعز أول هذه الأمة هو الذي سيعز آخرها.
ولا يمكن أن نتصور أن تنتصر الأمة المتخاذلة أمام الأعداء المحتشدين من كل دول الكفر والمتوحدين بسلاحهم ومالهم وإعلامهم مع اليهود، ولا يمكن أن نسلم المخاطر الكبيرة إذا تركنا الجهاد في سبيل الله؛ فترك الجهاد هو إخلال بمسؤولية كبيرة عاقبتها العذاب في نار جهنم، قال سبحانه: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وإذا كان الله قد ذمّ المتثاقلين والمتحركين في الجهاد ببطء وتأخير فكيف بمن لم يجاهد؟! حيث اعتبره الله منافقاً أو في قلبه مرض أو رضي بالقعود مع الخوالف.
كما أنّ ترك الجهاد يفقد الأمة عزتها وحريتها واستقلالها، ويتسبب في خذلان الله لها أمام أعدائها، وتخسر بذلك الوعد الإلهي بالنصر الذي قال الله فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
وعندما تترك الأمة الجهاد فإنها تخسر في جميع مجالات الحياة، ويصل الحال إلى أن يستطيع العدو تطويع الأمة لخدمته، كما هو الحال في التكفيرين الذين افتضحوا أمام ما يحصل في غزة؛ فلم نسمع عن جهادهم ولا عملياتهم الاستشهادية ولا مفخخاتهم؛ لأن الذي صنعهم من الكفار وجّه عداءهم نحو الأمة فقط.
أيها المؤمنون:
إنّ إحياء الجهاد هو إحياء للأمة في كل المجالات، وإحياء لعزة الأمة وهويتها وحريتها واستقلالها وكرامتها، وهو الخيار الحكيم والوحيد الذي يمكن أن يكفّ عنا شرّ أعدائنا، ولعلكم تتساءلون وأنتم تشاهدون العدوان على غزة عن الحل الذي يرشد إليه القرآن الكريم للوقاية من شر الأعداء وإيقاف عدوانهم على غزة وفلسطين، فما هو الحل؟ هل هو التطبيع؟ أم المفاوضات والحوار مع الصهاينة؟
لقد جُربت كل تلك الخيارات ففشلت، ولم يبق إلا الجهاد، ولو جاهد المسلمون مع غزة ولو بكلمة، أو بالمال، أو بعدم التعاون مع الصهاينة؛ لكانت فلسطين قد تحررت من النهر إلى البحر، ولن يحررها إلا المجاهدون وليس بالمفاوضات ولا على أيدي المطبعين.
أيها المؤمنون:
لقد أمر الله بجهاد الكفار والمنافقين، والمنافقون هم من قال الله عنهم: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}، وهم الذين يثيرون الفتن والإشكالات داخل الأمة، ويحاولون حرف البوصلة عن مواجهة اليهود، ويسعون إلى إثارة فتن داخلية وصراعات بين أبناء الأمة.
والمنافقون هم الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، وقد أصبح المنافقون في هذا الزمن أفراداً وأحزاباً وحكومات وأنظمة تمتلك المال والجيوش والسلاح والقرار، وقد أمرنا الله بأن نغلظ على الكفار والمنافقين فقال سبحانه: {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} والغلظة هي: القسوة والخشونة والكلام القاسي ضدهم؛ لأن ذلك يؤدي إلى يأسهم من أن يستقطبوا لهم عملاء من داخل الأمة، أما إذا تعاملنا معهم برفق ولين وتكلمنا معهم بكلام بارد؛ فإن هذا
سيطمعهم بأن يستقطبوا من داخل الأمة عملاء لهم كما شاهدنا في الاعترافات التي بثتها الأجهزة الأمنية لشبكة الجواسيس.
ويمثل الشعار والصرخة مصداقاً للغلظة والقسوة التي أمر الله بها؛ فهي من الحكمة والأسلوب الحكيم، وهي من الغلظة ومن الأساليب الحكيمة التي تحصن الأمة من أن تُخترق لصالح الأعداء، وهي تعكس وعي صاحبها بمؤامرات الأعداء، وتبعث اليأس في نفوس الأعداء، وصدق الله القائل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله:
يحتفل شعبنا في هذه الأيام بمولد رسول الله صلوات الله عليه وآله، ويستعد المحبون للرسول الكريم للإحياء الكبير في يوم الأحد القادم يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول؛ ليعبر اليمنيون عن شكرهم لله على نعمة الهداية بالرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، ولنعبر عن فرحتنا برسول الله كما قال سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، ولنعبر عن إيماننا وتعظيمنا لرسول الله وتوقيرنا له، كما قال سبحانه: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ }، وكما قال سبحانه: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، وكما قال سبحانه: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، ولنعبر عن ولائنا لرسول الله كما قال سبحانه: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، ولننتصر لرسولنا الكريم في وجه الإساءات المتكررة، ولنوصل رسالة وشهادة إلى العالم عن الإسلام ورسالته في هذا العصر، حيث العالم الغربي يعيش فراغاً روحياً، ويشهد سقوطاً مدوياً وانحطاطاً كبيراً وصل إلى إباحة الشذوذ، بل والتشريع له والإلزام به في مشهد لم تصل إليه حتى الحيوانات على فطرتها، وقد قال الله: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
وإحياء المولد هذا العام هو جزء من الشهادة على البشرية؛ لنلفت نظرها إلى الإسلام ورسول الإسلام، ولندعوها إلى العودة إلى رسالة الله ونبيه؛ كونه المخرج الوحيد لها مما تعانيه.
أيها المؤمنون:
يوم الأحد القادم يوم الثاني عشر من ربيع الأول هو يوم النبي الكريم صلوات الله عليه وآله، ويوم ميلاد الهدى والنور، وهو يوم المحبين لرسول الله، وسيخرج فيه المسلمون في كثير من البلدان الإسلامية؛ للاحتفاء بميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أنه في يمن الإيمان سيكون يوماً استثنائياً، فإذا كان اليمنيون يملؤون الساحات كل يوم جمعة على مدى عام من بداية طوفان الأقصى فإنه في يوم الأحد القادم سيخرج فيه الكبار والصغار، والذكور والإناث، وسيخرج اليمانيون كما خرج أجدادهم لاستقبال الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله، ولن يحول بيننا وبين رسولنا أي حائل أو مانع، بل سنرسم لوحة تاريخية؛ لنقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم مولده: إنّ ظنك في هذا الشعب يا رسول الله لم يَخِبْ ولن يخيب، وإنّ الشعب اليمني في يوم مولدك يبادلك الوفاء بالوفاء، والحب بالحب، ويجدد الارتباط بك وبرسالتك الخالدة.
ولن يتخلف منا رجل واحد كما قال سبحانه وتعالى: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ}، وكما قال سبحانه: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}.
فمناسبة المولد النبوي الشريف هي مناسبة وحدوية جامعة يحضرها كل من يحب رسول الله، ولا يختلف عليها المحبون لرسول الله؛ فمحمد هو رسول العالمين، وفي مناسبة مولده تغيب وتتلاشى كل الخلافات؛ لأن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله هو فوق الأحزاب والمذاهب والخلافات، ومناسبة المولد النبوي الشريف ليست مجرد احتفاء واحتفال وانتهى الأمر، بل هي اهتداء واتباع صادق وطاعة لله ولرسوله، واحتفالنا بهذه المناسبة هو لنجدد العهد بالطاعة والاتباع.
وعندما نحضر في يوم مولد رسول الله لا بد أن نتحلى بالسكينة والوقار، ولا بد من الحضور مبكراً والانتظار إلى نهاية المناسبة، وسنحرص على التعاون فيما بيننا؛ لنوصل رسالة قوية، ولنرسم صورة فريدة بإذن الله.
ولا ننسى اليوم الحضور المليوني المشرف؛ نصرة لغزة وفلسطين، ولنقول للرسول في يوم مولده: أننا أوفياء لتوجيهاته عندما قال: (المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه ولا يخذله لمصيبة إن نزلت به).
فالله الله في حضور مسيرة اليوم فإنها من أعظم القربات والأعمال الصالحة والجهاد في سبيل الله.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعِنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
--------------