مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من أنواع الظلم التي تحصل، وهي شبيهة بهذه الحالات، هي ما يتعلق بمال الأوقاف:

 

 

 

كذلك يكثر التعدي على مال الوقف، وعادةً ما يكون مثل هذا التعدي- في كثيرٍ من الحالات- ممن لهم ولاية من الورثة، من ورثة الموقف، ولو على مستوى ثالث درجة، أو رابع درجة، أو خامس درجة، أحياناً يكون قد مر أجيال من زمن الموقف نفسه، البعض من الورثة يتجهون إلى أخذ حصة الوقف، مستغلاته؛ لأن لهم ولاية اليد في القيام به، وأخذ حصتهم في ذلك، لكنهم لا يكتفون بحصتهم، يتجهون إلى أكل المستغلات بكلها، فما نتج عن الوقف، وما حصل منه من محصول:

 

 

 

سواءً محصول نقدي، فيما يبيعونه بالنقد.

 

أو غير ذلك.

 

يأخذونه بكله، وبالذات في المراحل التي ضعفت فيها العناية بالمتابعة لأموال الأوقاف، والمتابعة لصرفها في مصارفها التي أوقفت لها، وكثر هذا، مع أن أموال الأوقاف كثيرة، مثلاً: في مجتمعنا في اليمن هناك أوقاف كثيرة، وتوجد الأوقاف في بقية المجتمعات.

 

 

 

فالبعض من الناس أيضاً اغتنموا فرصة أنه ليس هناك من يتابعهم، من يضغط عليهم، من يراقبهم ويحاسبهم، فاتجهوا إلى استغلال ذلك بأكل أموال الأوقاف، وهذه:

 

 

 

جريمة كبيرة، وخيانة عظيمة.

 

وإغراقٌ للذمة بالمال الحرام، إغراقٌ للذمة.

 

وخيانة للموقف، الذي أوقف الوقف: وقد يكون قريباً للذين ينتهكون هذه الحرمة، ويخونون هذه الخيانة، قد يكون جدهم، قد يكون أباهم، قد يكون قريباً من أقاربهم، ولو كما قلنا جداً من أجدادهم القدامى، فهم يخونون الموقف.

 

وهم في نفس الوقت يخونون المصرف: إذا كان هذا الوقف لمسجد، فأنت تتحمل الوزر تجاه الذي خنته، وهو الموقف لهذا الوقف، وتجاه المصرف، وهو المسجد، وقد يتسبب هذا:

 

في نقص في عمران ذلك المسجد.

 

في القيام بصيانته.

بتوفير احتياجاته.

فالإثم كبيرٌ جداً:

 

 

على أصل الخيانة.

وعلى ما ينتج عنها، ويترتب عليها، آثارهم، آثارهم.

 

ومع الوقت والاستمرارية في أكل ذلك المال الحرام تغرق الذمة أكثر فأكثر، البعض من الناس قد تكون المسألة بالنسبة لهم عشرين عاماً من الخيانة، والأكل للمحصول على المستوى السنوي، أو النصف سنوي، أو على مستوى المحصول الذي يأتي بشكلٍ مستمر، في أوقات متتالية في العام، فيصبح المبلغ كبيراً، نسبة الخيانة، وما قد أكله على الوقف، فإذا مات بعد ثلاثين سنة، أربعين سنة، خمسين سنة من الخيانة المستمرة، يكون المبلغ قد أصبح مبلغاً كبيراً، وسداده مرهق، وسداده متعب، وقد لا يتشجع الورثة إلى أن يخلصوك، وأن يخلصوا ذمتك، من هذا المبلغ الكبير، والوزر الكبير، الذي قد تحملته.

 

 

 

البعض يفعلون أكثر من ذلك، قد يبيع أرضاً هي للوقف بالبيع الكامل، طمعاً في المال ويستهلكه، وقد يكون هذا- كما قلنا- وقفاً لمسجد، أو وقفاً لفقراء، أو وقفاً لأي مصرف من المصارف التي هي قربة إلى الله "سبحانه وتعالى"، ووقف الواقف متقرباً إلى الله "سبحانه وتعالى" بالوقف عليها.

 

 

 

فهذه من أكبر المظالم التي تحصل، هذه مظالم حاصلة، قائمة في مجتمعنا، وحتى مع وجود المحاسبة، فالبعض من الناس لا يدفعون إلا بشِق الأنفس، بمطالبة شديدة، بضغط عليهم مستمر، وكأنها ستزهق أرواحهم، كأن المتحصل أو المحاسب سينزع أرواحهم من أجسادهم، بشق الأنفس يخرجونها، بضغط شديد، وملاحقة شديدة، فإذا وجدوا ألَّا مناص، أخرجوا، وقد يكونوا قد تحيلوا وأخذوا البعض بدون وجه حق.

 

 

 

الآن هناك هيئة الأوقاف تأسست، وعلى أساس أنها ستقوم بدورها- إن شاء الله- في المتابعة والعناية بالأوقاف، يفترض من أبناء شعبنا العزيز، يمن الإيمان، مع الاستشعار للمسؤولية أمام الله "سبحانه وتعالى" أن يتعاونوا مع الهيئة، وأن يكونوا جادين في تخليص ذمتهم والخلاص من هذه المظالم، وأن يتعاملوا بجدية في إخراج حق الوقف وحصة الوقف مما لديهم وتحت ولايتهم، وأن يتعاون الجميع على مستوى المجتمع، الجهات ذات العلاقة في الدولة، الكل أن يتعاونوا في هذه المسألة، حتى لا يبقى الإنسان في حالة خيانةٍ مستمرة، ويغرق ذمته بالمال الحرام.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية، بتاريخ 28 رمضان 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر