مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الله توعَّد على هذه الجرائم بالعذاب الشديد، العذاب في الدنيا، أنواع من العذاب تأتي في الدنيا، من ضمنها: العقوبة الشرعية، ولكن هناك ما هو أوسع من العقوبة الشرعية، هناك أيضاً عقوبات من الله "سبحانه وتعالى" تأتي لمن يرتكبون مثل هذه الجرائم، عقوبات متنوعة، والله هو القدير، وهو "جلَّ شأنه" البصير والخبير كيف يعذِّبهم في حياتهم، كيف يدهور عليهم أموراً كثيرةً من حياتهم، كيف يجعلهم يخسرون أشياء كثيرة، ويفشلون في أشياء كثيرة، حتى على مستوى العذاب النفسي، من العذابات التي يعذَّبون بها: الضيق النفسي، الاضطراب النفسي غير الطبيعي، الاضطراب النفسي غير الطبيعي، اضطراب رهيب جداً، والبعض يصلون إلى حالات نفسية متوترة جداً، ومضطربة جداً، حالة عذاب بكل ما تعنيه الكلمة، وأشياء كثيرة تدخل في دائرة العذاب الإلهي، وفقدان الكثير من الرعاية الإلهية.

 

 

 

ومع ذلك أيضاً جهنم، جهنم والعياذ بالله، كما قال الله "سبحانه وتعالى" عن الزنا، وعن الجرائم: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}[الفرقان: 68-69]، فهي جريمة توصلك إلى جحيم جهنم، وإذا اقتربت منها؛ فأنت تقترب من جهنم بلا شك، وأنت تخسر الجنة، وأنت تخسر كل الأعمال الصالحة التي تكون قد عملتها؛ لأن هذه الجريمة تحبطها، تحبط أعمالك، لا يبقى لك أي فضل، ولا أي أجر، لا من صلاة، ولا من صيام، ولا من جهاد، ولا من إنفاق، ولا من صدقة... ولا من أي عملٍ تتقرب به إلى الله "سبحانه وتعالى"، فهي جريمة خطيرة جداً.

 

 

أيضاً آثارها وأضرارها واسعة، في مقدِّمة أضرارها: الضرر النفسي، فهي تدمِّر زكاء النفس، الإنسان أعدَّه الله "سبحانه وتعالى" في فطرته لأن تزكو نفسه، وأن تطهر مشاعره، وأن تصلح نفسيته، فيتحول إلى إنسان يحب مكارم الأخلاق، تسمو نفسه، وتعشق مكارم الأخلاق، والصفات الحميدة، والمواقف المشرِّفة، يعشق ذلك، يطرب لذلك، يحب ذلك، يرتاح لذلك، فنفسيته بزكائها تتوق لمكارم الأخلاق، ومعالي الأمور، والصفات الحميدة، والشرف، ولكن مثل هذه الجرائم: سواءً جريمة الزنا، أو جريمة عمل قوم لوط، كلٌّ منها يسمى فاحشة، هي تدنِّس نفسية الإنسان، تنجِّس نفسية الإنسان، تنجِّس مشاعره، تقذِّر مشاعره، تقذِّر وجدانه، فتنحط نفسيته، ينحط توجهه، تنحط مشاعره، فيتحول إلى إنسان رذيل، ميَّال إلى السفه، ميَّال إلى خسائس الأمور، ميَّال إلى المعاصي، ميَّال إلى الرجس، لا يتورع، يفقد حياءه، يفقد عفته، يفقد غِيرَته، يفقد حميته، يفقد رجولته وشهامته، يفقد كرامته الإنسانية، والإحساس بالكرامة في عمقها ومعناها المهم جداً.

 

 

 

ثم يصبح لا يتورع من الأشياء الخسيسة، حتى في نهاية المطاف ترخص عنده سمعته، أن يذكر بالسوء، أن يذكر بالشناعة، أن يذكر بالأمور القبيحة، لم يعد ذلك مهماً عنده بشكلٍ كبير، فهي جريمة خطيرة جداً؛ لأنها تضربك في نفسك، والضربة في النفس أخطر ضربة على الإنسان؛ لأنه حالٌ رهيبٌ جداً، كل شيءٍ يمكن أن يترمم، لكن عندما تدمِّر زكاء نفسك، وتدمِّر في نفسيتك الطهر (طهر المشاعر)، والوجدان الإيجابي، والمشاعر الإيجابية، فترميمها صعبٌ جداً، ترميمها صعبٌ جداً، وأمر خطير جداً على الإنسان.

 

 

 

والإنسان إذا فقد زكاء نفسه؛ يبتعد عن الأمور العظيمة، عن الأمور المشرِّفة، عن الصفات الحميدة، عن... لم يعد توَّاقاً لها، ولا منجذباً لمعالي الأمور ومكارم الاخلاق، ولذلك يمكن أن يُطَوَّع للفاجرين والمجرمين، أن يخضع لهم؛ ولذلك تعتمد المخابرات الأجنبية، مثل: المخابرات الإسرائيلية، والمخابرات الأمريكية... المخابرات الأجنبية تعتمد على الإيقاع بعملائها في مثل هذه الجرائم، لماذا؟ لتضمن السيطرة الكاملة عليهم؛ لأنها تعتبرهم قد فسدوا نفسياً، فسدوا، والإنسان يفسد، تفسد نفسيته، لم تعد نفسيةً صالحة، كما تفسد حبة الفواكه، كما تفسد الخضار، كما يفسد أي شيء، يفسد، يتلف، لا يعد صالحاً، فلذلك الإنسان إذا فسد؛ يَعتَبر الأعداء أنَّ هذه وسيلة للسيطرة عليه، والبعض لا يحتاج إلى استقطاب الأعداء، لا يحتاج إلى استقطاب الإسرائيلي، ولا لاستقطاب الأمريكي ولا غيره، الشيطان يشتغل مباشرةً في هذا الموضوع، شياطين الجن والإنس يشتغلون مباشرةً في هذا الموضوع، وإذا فسد الإنسان أصبح تلقائياً مهيأً لأن يبتعد عن الأعمال العظيمة، والمواقف المشرِّفة، وأن يتنصَّل عن المسؤوليات المهمة، لم تعد مهمةً عنده، لم تعد ذات قيمة عنده، الأعمال الصالحة، الأعمال العظيمة، المواقف العظيمة لم تعد ذات قيمة لديه، ذات أهمية لديه؛ لأن نفسه فسدت، وإذا فسدت النفوس؛ تفقد في شعورها ووجدانها قيمة الأعمال العظيمة، قيمة المواقف العظيمة، الدافع الإيماني للأعمال المهمة، وهذه مسألة في غاية الأهمية.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية، بتاريخ 26 رمضان 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر