عبدالفتاح حيدرة
أكد السيد في معرض كلمته في الخطاب التمهيدي لذكرى المولد النبوي الشريف 1445هـ، ان ذكرى المولد النبوي الشريف تأتي أهميتها من كون صاحبها قدوة للفلاح والفوز والوعي ، وتصلنا باعظم رمز لنا، تصلنا بالإسلام والقرآن، وتزيدنا طاقة إيجابية في عزمنا وايماننا وانطلاقتنا العملية، واحتفاء شعبنا يعبر عن انتمائه الايماني الأصيل، وفيما يتعلق بالمناسبة العزيزة في تعزيز الايمان والوعي لهذه الفعالية تعزيز مصاديق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله (الايمان يمان والحكمة يمانية) والمسلمون اليوم أحوج ما يكونوا للاقتداء بالرسول مع حركة الصهيونية العالمية في إحتواء المسلمين واختراقهم، وهذا الخطر يتفاقم، وإذا سيطر اعداء الأمة على أفكار وثقافة وقيم واخلاق وايمانها ابنائها، وتمكن اعدائها من السيطرة عليها، والأمة بحاجة لاستعادة دورها في العالم بترسيخ هذا الانتماء والاسس التي تربطها برسول الله صل الله عليه وعلى آله، والبعض لا يروق لهم هذا الأمر بسبب الغباء او بسبب اليأس، والبعض يريدون ان يأمنوا أنفسهم بأمريكا، والخطر هي امريكا نفسها، ومشكلة الكثير من المثقفين والسياسيين هي في النظرة الخاطئة للرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين والقرآن الكريم ، وجعلهما في نطاق محدود وضيق، فالمهمة الأساسية وحركة الرسول الأساسية هي إخراج الناس من الظلمات إلى النور..
والرسول صل الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين تحرك في اطار هذه المهمة الإلهية، والنور الإلهي هو الاقتداء برسول الله ، والتحرك ضد الاقتداء القرآني يعني العيش في دائرة الظلام ، ومناسبة ذكرى المولد هي عملية تقييم لشئوون حياتنا وتزكيتنا وصلاح الواقع، وهذا لابد منه لتحقيق التغيير، والتغيير الجذري، كان ضرورة من البداية، لكننا انشغلنا بالتصدي للعدوان، وحجم العدوان معروف، الذي حدد ان الأولوية هي التصدي له، ولذلك فإن مسألة التغيير الجذري ليست مسألة طارئه، والخلل قديم بالمظاهر السلبية، ومواقف الشعب من ذلك كانت ثورته في ال21 من سبتمبر، ولذلك فالخلل يعود للعمق وهناك الكثير من الأنظمة واللوائح والمفاهيم والسياسات الخاطئة في الأداء الرسمي، وهي غير سليمة في المسئولية التي تذهب للمصالح والامتيازات، وغياب معيار ومؤهلات الكفاءة، حتى في منصب الرئيس، أهم منصب في الدولة، فالمشكلة قديمة وليست طارئه، وكذلك القضاء، و الحرمان من الخدمات، و إهدار الثروة الوطنية وسرقتها على مدى عشرات السنوات، وفي بعض الحسابات طلع الرقم بشكل هائل كان بالإمكان بناء بنية تحتيه هائله..
والبعض أراد أن تحقق مؤسسات الدولة كل ذلك في ظل الحرب والعدوان والحصار ما لم تقدمه تلك الحكومات في عشرات السنين ، وهذا بهدف تفكيك الجبهه الداخليه، والتماسك لمؤسسات الدولة في حد ذاته إنجاز، والاختلالات قائمة وعميقه ومؤثرة سلبا، وحجم الإنجاز الكبير في القوات العسكرية يأتي بالأمل لهذا الشعب العظيم بإمكانية التغيير الكبير في كافة مؤسسات الدولة، والبعض يأتي ليذر الملح على العيون ويحمل كل المسئولية والملامة لمؤسسات الدولة، وبالأمل والعزم والإرادة والوعي والإيمان بالله سوف يتم تحويل وضع شعبنا الاقتصادي بشكل تام، والتغيير الجذري يجب أن يكون هناك تحرك شعبي مصاحب له، والتغيير لا يعني الحكم على المسئولين انهم غير اكفاء، و مشكلتهم هي في الظروف التي يعيشونها في ظل الحرب والعدوان والحصار، وهناك من خدموا البلاد بشكل كامل ويجب انصافهم ، والتوجه للتغيير تأتي دعايات وزرع مخاوف والحديث عما يتحدث به الأعداء، ومنها الخطر على الجمهورية، وليس لدينا مشكلة مع الجمهورية التي نريدها ان تجسد الانتماء الايماني لشعبنا وان تحقق العدالة والرخاء والاستقلال والحرية، وهذا ما نسعى له بالتحديد، ومن يعتبر ذلك مشكله فهو إدانة له هو، والبعض يقلق من الحديث عن الهوية الايمانية وهذا هو توجه الأعداء..
لشعبنا اليمني خصوصية في انتمائه الايماني منذ فجر الاسلام ونماذج هويته التاريخية متجذرة وحديثنا عنها حديث فخر وهي مسئولية ومنظومة من المبادئ والقيم والاخلاق، والهوية الايمانية من مبادئها المبادئ التحررية، ويأبي ان يضام او يهان او تصادر حريته، وهي مسألة مهمه جدا ف كل الاعتبارات، ولن نقبل ان نكون شعب بلا هوية، وهي شئ يبنى عليه حضاره وخير، وفي اطار التغيير هناك أولويات منها التخلص من العدوان والحصار وإعادة اللحمة الوطنية والسعي لتحويل البلد إلى منتج، بكافة الوسائل المتاحة، والسعي لتنمية الإيرادات، ومسار التغيير سوف يتوافق معه الكثير من معالجة الكثير من السلبيات، ومتوقع ان يحاربة الأعداء، فلا يلتفت اليهم شعبنا الكريم، ونأمل الحضور المشرف في يوم الغد..