والمنكر لا ينسجم مع توجيهات الله وتعليماته التي تنسجم معها الفطرة، تعرفها الفطرة، تألفها الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وتصلح بها الحياة، وتستقيم بها الحياة، وفيها الخير للإنسان، فالمنكر عكس ذلك، هو في أصله، في نتائجه، وخيم، سلبي، سيئ، يسيء إلى الإنسان في إنسانيته، ويؤثر سلباً على واقع حياته، والحياة الآن في كل ما نراه فيها من عناء، من كدر، من بؤس، من شقاء، كل هذا نتيجة المنكر وأهله، المنكر وأهل المنكر، هم من يسوِّدون وجه الحياة، هم مصدر الظلم، مصدر الفساد، مصدر الشر، مصدر العناء، الحياة بالإيمان هي حياة طيبة، لكنهم هم من يسعون إلى إفسادها بمنكرهم، بظلمهم، بضلالهم، بإفسادهم، بشرهم، بطغيانهم، بإجرامهم.
عندما نتأمل في ساحتنا الإسلامية، كم هناك من أنشطة على المستوى التضليلي، لتضليل الناس، والضلال يشكِّل خطورة كبيرة على الناس؛ لأنه يجعل من المنكر مفهوماً مقبولاً، يروِّج للمنكر، يكون وسيلةً معتمدة تبرر للمنكر، تسهل للمنكر انتشاره، تسوِّغ المنكر؛ حتى توجد له القابلية في الساحة بعناوين أخرى، بعناوين أخرى، بوسائل أخرى.
ثم على مستوى المنكر الواضح جداً، حتى هو، مثل: المفاسد الأخلاقية، مثل: انتشار المخدرات، كل المفاسد والأشياء التي تشكل خطورة على المجتمع، تفسد المجتمع، وتنتشر بسببها الجرائم في حياة الناس، جرائم القتل، الجرائم الأخلاقية، جرائم الفساد... وهكذا التأثيرات السلبية التي تتقلص بسببها قيم الخير من أوساط المجتمع، روحية الخير من نفوس الناس، كلها هناك من يتحرك وراءها بشكلٍ كبير في الساحة في هذا العصر، ولذلك يجب أن يكون هناك في المقابل ماذا؟ تحركاً للنهي عن المنكر، ليحافظ على الساحة سليمةً أو على الأقل يحد إلى حدٍ ما، إلى مستوى معين، من المنكر.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1443هـ