والسلام على الشهداء الأبرار الذين كانوا شهود صدق مع الله سبحانه وتعالى، قدموا حياتهم وقدموا كل ما يمتلكونه، الحياة كل الحياة، بكل ما في الحياة لله سبحانه وتعالى، في سبيله ونصرة للمستضعفين من عباده.
والسلام على كل أسر وعوائل الشهداء لكل أب شهيد، لكل أمٍ لشهيد، لكل بنت لشهيد، لكل زوجة لشهيد، لكل ابن لشهيد، لكل قريب لشهيد، للجميع منا سلام الله ورحمته وبركاته.
ولكم أيها الإخوة الأعزاء ولكل المجاهدين الأبطال المرابطين في سبيل الله الحاضرين لأداء مهامهم الجهادية أينما كانوا، للجميع السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أيها الإخوة الأعزاء في ذكرى الشهيد هذه المناسبة الغالية المقدسة نستذكر فيها كل الشهداء عبر التاريخ، ومن مختلف الأزمنة والمناطق والبلدان وإلى يومنا هذا.
الشهداء وفي مقدمتهم الشهداء من الأنبياء، والشهداء من الصديقين، والشهداء من كافة المؤمنين المجاهدين في كل العصور والأزمنة والمناطق والبلدان، وفي صدر الإسلام الأول، في يوم بدر، وفي يوم أحد، وفي مقامات الإسلام وأيامه الخالدة وأيامه المجيدة، وإلى شهداء عصرنا في فلسطين الجرح النازف لأمتنا الإسلامية، إلى العراق، إلى لبنان، في كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي سقط فيها شهيد، بذل نفسه لله، ونصرة للمستضعفين من عباد الله، وصولاً إلى شهداء مسيرتنا المباركة والمظفرة.
هؤلاء الشهداء الأبرار العظماء الذين نفتخر بهم، هم فخر لنا وفخر لأمتنا، الشهداء الذين كانوا شهود صدق مع الله، في انقيادهم لله سبحانه وتعالى، في بذلهم، في صبرهم، في صمودهم، في ثباتهم، في عظيم تضحيتهم، لم يبخلوا بشيء في سبيل الله سبحانه وتعالى، فالجهد والتعب والبذل والعطاء بكل شيء يمتلكونه ويمكن أن يقدموه.
ما نقوله عن الشهداء وكل ما يمكن أن يُقال وكل ما قد قيل لا يصل ولا يرتقي إلى مستوى ما حكاه الله الملك العظيم، ما حكاه عن الشهداء، ما أثنى به عليهم، ما أكرمهم به، ما حكاه عن مقامهم وعن كرامتهم، وعما أعده لهم.
الله سبحانه وتعالى قال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً} {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً}{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ}(الأحزاب: الآية 23). من المؤمنين, الساحة الأساسية والمنطلق الأساسي الذي ينطلق منه الشهيد، الشهيد الذي استضافه الله إلى جواره، والشهيد الحي، الحاضر في كل وقت وحين لبذل نفسه في سبيل الله، من أرضية الإيمان، من منبع الإيمان، من قواعد الإيمان، من أساس الإيمان يتحرك الجميع؛ استجابة لله وشوقاً إلى الله وشوقاً إلى ما عند الله، ورضاً لما عند الله وما يريده الله، وإيثاراً للحياة الأخرى على الحياة الأولى، وتضحية وبذلاً وعطاءً, يتحرك الجميع بإيمانهم, خلف موقفهم إيمانهم، الدافع لهم إيمانهم، تحركهم من إيمان وبإيمان، ويحملون الإيمان في قلوبهم، ويعملون بالإيمان في سلوكهم وموقفهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة للشهيد
1433هـ.